فرانكفورت - (دب أ)
قال محلل المستقبليات والاتجاهات الألماني ماتياس هوركس إن هوس الانترنت أخذ في التراجع، وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.) في مقابلة معه في فرانكفورت (أصبح من الواضح بشكل متزايد أن العوالم الافتراضية يمكنها أن تحل محل العوالم الحقيقية حتى هذه اللحظة فقط).
وأشار إلى أن (عددا صغيرا من الذين كان لهم ارتباط قوي بالانترنت والرقميات أخذوا في التخلي عن هذا الارتباط في الوقت الحاضر).. وقال إن كثيرا من الشركات قد أعلنت عن أيام للمراسلات الإليكترونية بالمجان. واستند إلى دراسات تبين أن نحوا من 2.6 مليون شخص يعتبرون أنفسهم (متعاملين سابقين مع مواقع الاتصال المباشر على النت) بعد أن قلصوا من تواصلاتهم الرقمية بهدف تحسين أنماط حياتهم.
يقول هوركس إنه من خلال الاستخدام المكثف للمواقع الاجتماعية على النت مثل موقع فيسبوك وموقع ستاديفيز ومقره برلين وموقع زينج ومقره هامبورج تبين لكثير من الناس أن (علاقاتهم الاجتماعية قد تلاشت من بين أيديهم وأن الأصدقاء الافتراضيين عبر شبكة الانترنت لا يعول عليهم) وأشار إلى أن مشكلة (الأدعياء الرقميين) باتت موضوعا للمناقشة في كثير من منتديات الانترنت.
ولم تعد الهواتف المحمولة وأجهزة كمبيوتر اللابتوب موضع ترحيب في عدد متزايد من المطاعم والمقاهي. ويقول هوركس إن هذه الأماكن (لا تريد جوا يكون كل فرد فيه عاكفا على نفقه الافتراضي وإنما تريد أن تكون أماكن اجتماعية يلتقي فيها الناس حقا).
يقول إن كثيرا من الشركات أدركت أن فيض الرسائل الإليكترونية ليس إلا (مضيعة للوقت وتدميرا للإنتاج) ودأبت من ثم على إغلاق باب المراسلات الإليكترونية التي تكون عادة يوم الجمعة.
و(هي تشجع الناس بدلا من ذلك على تناول الشاي معا مرة ثانية باعتبار أن هذا الأمر يؤثر إيجابيا وبدرجة أكبر كثيرا على الإنتاجية).
وكلمة (أوفلاين) أو (غير موجود على الشبكة) تمثل واحدا من الاتجاهات المجتمعية التسعة التي حددها هركس في تقرير الاتجاهات الصادر عن معهده لعام 2009م. و(اتجاه الملل من الرقميات) هذا يترتب عليه اتجاه آخر يسميه هوركس وأعضاء فريقه من العلماء (أزياء النادي). ويقول هوركس إن (تشكيلات النادي الاجتماعية ستصبح بالغة الأهمية للمجتمع مستقبلا) وأوضح أنه لا يقصد نوع الأندية التي تنظم النخب نفسها فيه وإنما أندية جديدة تقوم على أفكار أو اهتمامات خاصة.
وقال إن هذا التطور ظهر كأوضح ما يكون في صناعة السياحة حيث اكتسبت الخصوصية أهمية كأداة تسويقية ومثال ذلك الفنادق المخصصة لمجموعات مستهدفة بعينها.
وأضاف أن مصارف مالية كثيرة التفتت أيضا إلى الثقافة والفن والأدب بدلا من المنتجات المالية مثل الأدوات المشتقة وسيلة للاحتفاظ بالعملاء الأثرياء من الأفراد في أعقاب الأزمة المالية العالمية. ويرى هوركس أيضا (نهضة للنشاط المدني) ضاربا المثل بقيام الآباء بإنشاء العديد من المدارس الخاصة وبمشاركة المواطنين المتزايدة في المؤسسات وبوابات المشاركة الاجتماعية على الانترنت والمخصصة لتوزيع تبرعات وما أشبه. ويقول هوركس إن (الناس لم تعد بهم رغبة في أن يكونوا مجرد رقم في منظمة ضخمة بل أن يكونوا قادرين على تطوير أسلوب خاص بهم).
وأشار إلى أن من الأمثلة الأخرى على هذا بوابات التسوق (الخضراء) على الانترنت وكذا السياحة التي تجمع بين الاستجمام ونزعة النشاط الاجتماعي أو البيئي.