Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/12/2008 G Issue 13222
الاربعاء 12 ذو الحجة 1429   العدد  13222
المدير بين العاطفة والإدارة
سليمان بن عبدالله بن سليمان الظفيري

يتجرد الكثير من المديرين التنفيذيين من أساسيات وفنون الإدارة متجهين نحو العاطفة الأخوية أو عاطفة تبادل المصالح، باذلين كل جهدهم نحو هذا الاتجاه.. مخلفين وراءهم خسائر في تنمية مهارات وفنيات من الكوادر الوطنية التي تتطلب عليهم بذل جهد أكثر بكثير في رفع مستوى الكادر الوطني بواجبات المدير القيادي. فتجد الكثير من الكوادر الوطنية يأتي للعمل وهو متجرد لمعناه الحقيقي وفهمه لما يقوم به من عمل، فكل ما يعمله هو روتين ممل، وهذا من منظوره الشخصي الذي زرع من تعاملات وقرارات ارتجالية من سعادة مدير (العاطفة) لكن التزامات الحياة تجبره على المسيرة بخطوات غير ثابتة نحو عمله دون الرقي نحو الأفضل.

ويكمن السبب في فقدان لذة العمل وعدم التطوير الفني والإداري الشخصي للموظف هو (المدير)..!!

إذاً يتوجب على الإدارة العليا المختصة في مجال الإدارة من الوزارة أن تجبر جميع المديرين أن يتمكنوا من الحصول على دورات علمية إدارية في فنون الإدارة وتقوية الجسور والروابط بين المدير والموظف بعيداً عن العاطفة. بل يتوجب على الإدارة المختصة أن تشكل لجنة لمتابعة الكوادر الوطنية خلف جدران تلك القطاعات التي تتلبس معنى فن القيادة دون ارتدائها..!. فالكادر الوطني عندما يضع أول قدم له في عمل جديد وفي القطاع الخاص خاصة يحتاج إلى تدريب وتطوير وتشجيع وتوجيه إداري صحيح متماثل علمياً مع الظروف العملية التي يعمل بها سواء صناعية كانت أو إدارية أو فنية تهيئه إلى صنع شخصية قيادية على مر الزمن.. ومن خلال تجربته العملية، لأن ومن الملاحظ أن الأغلب في القيادات الصناعية تكون من الجنسيات العربية أو الأجنبية بعيداً عن الكوادر الوطنية، ظناً من أصحاب المنشآت أن القيادة لغير الكادر السعودي!!.

والنقطة المهمة المسببة لتلك العوائق أن يكون سعادة المدير التنفيذي متحيزاً لنفسه أو لقريبه حينما توزع حقيبة القيادات الإدارية في إحدى المنشآت لأشخاص لا يمثلون القيادة بأخلاقهم ولا أفكارهم ولا تعليمهم.. حينما تكون تلك المنشأة على حافة الهاوية. فالنهوض بالكادر الوطني هو النهوض بالبلد أجمع.. لكن وللأسف أن الكثير من المديرين يخشون على كرسي القيادة الذي يتكئ هو عليهم.. فالمدير المثقف والمطلع بمفاهيم الإدارة خاصة وبالعلوم الأخرى عامة هو من يستطيع أن يتملك قيادة المركبة.

فالمركبة وبحجمها الضخم يستطيع أن يقودها القائد الذكي وباستخدام جميع المميزات الظاهرة والخاصة داخل الموظف إذا فرض عليهم حظر العاطفة وهيأ لهم بيئة عملية راقية من تجديد في الأداء ومنح المكافآت وتطوير الذات.



sendto8484@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد