الرياض - الجزيرة - وكالات
يكافح التجار في المملكة تبعات الأزمة المالية العالمية والتي أدت إلى انخفاض أسعار السلع بشكل كبير. وبالرغم من ظهور الانخفاض الخجول لبعض السلع في الأسواق المحلية إلا أن التماسك وارتفاع الأسعار ما زال مستمراً.
والحجة الرئيسية للتجار هي وجود مخزون يجب تصريفه خلال 6 شهور على الأقل خاصة السلع الغذائية والسيارات.
وفي السابق استغل التجار ارتفاع الأسعار في العالم ليضاعفوا أسعارهم أكثر مما هو حادث عالمياً ليحققوا مكاسب هائلة. والآن بالرغم من الرفض لديهم للتنازل عن بعض الأرباح والسير مع الاتجاه العالمي ما زال الإصرار مستمراً حيث عدد من السلع الهامة إما أنها زادت من ارتفاعها أو بقيت تكافح النزول.
وأصبح المستهلك صاحب الرأي الأول والأخير في إبقاء الأسعار على حالها.. حيث بدأ المستهلكون في تأجيل شراء السيارات لحين انخفاضها إلى مستويات قد تصل إلى 40% في الوقت الذي نجد فيه إقرار الوكالات إلى رفع السعر 10% عن عام 2008م.
وقلة من الوكالات التي أعلنت عن وصول موديلات جديدة حيث بعضها إلى إعادة طرح موديلات عام 2008 على أنها موديلات العام الجديد 2009م.
وما زالت الأزمة العالمية تضرب بأطنابها في أعماق الاقتصادات الدولية وتهدد العديد من الشركات الكبرى بالإفلاس.
اقتصاد اليابان يدخل مرحلة الكساد
انزلق الاقتصاد الياباني نحو كساد أعمق في الربع الثالث عما كان مقدرا له في البداية مما عزز المخاوف من أن يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم أطول فترة انكماش على الإطلاق.
ويبدو محتملا الآن أن يواصل الاقتصاد الياباني الذي يعتمد على التصدير الانكماش حتى الربع الأول من العام المقبل ليسجل رقما قياسيا في حقبة ما بعد الحرب بانكماشه على مدار أربعة فصول على التوالي نتيجة خفض كبرى الشركات الصناعية الإنتاج لمواجهة تراجع الطلب العالمي.
وقال وزير الاقتصاد الياباني كاورو يوسانو (ستعاني اليابان في العام المقبل. من الضروري وضع سياسات للحيلولة دون تدهور حاد للاقتصاد).
ودعت الحكومة اليابانية لزيادة الإنفاق وذكرت مصادر صحفية أن الزيادة قد تصل إجمالا إلى 216 مليار دولار أي نحو 3.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
كما تعاني منطقة اليورو والولايات المتحدة من كساد ويتباطأ معدل النمو في أسواق ناشئة كبرى مثل الصين وهو أمر لا ينم عن خير لشركات يابانية تعتمد على التصدير مثل تويوتا وسوني.
ولفتت بيانات الناتج المحلي الإجمالي المعدلة الصادرة أمس الثلاثاء إلى انكماش الاقتصاد الياباني بنسبة 0.5 بالمائة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر المقبلين بفارق كبير عن الأرقام المبدئية التي أشارت لتراجع بنسبة 0.1 في المائة. كما أنه يجاوز متوسط توقعات الاقتصاديين الذين قدورا الانخفاض بنسبة 0.2 في المائة.
وقال تاتسوشي شيكانو كبير الاقتصاديين في ميتشوبيشي يو أف جي سيكيورتيز (الرقم المعدل أكبر مما هو متوقع. في ضوء تراجع أكبر للإنفاق والإنفاق الاستثماري في أكتوبر سيكون الانكماش الاقتصادي أكثر عمقا في الربع الأخير).
وأضاف: (من المحتمل أن يواصل الاقتصاد الياباني الانكماش خلال السنة المالية حتى مارس المقبل).
شركات الطيران تخسر خمسة مليارات دولار في 2008
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) اليوم الثلاثاء إن من المتوقع أن تسجل شركات الطيران العالمية خسائر إجمالية تبلغ خمسة مليارات دولار في العام الجاري وإنها مقبلة على خسائر تبلغ 2.5 مليار دولار في العام 2009م.
ويقل التقدير الجديد الذي أصدره الاتحاد لخسائر شركات الطيران عن التقدير السابق الذي توقعه في سبتمبر أيلول والبالغ 5.2 مليار دولار. والسبب الرئيسي لهذا التراجع هو الانخفاض السريع في أسعار الوقود. وبلغ تقدير الاتحاد في سبتمبر لخسائر العام المقبل 4.1 مليار دولار.
وقال جوفاني بسنياني المدير العام للاتحاد (التوقعات قاتمة. وستستمر الأزمة المزمنة التي تعاني منها الصناعة في عام 2009 بخسائر تبلغ 2.5 مليار دولار. إننا نواجه أسوأ ظروف فيما يتعلق بالإيرادات منذ 50 عاما).
وأضاف أن قطاع الشحن الجوي الذي يمثل 35 في المائة من التجارة السلعية العالمية يواصل تراجعه.
وقال الاتحاد إن الشحن الجوي سجل انخفاضا بنسبة 7.9 في المائة في أكتوبر فيما يعد خامس انخفاض شهري على التوالي وإن المؤشرات تشير إلى تدهور الأوضاع مستقبلا مع تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وتابع أن من المتوقع أن تمثل شركات الطيران في أمريكا الشمالية المنطقة الوحيدة التي تحقق أرباحا في العام المقبل وتبلغ نحو 300 مليون دولار أي أقل من واحد في المائة من الإيرادات.
وبنى الاتحاد توقعاته للعام المقبل على أساس سعر متوسط للنفط يبلغ 60 دولارا للبرميل.
مجموعة تريبيون الصحفية تشهر إفلاسها
أعلنت مجموعة تريبيون الصحفية التي تنشر صحيفتي شيكاجو تريبيون ولوس أنجليس تايمز إفلاسها أمس الأول لتصبح أكبر ضحية حتى الآن في التراجع المستمر في أعداد القراء والمعلنين الذي تعاني منه صناعة الصحف الأمريكية.
وتقدمت مجموعة تريبيون المالكة لثماني صحف يومية رئيسية والعديد من المحطات التلفزيونية بطلب لحمايتها من الدائنين بموجب قانون الإفلاس بعد انهيارها تحت عبء من الديون الضخمة.
ويأتي ذلك بعد عام من تحويل المجموعة الصحفية إلى شركة خاصة بعد أن اشتراها ملياردير العقارات سام زيل.
ومثل صحف أمريكية كبرى أخرى تقع تريبيون تحت ضغط من جراء تراجع عائدات الإعلانات والتوزيع مع إقبال المزيد من الناس على قراءة الأخبار على الانترنت ومع خفض الشركات ميزانياتها التسويقية بسبب الأزمة الاقتصادية.
وزادت ديون تريبيون بنحو ثمانية مليارات دولار عندما قام زيل بتحويلها إلى القطاع الخاص وتكافح المجموعة الآن مثلها مثل شركات كبيرة أخرى وقعت تحت عبء الديون الثقيلة خلال فترة ازدهار شركات الاستثمار من أجل التوصل لطريقة تقلل بها ديونها إلى مبلغ يمكنها التعامل معه.
وحتى ناشرو الصحف الذين لم يحصلوا على قروض كبيرة يصارعون من أجل التكيف فصحيفة نيويورك تايمز تعيد تقييم أصولها بخفض التوزيعات النقدية على المساهمين كما تفيد تقارير إعلامية بأن شركة مكلاتشي تجري محادثات مع مشترين محتملين بشأن بيع ميامي هيرالد وتعيد صحيفة منيابوليس ستار تريبون الهيكلة.
ووفقا لطلب إشهار الإفلاس فإن قيمة أصول تريبيون المالكة أيضا لصحيفتي بالتيمور صن وأورلاندو سنتينل تبلغ 7.6 مليار دولار وديونها 12.97 مليار دولار.
وتملك تريبيون أيضا 23 محطة تلفزيونية.
وقال زيل في مذكرة لموظفيه: (التراجع الشديد في العائدات والاقتصاد الصعب إضافة إلى أزمة الائتمان كلها عوامل جعلت من الصعب للغاية التعامل مع ديوننا. تأثرت كل أقسامنا الإعلانية الرئيسية بشكل كبير).
ولا يتضمن طلب إشهار الإفلاس فريق شيكاجو كابز المملوك لتريبيون والذي يلعب بدوري البيسبول الأمريكي وملعب الفريق اللذين كافح زيل لبيعهما.
وتقدمت ثلاث مجموعات على الأقل بعروض الأسبوع الماضي في أحدث جولة من المزايدات بعد تلقي المزيد من المعلومات المالية التفصيلية عن الفريق والملعب.
انخفاض النحاس 5%
انخفضت أسعار النحاس نحو خمسة في المائة أمس الثلاثاء بفعل المشاكل الاقتصادية العالمية وذلك بعد ارتفاعها بنسبة 8.7 في المائة في اليوم السابق.
وانخفض سعر النحاس لتعاملات بورصة لندن للمعادن 164 دولارا أي بنسبة 4.95 في المائة إلى 3151 دولارا للطن بحلول الساعة 0633 بتوقيت جرينتش. وهبط سعر المعاملات الآجلة في شنغهاي 1110 يوانات إلى 24020 يوانا للطن.
وقال جيرارد بيرج المحلل لدى ناشيونال استراليا بنك معقبا على ارتفاع الأسعار يوم الاثنين (كان ارتفاعا لا أساس له).
وتحول اهتمام المستثمرين مرة أخرى إلى الانخفاض الكبير الذي أعلن في نهاية الأسبوع الماضي في عدد الوظائف خارج القطاع الزراعي بالولايات المتحدة وتجاوز نصف مليون وظيفة ليتبدد التفاؤل الذي ولده الحديث عن أكبر خطة للاستثمار في البنية الأساسية الأمريكية منذ الخمسينات والآمال في إقرار خطة لإنقاذ صناعة السيارات.
سوني تستغني عن 80 ألف وظيفة وتخفض التكاليف 1.1 مليار دولار
قالت شركة سوني اليابانية للأجهزة الالكترونية أمس الثلاثاء إنها ستستغني عن 8000 وظيفة وتقلص حجم استثماراتها وتنسحب من الأنشطة غير المربحة في إطار مساعي إعادة هيكلة نشاطها لتقليص التكاليف بمبلغ 100 مليار ين (1.1 مليار دولار).
وكانت سوني قالت في أكتوبر تشرين الأول إنها ستغلق بعض المصانع وتخفض الإنفاق الاستثماري وتقلص الوظائف لمواجهة ظروف صعبة في الأسواق.
ويمثل حجم الوظائف التي ستستغني عنها الشركة حوالي خمسة في المائة من مجموع العاملين بها البالغ 160 ألفا في مختلف أنحاء العالم.
وقالت الشركة اليوم إنها ستخفض الاستثمارات في عمليات الأجهزة الالكترونية بنحو 30 في المائة عن المقدر في خطتها متوسطة المدى وتقلص منشات الإنتاج بنحو عشرة في المائة من المستوى الحالي البالغ 57 موقعا إنتاجيا.
وستعلن الشركة أثر هذه التغييرات على الإرباح في يناير كانون الثاني المقبل.
وقال كاتسوهيكو موري مدير الصناديق بشركة دايوا أس.بي للاستثمار (الرقم يبدو كبيرا. لكن تقليص الوظائف لن يكفي. فسوني ليس لديها أنشطة أساسية تحقق أرباحا مستقرة... وبعد تقليص الوظائف الشيء التالي الذي نريد أن نعرفه ما هو النشاط الذي سيكون محركا لنشاط الشركة).
وأضاف: (من هذا المنطلق لا يمكننا أن نقول حتى الآن هل هذه الخطوة ايجابية أم لا).
وقالت سوني أيضا إنها سترجئ خططا لزيادة إنتاج أجهزة التلفزيون المسطحة في سلوفاكيا وتخفض الاستثمار في أشباه الموصلات.
(الدولار يساوي 92.79 ين).
الأزمة المالية تظهر أن الشفافية أمر حيوي
قال تقرير إن الافتقار للشفافية في القطاع المصرفي ساعد في حدوث الأزمة المالية العالمية وإن الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات بين الحكومات والجماعات غير الحكومية يجب أن تبذل المزيد من الجهد في سبيل الانفتاح.
وفي تقريرها السنوي عن المساءلة العالمية صنفت جماعة وان وورلد تراست 30 شركة ومنظمة من جولدمان ساكس حتى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لكنها وجدت منظمة واحدة فقط تفي بما وصفته بأنه الحد الأدنى من المعايير.
وبصورة عامة كان الأسوأ أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي وكان القاع من نصيب اللجنة الاولمبية الدولية وكلها منظمات اتهمت بالافتقار للانفتاح مما اثر على سهولة متابعة أنشطتها.
وقالت ليتيتيا لابر نائبة رئيس البحوث في منظمة تراست (الأزمة الائتمانية والأزمة المالية العالمية تظهران تماما مدى أهمية الشفافية في كل القطاعات).
وأضافت إن الشركات والمنظمات لا تفعل ما يكفي لتكون مسئولة أمام من تؤثر عليهم.
وامتد التأثر بالديون المعدومة في سوق العقارات الأمريكية عبر النظام المالي العالمي ولم تعد البنوك تثق في بعضها البعض بشأن الإقراض مما تسبب في أزمة ائتمانية وركود عالمي في الأسواق والنمو الاقتصادي.
وألقى النقاد باللوم على البنوك وغيرها من المؤسسات الاستثمارية بسبب إعداد وبيع منتجات مالية لا يفهمونها تماما مع قليل من الوضوح بشأن من سيتحمل المسؤولية مما جعل الافتقاد المتبادل للثقة يشل الأسواق حاليا.
وتصدر قائمة منظمة تراست المؤسسة الدولية للزراعة العضوية ثم البنك الأوروبي للتنمية والتعمير ثم مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي ثم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
وصنف التقرير المؤسسات تبعا لأربعة معايير للمساءلة وهي الشفافية ومشاركة حملة الأسهم وتقييم الأداء والقابلية للتطويل بالإضافة للرد على الشكاوى.
وفحص الباحثون وثائق قدمتها المنظمات والتقوا مع مسؤوليها الرئيسيين وفحصوا معلومات متاحة للعامة كما تحدثوا إلى أصحاب الشأن وخبراء بشأن كل واحدة من المنظمات.