ما هي السعادة، وما معنى أن يكون الإنسان سعيداً، في حين يعيش إنسان آخر وضعاً محبطاً ويعيش حزيناً نتيجة لظروف يعيشها ببسب إشكالات الحياة وظروفها التي تحاصر الإنسان فيغرق في الحزن، قد يجد هذا الإنسان البائس من يمد يده إليه ليساعده على تجاوز حالة الحزن والإحباط، أما أن تنتقل السعادة ب(العدوى) كما الأمراض السارية المعُدية فهذا آخر ما تتحفنا به الدراسات والأبحاث التي يقوم بها علماء الاجتماع، فقد اكتشف باحثون أن شعور السعادة من الأمور المعدية مثلها مثل الضحك.
وقيّم باحثون أمريكيون من جامعة كاليفورنيا نتائج دراسة طويلة تم فيها تسجيل بيانات أكثر من 4700 شخص وتتبع علاقاتهم الاجتماعية ووضعهم الصحي والنفسي على مدار 20 عاماً.
وخلص الباحثون وفقاً لتقرير نشرته مجلة (شبيجل) الألمانية في موقعها الإلكتروني إلى أن السعادة من الظواهر الاجتماعية المعدية التي تؤثِّر بشكل واضح على المحيط الاجتماعي للأشخاص.
ووفقاً للدراسة فإن فرص أن يعدي الشخص السعيد جاره تزيد بمقدار 34%، فيما تزيد فرص وصول هذه الحالة من السعادة إلى الصديق الذي يسكن بالقرب من الشخص السعيد بنسبة 14%.
وقال خبير العلوم الاجتماعية نيكولاوس كريستاكسي، من جامعة كاليفورنيا: (اكتشفنا أن الحالة الشعورية الخاصة بالأفراد تؤثِّر على أشخاص آخرين حتى ولو لم يكونوا يعرفونهم)، مشيراً إلى أن هذا التأثير يتراجع كلما زاد البعد المكاني بين الأشخاص.
ورصدت الدراسة ظاهرة غريبة وهي أن تأثير انتقال السعادة يختلف باختلاف الجنس، إذ تزيد فرص أن يُصاب الإنسان بالسعادة إذا كان صديقه يعيش هذه الحالة، فيما يقل هذا التأثير بشكل ملحوظ بين الأزواج على سبيل المثال.
ويظهر أن هذه الدراسة متأخرة بعض الشيء عما كان قد توصل إليه أجدادنا؛ فأمثالنا العربية التي نتناقلها عن الأجداد يقول أحدها (من جاور السَّعيد يسعد)، وتداول هذا المثل منذ وقت طويل يظهر أن الأجداد قد توصلوا إلى النتيجة التي ظل علماء الاجتماع الأمريكيون عشرين عاماً وهم يبحثون عنها، وهي (عدوى السعادة) التي تصيب الجيران بعضهم لبعض.
تطابق نتائج بحث علماء الاجتماع الأمريكيين مع منطوق المثل العربي المتداول يطرح تساؤلاً: كم من الحالات التي ذكرتها الأمثال العربية التي ستثبتها الدراسات العلمية فيما لو أُجريت في مراكز البحث؟!
jaser@al-jazirah.com.sa