Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/12/2008 G Issue 13222
الاربعاء 12 ذو الحجة 1429   العدد  13222
آداب للحجاج
د. أحمد بن عبدالله الباتلي (*)

لا يخفى على كل مسلم ما لمكة من المنزلة العظيمة، والمكانة الشريفة؛ فإن الله - جل وعلا - قد اختارها وفضّلها على كل بقاع الأرض، وجعلها موضعاً للمناسك، وخصَّها بأنها قبلة المسلمين، فصارت مهوى أفئدة المؤمنين، فحري بكل مسلم ومسلمة يفد إلى هذه البقاع الطاهرة أن يراعي عدداً من الآداب التي ينبغي معرفتها من قِبل الحجاج.

- ومنها: الحرص على عدم التزاحم والتدافع بين الحجاج، ولاسيما مع كثرة الأعداد الوافدة نحو البيت العتيق، وهذا ناتج عن قلة الوعي لدى بعض الحجاج وعدم اكتراثهم بمشاعر إخوانهم المسلمين.

فتجد البعض يزاحم كثيراً عند الحجر الأسود، ويؤذي الطائفين، وقد يعرض بعض الضعفة من كبار السن أو النساء للسقوط، مع أن تقبيل الحجر الأسود سُنّة وليس بواجب؛ ولهذا شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته الإشارة إليه عند تعذر استلامه وتقبيله. وأيضاً يلاحظ تزاحم البعض خلف مقام إبراهيم عليه السلام، ولاسيما في أوقات الذروة كطواف الإفاضة والوداع وعدم اكتراث البعض لما يسببه ذلك من أذى للطائفين، مع أن الركعتين سُنّة، وللمسلم أن يؤديهما في أي مكان من البيت بعيداً عن مزاحمة الناس والتضييق عليهم في طوافهم.

- وأيضاً من الآداب التي تجب مراعاتها في بيت الله الحرام الحرص على النظافة؛ فكثير من الناس يتساهل في رمي النفايات في أي مكان من البيت، ويترك فضلات الطعام أمام المصلين، بل بعض الحجاج يتوضأ من مياه زمزم المعدة للشرب ويلوث الممرات ببقايا المياه، ومنهم من يضايق إخوانه بسوء استخدامه لدورات المياه.. فعلى المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وحكومتنا الرشيدة - وفقها الله - بذلت الملايين لنظافة بيت الله الحرام وصيانة مرافقه، فينبغي التعاون لتحقيق الراحة لضيوف الرحمن.

(*) أستاذ السنة بكلية أصول الدِّين



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد