انطلقت مؤسسة الفكر العربي قبل سبع سنوات، ومع انطلاقتها انطلقت آمال وتطلعات بغدٍ مشرقٍ للفكر العربي، فكر يليق بالأمة الخاتم، وزاد من سقف الآمال والتطلعات أن قائد هذه المؤسسة فارس حباه الله بسمات قيادية شخصية فطرية مؤثرة، وتملك مهارات حياتية متنوعة، جعلت منه شخصية جديرة بأن ترقى بهذه المؤسسة وتقودها إلى إرادة تصنع معطيات التغيير المنشود في إحياء الفكر العربي، وتجدده ليبلغ شرف مكانة الأمة العربية ورسالتها الخالدة.
وقد حققت المؤسسة نجاحات مميزة، وتفوقت بدرجة عالية جداً في كيفية استثمار الكفايات الفكرية في الوطن العربي وخارجه، من أجل (دراسة التحديات التي تواجه العالم العربي، وتسليط الضوء عليها، وتحليلها، والتصدي لمعالجتها)، وكان النهج الذي اتبعته المؤسسة لبلوغ هذه الغايات نهجا متجددا مبدعا، وهو نهج يحمل بصمات قائد هذه المؤسسة الذي عرف بقدرته الفائقة على صنع النجاحات والتفوق فيها، وبلوغ الغايات مهما كانت المعوقات والتحديات، وقد تجلَّى ذلك بوضوح في (فكر 7) حيث روعة التنظيم ودقته، وانضباط المواعيد وأوقات العمل، وجودة المضمون، وفاعلية المشاركين.
والآمال عريضة طموحة، تتطلع بكل إيمان وثقة إلى الجهود التي تبذلها مؤسسة الفكر العربي من أجل إحياء الفكر العربي وتجديده وتفعيله، وتكوين فكر عربي مستنير منفتح متطور أصيل متجدد قادر على المزاحمة، لكي يتبوأ مكانته الأصيلة، ويستعيد وهجه وبريقه، منطلقا من ثوابت النهج الذي ارتضاه الله له، واختصه به وميزه عن غيره، ينهل من معينه الصافي، بعد أن تفرقت به السبل وضيع معالم الطريق الموصلة إلى الريادة والسيادة.
فالفكر العربي عالمي في رسالته ووجهته وتوجهاته وهواه، قال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(28) سورة سبأ.
فالرسالة المحمدية معنية بالبشرية كافة، وهذا يقتضي درجة عالية من الفكر القادر على التعامل مع الناس كافة، الفكر الذي يتملك مهارات تمكنه من مخاطبة الناس واستمالة عقولهم ووجداناتهم، مع مرونة فائقة في تقبل كل الاحتمالات وتكييفها بما يتوافق مع عالمية الرسالة وخاتميتها.
والفكر العربي وسطي في مفاهيمه وقيمه، فلا شطط ولا زيغ، قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(143) سورة البقرة