الأم.. ما أعظم هذه الكلمة وما أحلاها على مسامعنا, وما أجمل وأروع أن تملك هذه الجوهرة التي بها تكون من أصحاب الثراء العظيم، أقرب مخلوق وأصدق حبيب وأأمن إنسانة على قلبك، تشكو لها إذا ضاقت بك الدنيا، وتشاركك الحزن قبل الهناء، تقرأ إحساسك وتنطق أنفاسك وتعرف مصابك، تفرح لفرحك وتبكي.. وتحزن لحزنك وتبكي. فقير في هذه الدنيا من فقد أمه، فقير في هذه الدنيا من عصى أمه، الأم هي القلب الذي لا يجرح والحب الذي لا يفنى، والعين التي لا تندم والنعيم الذي لا ينقطع، بها تحلو القصايد والغزل، ولها يفيض الخاطر بمحاسن القول والحكم، هي الأم، هي الحبيبة وهي الأخت التي تشاركك السهر عند المآسي والهموم.

اسأل فاقد الأم لو رجع به الزمان: كيف سيكون الحال، اسأل فاقد الحنان لو اقترب من أغلى مخلوقة في هذه الحياة: كيف سيكون الحال؟ هي الحضن الدافئ، والسر الكاتم، والموجه الصائب، هي حقاً السلوك والتربية والمبادئ والقدوة والمعلم والمدرسة، جعلت الجنة مسعى ومطلب كل البشر ظلاً لها، إنها حقاً تكتب لها أبيات حبرها من البحر وريحها من الزهر وخاتمتها إلى الياء من الألف.