أفزعني الخبر الذي أوردته صحيفة (الوطن) قبل عدة أيام والذي جاء فيه: (أن أباً لطفل ذي ثلاث سنوات في تبوك رهنه مقابل مبلغ مالي لم يستطع الأب سداده فكان الحل رهن طفله الذي أخذه الراهن كأي بضاعة مادية وسافر به إلى جدة رهناً لديه وادعى (الأب) بل تفاءل على صغيره بأنه مختطف)..!. |
|
بقدر ما تخضَّب وجداني بالألم إلا أنني احترت!. |
هل ألوم الأب الذي رهن طفله.. فلذة كبده لأنه لم يستطع أن يسدد الدين الذي عليه أم تراني أعذره فلم يكن له سبيل سوى هذا الطريق بدلاً من السجن، وهذا يعني أنه لن يسعى لتحصيل المال الذي يسدد به دينه؟!. |
أم تراني ألوم الدائن وقلبه القاسي الذي لم يكن لديه أدنى رحمة فقبل أن يأخذ هذا الطفل مقابل مبلغ مادي من أحضان والديه- وأمه خصوصاً- التي كانت مفجوعة على حبة فؤادها وأدلت بمعلومات ساعدت الشرطة على معرفة الحقيقة وإعادة طفلها إلى حناياها. |
أراني ألوم الاثنين معاً.. ولكن اللوم الأقسى على الدائن الذي كان يفترض كإنسان أن ينظر مدينه المعسر الذي بلغ به إعساره أن يرهن ابنه.. أليس له قلب.. أليس له مشاعر.. أليس له أطفال!. |
إنه تصرف لا يعقل وخطأ كبير من كلا الطرفين وبحق من؟ بحق طفل بريء لا يعرف الرهن أو الاختطاف أو التكالب على الدنيا!. |
إن هذه الواقعة مؤشر خطير جداً لا بد من دراستها اجتماعياً وإنسانياً حتى لا تتكرر وحتى لا يُضحي الطفل مثلما أي شيء مادي قابل للرهن كالسيارة والساعة و..!. |
ولا حول ولا قوة إلا بالله. |
|
|
رسائل المتنقل وأخبار الجرائم..! |
** إلى سنوات محدودة كان الواحد منا ينتظر نشرات الأخبار في الإذاعة أو التلفزيون أو يقرأ في صباح الغد الصحف لمعرفة أخبار بلاده وأخبار الدنيا التي في مجملها -مع الأسف- أخبار سيئة من حروب وزلازل وفتن وجرائم! الآن أصبح الواحد لا يذهب إلى الأخبار أو ينتظرها أو يبحث عنها دون أن (يزوَّد) مرسليها- كما قال الشاعر القديم- بل هي تصل إليه قائماً أو قاعداً أو مقيماً أو مسافراً وذلك عبر رسائل (الهاتف المتنقل) بل الخبر يصلك بعد وقوعه بلحظات، وأضحى التلفزيون يجعل المشاهد لا ينتظر ساعة أو بعض ساعة لسماع نشرة الأخبار.. بل تكتب الأخبار على الشاشة وعلى مدار الساعة!. |
العالم لم يصبح قرية واحدة بل دارة كونية صغيرة واحدة. |
ولم يقف الأمر عند هذا الحد |
الآن جاءت (رسائل الهواتف المتنقلة) تجعلك في حالة استنفار لقراءة الأخبار حال وقوع الأحداث سواء كنت حاضراً أو غائباً أو حتى على سرير نومك. |
المزعج في (رسائل المتنقل) أن القائمين على مواقع الرسائل يركزون في بعث الرسائل المتعلقة بالجرائم، وكأن الإنسان في هذا العالم (ناقص) حتى يضيفوا إلى مزعجاته إزعاجات أخرى!!. |
لقد كنت مشتركاً بعدة مواقع تأتيني بأخبار الدنيا لأتزود بها.. لكن أصبحت ألغي أي موقع أجده يركز على أخبار الجرائم حيث أبادر إلى إلغائه، لقد اقتصرت على موقع (سبق) الذي أعجبني أنه يركز على الأخبار المحلية التي تهمني مواطناً ومعنياً بالشأن العام، فأنا أريد معلومات وأخباراً تتناغم مع اهتمامي ومنظومة التنمية في وطني، أما أخبار الجرائم فما حاجتي بها.. إنها تضر أكثر مما تفيد.. وبعضها فيها مبالغات ليست صحيحة بل مرعبة!. |
دعوة لكم يا أصحاب المواقع أن تخففوا من بعث أخبار الجرائم أو تلغوها.. وأن تمطرونا بدلاً منها بأخبار تبهج قلوبنا وتريح نفوسنا. |
استبدلوا الذي هو خير وأجمل بالذي هو شر وأقبح. |
|
|
|
** المفكر المعروف د. مصطفى محمود الذي أصدر حوالي (90) كتاباً مهماً في مختلف قضايا الشأن الفكري. |
هذا المفكر عندما سألته مجلة (اليمامة): كيف تنظر -الآن- إلى ما قدمته المكتبة العربية؟ أجاب: (ما كتبته ليس أكثر من مسودة ناقصة، وبين ما أنجزت وبين ما كنت أحلم به بون شاسع، وما زلت أتتلمذ كل يوم على يد كل إنسان يقدم لي النصح والمشورة). |
نيابة عن هذا المفكر أهدي هذه الإجابة إلى بعض الروائيين والروائيات الذين أصدروا روايات رأوا أنهم وصلوا بها إلى مكانة نجيب محفوظ وهم لم يقدموا سوى (حكايات) أبرز ما فيها ملامسة المحظور الجنسي وغيره وبشكل لا يخدم العمل الفني بقدر ما يهدف إلى كسب القارئ!. |
|
|
|
|
(وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها |
إذا غرّدت في مجدب الأرض أخصبا |
ويا رب - من أجل الطفولة وحدها- |
أفض بركات السلم شرقاً ومغرباً |
وهيئ له في كل قلب بشارة |
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا). |
الرياض 11499- ص.ب 40104 - فاكس 014565576 |
|