Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/12/2008 G Issue 13222
الاربعاء 12 ذو الحجة 1429   العدد  13222
في حفل منى السنوي لرؤساء البعثات.. خادم الحرمين الشريفين:
بعد حوارنا مع الآخر نحن بحاجة إلى حوار الأمة مع نفسها

منى - واس

أقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في الديوان الملكي بقصر منى أمس حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام. ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان وفخامة الرئيس محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفخامة الرئيس رمضان أحمد قديروف رئيس جمهورية الشيشان. وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة.

كما حضره أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية. وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. بعدها ألقى معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.

أصحاب الجلالة والفخامة والدولة

أصحاب السمو والسماحة والفضيلة

أصحاب المعالي والسعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سيدي خادم الحرمين الشريفين..أعتقد تمام الاعتقاد أن كل واحد منا في هذه القاعة التي ازدانت بكم , وبكبار الشخصيات الذين قدموا من مختلف أنحاء المعمورة لأداء فريضة الحج يستشعرون الاطمئنان والسرور بأداء المناسك في ظروف طيبة وميسرة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الجهود والخدمات التي تضطلع بها حكومتكم الرشيدة.. وكل القطاعات التابعة لها حيث تعمل جميعها بموجب خطة استراتيجية لتطبيق توجيهاتكم اليومية والمستمرة وحرصكم الشديد على تذليل كل المعوقات لمصلحة ضيوف الرحمن وتوفير كل الوسائل اللازمة لراحتهم حيثما حلوا في جميع المشاعر المقدسة.

سيدي خادم الحرمين الشريفين.. أيدكم الله.

إن حكومة المملكة العربية السعودية ومنذ عهد المؤسس العظيم والدكم الملك عبدالعزيز (رحمه الله وطيب ثراه) كانت وما تزال تبذل الجهد الكبير..نحو المزيد من التطور لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.. وترصد لذلك الميزانيات الهائلة؛ مما يجعل عملية البناء والإصلاح تواكب المستجدات وتلبي المتطلبات الضرورية.

سيدي خادم الحرمين الشريفين.. وفقكم الله.

إن كلمتكم السامية ماتزال أصداؤها تتردد في أذن كل متتبع لجهودكم المباركة وما تنجزونه يوميا لأمتكم.. تلك هي الكلمة القيمة التي ألقيتموها في مثل هذا اليوم لحج عام 1428هـ.. ومن ذلك بالخصوص.. والقول لمقامكم السامي.. في كل موسم حج أتأمل هذه المشاعر المقدسة التي يلتقي على صعيدها حجاج بيت الله الحرام وقد أتوا من مشارق الأرض ومغاربها وأرى فيهم الدنيا جميعها بمجتمعاتها وثقافاتها وأعرافها وتقاليدها ومعتقداتها..أنظر فأرى الإنسانية قد تجمعت هنا وأرى من خلالهم انه مهما تعددت المشارب والألوان والأعراق فإننا على امتداد العالم أجمع بحاجة إلى أن نتذكر ما يجمعنا من قيم مشتركة وما يربط بيننا من إيمان بالرب جل وعلا (كما أضفتم حفظكم الله) أن الأديان السماوية وما أنزل على سيدنا إبراهيم من حنيفية سمحة تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية والتكامل والمساواة وكرامة الإنسان والحرص على تلك اللبنة الأساس لكل مجتمع ألا وهي الأسرة فبدون الحرص على تماسك الأسرة والمحبة والاحترام وروح التضحية بين أفرادها بدون (الأسرية) لما كان هناك مجتمع متماسك ولفقدنا ذلك الخيط الذي يربط أوصال المجتمع.

سيدي خادم الحرمين الشريفين..أعزكم الله.

كذلك من بين الأشياء التي تسترعي الانتباه هو ما يلاحظه المرء من أن أجهزة الإعلام المحلية والشقيقة والصديقة التي ترقب عن كثب قد سجلت ونقلت عبر مختلف وسائلها الانطباعات الجيدة لضيوف الرحمن النابعة من أعماقهم.. إذ كانوا يبتهلون إلى العلي القدير أن يبارك في جهود المملكة.. كما يثنون على رجال الأمن وعلى كل أجهزة الدولة ويتضرعون إلى الله عز وجل أن يمدكم بالعون والقوة لتواصلوا جهودكم الكبيرة من أجل خدمة حجاج بين الله الحرام، ومن أجل المضي قدما لتسهموا بدوركم الفعال لتحقيق السلام والأمن والأمان والاستقرار في ربوع العالم.. وفي هذا السياق فقد أشار العديد فيما عبروا عنه إلى مضامين كلمتكم الجامعة التي وجهتموها في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكة المكرمة..وإلى كلمتكم المنهجية في مؤتمر الحوار العالمي الذي عقد في العاصمة الاسبانية الصيف الماضي.. فقد بنيتم سيدي جسرا للسلام الحقيقي للتواصل بين البشر والتحابب ونبذ العنف والإرهاب.. فأنتم بهذا الوضوح وهذه الشفافية والرؤى المستنيرة تبرزون ماتنطوي عليه العقيدة الإسلامية السمحة من شمولية ومن سعة واقتدار للإسهام بقوة وبفعالية لحل الكثير من المشكلات بهدف التكامل والتعاون البناء مع الأشقاء والأصدقاء لمواجهة التحديات وللتواصل الخير من منطلق التكافؤ والعدل والمساواة.

وختاماً.. أرجو الله العلي القدير مزيد التوفيق والفلاح ولأمة الإسلام عامة الرفعة والسؤدد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وفي الدائرة الأوسع اتجهتم إلى توحيد المسلمين وبذلتهم المستطاع لمعالجة مشكلاتهم وفتحتم أبواب الحوار مع مختلف الشعوب والأمم انطلاقا من رسالة الإسلام العالمية التي تتحملون أمانة عظيمة تجاهها.

فكانت مبادرتكم العظيمة وجهودكم البارزة في مؤتمر مكة ومدريد والأمم المتحدة مما أبرز للعالم أجمع أن المسلمين بقيادتكم وانطلاقا من دينهم أمة تدعو للخير وللتعاون الإنساني وتحرص على الأمن والاستقرار والعدل وتنبذ الصراع والعنف والإرهاب والظلم والعدوان. لقد لقيت مبادرتكم صدى عالميا وبدأت ثمارها تبرز في التعرف على حقيقة الإسلام وأنه رسالة رحمة وسعادة للبشرية كلها.

خادم الحرمين الشريفين.. بوأك الله مكانة عظيمة وملايين المسلمين يرفعون أكف الضراعة لربهم ليكون عونا لك على المسؤوليات التاريخية العظيمة التي تضطلع بها وأنت لها أهل.

إن رابطة العالم الإسلامي وضيوفكم الذين تنظم الرابطة حجهم ومختلف القيادات الإسلامية في مختلف مناطق العالم يشكرون لكم جهودكم ودعمكم للرابطة لأداء مهماتها العالمية.

ولكم من الجميع التهنئة الخالصة بعيد الأضحى المبارك الذي جعله الله يوما لشكره على تمام النعمة بأداء أعظم أركان الحج وهو الوقوف بعرفة حيث تغفر الذنوب وتقال العثرات وتنزل الرحمات.

إن تخصيصكم هذا اليوم لاستقبال بعثات الحج سنة حميدة ورثتموها من والدكم الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي صرف همته لقضايا أمته وجمع شملها وكان يتخذ من موسم الحج مناسبة ثمينة لبحث هموم الأمة وإصلاح حالها وتعزيز أواصر الأخوة في وقت تكون القلوب مقبلة على ربها مهيأة لقبول النصح.

وإنه لشرف لضيوف الرابطة أن يلتقوا بكم اليوم ويشكروكم على جهودكم العظيمة ويهنئوكم على نجاح موسم الحج الذي يعتبر رسالة عملية لعالمية الإسلام ووحدة أمته وحرصها على ما ينفع البشر.

أسأل الله أن يعيد هذه المناسبة عليكم وعلى المملكة العربية السعودية وعلى أمة الإسلام والجميع أكثر عزة واستقرارا وتقدما وإسهاما فيما يسعد البشر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إثر ذلك القى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة الرابطة قال فيها: ما أكثر نعم الله على المسلمين) {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} وأعظمها رسالة الإسلام التي ختم الله بها الرسالات رحمة لعباده {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وفريضة الحج من أعظم شعائر الله فرض على كل مسلم رحلة إيمانية ترتبط فيها القلوب بخالقها وتتطلع النفوس إلى رضوان بارئها وتعود فيها الذكريات بالحاج إلى أنبياء الله ورسالاتهم وإلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والهدى كيف نزل عليه الوحي في مكة وكيف دعا قومه وكيف هاجر إلى المدينة وكيف دخل الناس في دين الله أفواجاً وكيف قامت دولة الإسلام وانتشر دين الله وتعامل نبيه وأمته مع مختلف الشعوب والمجتمعات رحمة وحبا للخير وحرصا على الأمن والعدل والتعاون. ومكة والمدينة أقدس مكان في الأرض. يقصدها ملايين البشر على مر العصور استجابة لنداء ربهم {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}ويمضي التاريخ بأمة الإسلام ويهيء الله لخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والعمار دولة أخلص قادتها لربهم ودينهم وأمتهم (المملكة العربية السعودية) وذلك من أعظم منن الله على المسلمين في العصر الحديث.

قامت المملكة منذ أول يوم لخدمة الإسلام والدفاع عنه. وقيض الله في مطلع القرن الهجري الرابع عشر لهذه الأمة عظيما من عظمائها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ضاعف الله مثوبته وأحله الفردوس الأعلى فجدد الله به الدين ووحد به الأمة وجمع شمل هذه البلاد تحت راية واحدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فكان نصراً للمسلمين أينما كانوا إذ بقوة المملكة بلاد الحرمين وأمنها واستقرارها يعتز كل مسلم لأنها قبلتهم ومهوى أفئدتهم ومنطلق رسالتهم فقوتها قوتهم وعزها عزهم.

لقد تابع أبناء الملك عبدالعزيز -رحمهم الله- مسيرته ومنهجه وسخروا إمكاناتهم لهذه الأماكن المقدسة ونصرة الإسلام والمسلمين وتعظيما لشعائر الله {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}

واليوم يا خادم الحرمين الشريفين هيأكم الله لحمل الأمانة فبذلتم كل ما ييسر للمسلمين أداء حجهم برز ذلك في التوسعة العظيمة للحرمين الشريفين وما يرتبط بهما وبالمشاعر من خدمات تسهل أداء المناسك وتزيد الطاقة الاستيعابية.

بعد ذلك ألقيت كلمة بعثات الحج ألقاها عنهم معالي وزير الأوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج اليمنية الأستاذ حمود عبدالحميد الهتار، قال فيها: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات أتم نعمته على حجاج بيته وضيوفه الكرام بأداء مناسك الحج في هذا العام بسهولة ويسر وأمن وسلام.

والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه أجمعين.

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود..

أصحاب السمو والمعالي والسعادة والفضيلة.. أيها الحضور جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..

فإنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أقف اليوم أمامكم أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني وزملائي رؤساء البعثات والوفود المشاركة في موسم الحج، بل عن ضيوف الرحمن الذين جاءوا إلى هذه الرحاب الطاهرة من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات شاكرين الله على نعمه التي لا تحصى، ومنها إكمال مناسك الحج ومقدرين جهود خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة في خدمة الحجيج وتحقيق راحتهم وتأمين سلامتهم ودفع المخاطر عنهم.

أيها الحفل الكريم.. لقد أكرم الله البلد الأمين بالوحي والأمن وشرف حكامه بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن الذين يأتون إليه من كل أنحاء المعمورة تحقيقاً لدعوة إبراهيم عليه السلام وتجسيداً لمعاني الأخوة والوحدة والمساواة.

أيها الإخوة الكرام.. إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين وحكومته بضيوف الرحمن لم يقتصر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وجميل الرعاية وتقديم الخدمات، بل امتد إلى إقامة مشاريع عملاقة منها توسعة المسجد الحرام والمسعى وجسر الجمرات وغيرها من المشاريع والمنجزات التي تحققت في المملكة العربية السعودية فلهم منها جزيل الشكر ومن الله عظيم الأجر والثواب.

خادم الحرمين الشريفين.. الحضور جميعاً.. إن الحوار فريضة شرعية وضرورة إنسانية لتحقيق التفاهم والتعاون والتواصل بين الأفراد والجماعات والأمم والشعوب والثقافات ومن هذا المنطلق فإننا نشيد بالخطوات والإجراءات التي اتبعتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لترسيخ منهج الحوار داخلياً وخارجياً خدمة للإسلام والمسلمين من خلال أبراز وسطية الإسلام والرد على الشبهات والأباطيل التي تثار ضد الإسلام والمسلمين خاصة في هذا العصر الذي ظهرت فيه بعض المفاهيم المتطرفة والتصرفات الطائشة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا تخدم الإسلام والمسلمين فقد ألحقت المفاهيم الخاطئة والتصرفات الطائشة بالمسلمين أضراراً كبيرة لا تقل عن الأضرار التي لحقت بهم من جراء المخططات والأعمال المعادية؛ حيث أظهرت المفاهيم الخاطئة الإسلام بصورة غير صورته التي أنزلها الله كما وفرت التصرفات الطائشة المبررات والذرائع للآخرين لكي ينالوا من ديننا وأمتنا وعلينا أن نعمل جميعاً من أجل إزالة المفاهيم الخاطئة وتجاوز آثار التصرفات الطائشة ومرجعيتنا كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. سائلين المولى جل وعلا أن يوفقنا لخدمة ديننا وأمتنا وأوطاننا وأن يجنب هذا البلد وسائر بلاد المسلمين كل سوء ومكروه..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم القى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.. (حفظه الله) الكلمة التالية..

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد..

أيها الإخوة الأعزاء.. ضيوف الرحمن..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهنئكم بعيد الأضحى المبارك وأتمنى لكم حجا مبرورا وذنبا مغفورا وكل عام وأنتم بخير.. منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام ومرورا بعهد نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى يومنا هذا والمؤمنون يتوافدون على البيت العتيق ملبين نداء الحق في مشهد رائع يعلي كلمة التوحيد ويجسد فكرة المساواة ويجدد الأمل في وحدة الأمة التي كانت هاجساً ملحاً لمؤسس دولتنا الحديثة الملك عبدالعزيز يرحمه الله.

أيها الإخوة الكرام..

في موسم الحج الماضي حدثتكم عن أهمية الحوار بين أتباع الأديان حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى لقاء بين المسلمين في مكة المكرمة لمناقشة فكرة الحوار شارك فيه علماء ومفكرو الأمة الإسلامية أسفر عن الترحيب بالفكرة وتأصيلها تأصيلاً شرعياً وأعقب ذلك مؤتمر عالمي في مدريد ضم ممثلين عن الأديان والثقافات واستعرض ما صدر عن لقاء مكة وأصدر بيانا مرحبا بالفكرة ودعا إلى تطويرها كما شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا عالي المستوى حضره العديد من قادة العالم البارزين حيث باركت الأسرة الدولية بأكملها فكرة الحوار.

إن هدف إخوانكم في المملكة من هذا المشروع هو عزة الإسلام وخدمة الإنسانية، ولعل ما حققه من نجاح وقبول - والذي كان بفضل من الله وتوفيقه - يجعلنا متفائلين أن يصاحبه النجاح مستقبلا -إن شاء الله-.

اليوم نحن بحاجة إلى حوار الأمة مع نفسها فالفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين كما أن الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب للمسلمين وحدهم سببه أفعال المتطرفين الذين لا يمثلون غير أنفسهم وإن لبسوا ثوب الإسلام وهو منهم بريء وهذا ما يجعل حوار الأمة مع نفسها ضرورة لوحدة المواقف وتعزيز الاعتدال والوسطية وإزالة أسباب النزاع والقضاء على التطرف وما ذلك على الله بعزيز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعدها صافح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل. ثم تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد