سبق أن نشرت في هذه الصحيفة الغراء منذ فترة حول اهتمام جل دول العالم ولاسيما المتحضرة منها بتكريم علمائها البارزين ومفكريها المتميزين وأدبائها المبدعين وذلك بمنحهم أعلى الأوسمة وأرقى الشهادات وألمحت إلى أن بلادنا الغالية تسير على هذا النهج الحضاري المتطور وتهتم بتكريم علمائها ومفكريها الكبار وأوردت في هذا السياق ما يتم من مظاهر التكريم والتقدير لهم في مهرجان (الجنادرية) الوطني للتراث إلا أنني ناديت بتوسيع دائرة هذا التكريم لتشمل أكثر النخب العلمية والفكرية.. الجديرة بذلك التكريم.
كما أشرت إلى أن من بين تلك النخب والشخصيات العلمية المتميزة في العطاء العلمي الشيخ عبدالملك بن دهيش بل إن الواجب يدعونا لتكريم هذا العالم لمكانته العلمية ولعطائه وإنجازاته العلمية المتميزة ولاسيما في المجال التاريخي والفقهي وبالذات التاريخ المكي والفقه الحنبلي.
لقد بلغت مجلدات ما ألفه وحققه الشيخ بن دهيش من مراجع مهمة وذلك في آخر إحصائية لها 120 مجلداً.. إن صاحب هذا الإنتاج العلمي الكبير والمتميز جدير وحري أن يكون على رأس قائمة المكرمين في مهرجاننا الوطني (الجنادرية) وها أنذا أطرح الموضوع مجدداً أمام من يعنيهم الأمر في المهرجان..
هذا ولعل من الأهمية بمكان أن نشير في هذه المقالة لأهم المراجع والتي ألفها أو حققها معالي الشيخ عبدالملك بن دهيش مذكرين بهذا الإنتاج الضخم الذي أثرى المكتبة العربية والإسلامية ولاسيما في الفقه والتاريخ المكي.
1- حقق الشيخ بن دهيش كتاب أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه (للفاكهي) ويقع في 6 مجلدات .
2- حقق كتاب جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن للإمام بن كثير يقع في اثني عشر مجلداً.
3- حقق كتاب الزركشي على مختصر الخرقي في أربعة مجلدات.
4- حقق كتاب معونة أولى النُّهى شرح المنتهى لابن النجار الفتوحي الحنبلي في 13 مجلداً.
5- حقق كتاب الأحاديث المختارة للمقدسي في ثلاثة عشر مجلداً.
6- صنّف كتاب (الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به) ويعد هذا الكتاب أول دراسة تاريخية وميدانية في مجاله ويعد مرجعاً مهماً في بابه.
7- حقق كتاب (الممتع في شرح المقنع) للشيخ زين الدين أبي البركات بن عثمان بن أسعد بن المنجي المصري الدمشقي الحنبلي في ستة مجلدات.
8- ألَّف كتاباً عن المشاعر المقدسة بمكة المكرمة بين فيه حدودها وأحكامها.
9- ألَّف كتاباً أسماه (المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم في مؤلفاتهم) في مجلد واحد.
10- حقق كتاب (الواضح في شرح مختصر الخرقي) لنور الدين عبدالرحمن بن عمرو أبي القاسم بن علي في خمسة مجلدات.
11- حقق كتاب (أخبار مكة وما جاء فيها من آثار) للأزرقي في مجلدين.
12- كتاب (إفادة الأنام بأخبار بلد الله الحرام) لعبدالله بن محمد الغازي في سبع مجلدات بتكليف من دارة الملك عبدالعزيز.
وسوى ذلك من المؤلفات والمراجع المحققة المهمة التي أصدرها الشيخ بن دهيش الجدير بالتكريم كأمثاله في المهرجان الوطني وهو ما ينادي به الكثير من المطلعين على تراث ومؤلفات معاليه في داخل المملكة أو في العالم الإسلامي الذين يتشوقون لمثل هذا الحدث التكريمي.
وبعد هذا أقول وكثيرون غيري أن لفضيلة الشيخ دهيش حقاً وواجباً على أحبابه أهل مكة المكرمة شرفها الله وهم من أهل النبل والكرم والوفاء والأريحية مكة حرسها الله التي جند معاليه نفسه وقلمه وإمكانياته لخدمة تاريخها المجيد وتراثها العريق على مر العصور ومختلف الأزمنة.
يتجلى حق الشيخ بن دهيش على أبناء مكة وفقهم الله في عدة مجالات للتكريم الأدبي والمعنوي وعلى سبيل المثال أن يتم إنشاء كرسي في جامعة أم القرى للتاريخ المكي يطلق عليه اسم معاليه.
وأن يطلق اسمه على إحدى الصالات الرئيسية في الجامعة ومن ذلك أن تعمل أمانة العاصمة المقدسة في تسمية أحد الشوارع باسمه وعلى النادي الأدبي بمكة المكرمة واجب للشيخ بن دهيش يترجمه النادي ويجسده بما يراه مناسباً من محاضرات وأحداث وسوى ذلك من مظاهر التكريم والوفاء ولا أخالهم إلا فاعلين بما عرف عنهم من وفاء وتقدير للعلم والعلماء.
إذا في الختام أقول حق علينا تكريم الشيخ عبدالملك بن دهيش لمكانته العلمية ولإنجازاته ومؤلفاته المتميزة فمتى نؤده هذا الواجب.