المشاعر المقدسة - محمد العيدروس / تصوير - سليمان وهيب:
تسبب سوء فَهْم مشترك بين بعثة رسمية مصرية والمطوف المسؤول في التشويش على قرابة 2000 حاج مصري من المشمولين بنظام القرعة؛ حيث وجدت أعداد كبيرة من الحجاج المصريين وعائلاتهم أنفسهم فجأة في العراء بعد قدومهم من عرفة. يقول الحاج أحمد حسن منياوي ل(الجزيرة) من موقع تواجد المصريين في مشعر منى: ما حدث لنا لا يُرضي مسلماً ولا عاقلاً، فبعد قدومنا من عرفة بحثنا عن الباصات فلم نجدها. واضطررنا إلى المشي مع أسرنا وأطفالنا حتى مشعر منى.. وأمام مقر المخيمات المصرية لم نجد أماكن لنا، ولم نجد المسؤولين عنا، واختفى المطوف الخاص بنا، وها نحن في العراء.
أما الحاجة (أم محمد) التي انهمكت في بكاء طويل فألقت باللائمة على البعثة الرسمية التي تركتهم هكذا، وقالت: يجب أن يُعاقب المسؤولون الإداريون المرافقون لنا الذين هربوا وتخلوا عنا فلا طعام ولا مسكن يؤوينا ولا نعلم مصيرنا.
وبعصبية بالغة وصوت جهوري يقول الحاج حسين أحمد ل(الجزيرة): أرجوكم أوصلوا صوتي إلى كل مكان؛ فما حدث لنا مأساة بكل المقاييس.. فلا طعام ولا باصات ولا مسكن ولا مشرفين.
ويضيف: كانت الأمور جيدة في بداية الأمر، ولكن مع انقضاء يوم عرفة لم نجد أحداً حولنا.. هنا الكل يكلم نفسه ويتحسر على الأوضاع التي هو فيها في ظل أن جميع الحجاج يحتفلون بالعيد.ويقول أحد المشرفين في المخيم (19) التابع لحجاج القرعة المصريين مبرراً: ما حدث تقصير وسوء فهم من الطرفين؛ فهؤلاء الأعداد من الحجاج تأخروا في المغادرة وتشتتوا هنا وهناك، وكذلك المشرفون تركوهم، حيث يفترض أن يكون مع كل 49 حاجاً مسؤول إداري عنهم.وحول الكيفية التي سيتم بها معالجة هذه الوضعية للحجاج المصريين قال: المشكلة أن هؤلاء الذين ترونهم الآن اختلطوا مع حجاج الداخل وتجمعوا داخل المخيم وخارجه.سوف تتم عملية تصفية وسنحل أوضاعهم بكل تأكيد.