Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/12/2008 G Issue 13222
الاربعاء 12 ذو الحجة 1429   العدد  13222
هل يتحقق السلام العربي الإسرائيلي في عهد أوباما؟
عبد الله بن راشد السنيدي

واحد وستون عاماً مضت والقضية الفلسطينية معلقة بدون حل والسبب يعود إلى تصلب الموقف الإسرائيلي وعدم جدية الولايات المتحدة باستثناء إدارتي الرئيسين الديمقراطيين كارتر وكلينتون.فإسرائيل كانت تتمنى السلام مع العرب قبل حرب 1967م عندما كانت الضفة الغربية وقطاع غزة

في عهده العرب، أما بعد حرب 1967م وهزيمة العرب في تلك الحرب غيرت إسرائيل موقفها واحتفظت بالأراضي الفلسطينية المحتلة في الحرب المشار إليها حتى يومنا هذا ولم تتفاعل مع قرارات الأمم المتحدة ونداءات المجتمع الدولي واتفاقية أوسلو التي تمت بين إسرائيل والفلسطينيين، والمبادرة العربية التي طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والتي تحفظ حق الفلسطينيين في إيجاد دولة لهم على الأراضي المحتلة سنة 1967م وحق إسرائيل في الأمن والتعايش مع الدول العربية.

أما الولايات المتحدة فكانت منحازة لإسرائيل ولم تبد موقفاً جدياً لحل القضية بما في ذلك إدارة الرئيس الحالي جورج بوش الذي وعد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ولكنه لم يفعل ذلك على أرض الواقع ولم يتحرك لتحقيق هذا الهدف إلا في السنة الأخيرة من حكمه وبطريقة غير جدية أيضاً، فقد دعى إلى عقد مؤتمر (أنابولس) في الولايات المتحدة لتحريك عملية السلام، ثم قام بزيارة المنطقة إلا أنه لم يصدر منه موقفاً جدياً يرغم إسرائيل بالتفاعل مع المقترح الذي طرحه في إقامة الدولة الفلسطينية تاركاً إسرائيل لكي تقرر ذلك، وها هي مدة حكمه على وشك الانتهاء دون أن يتحقق وعده بإقامة الدولة الفلسطينية، فقد وعد بإقامة الدولة الفلسطينية في سنة (2005م) ولم يتحقق ذلك، ثم وعد بإقامة الدولة الفلسطينية في سنة (2009م) وها هي سنة (2009م) على وشك الحلول ولن يحكم فيها سوى شهر وعشرين يوماً ولم يظهر على السطح أي بادرة بتحقيق هذا الوعد.

ويستثنى من مواقف الولايات المتحدة موقف الرئيسين الديمقراطيين جيمي كارتر وبيل كلينتون فهذان الرئيسان هما اللذان كانا جادين في عملية إحلال السلام بين العرب وإسرائيل.

فالرئيس كارتر جمع بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق اسحاق رابين حيث استطاع هؤلاء الزعماء الثلاثة التوصل إلى إحلال السلام بين مصر وإسرائيل وموافقة إسرائيل على مبدأ الحكم الذاتي للفلسطينيين على الضفة الغربية وقطاع غزة تمهيداً لإقامة الدولة الفلسطينية فقد انسحبت إسرائيل من صحراء سيناء وعادت السيادة فيها إلى مصر، أما الحكم الذاتي للفلسطينيين على الضفة والقطاع فلم ينفذ بسبب عدم قبول الفلسطينيين له ووصفهم بدلاً من ذلك بالإضافة إلى بعض الدول العربية الرئيس السادات بالخيانة.

أما الرئيس كلينتون فقد بذل جهوداً كبيرة في سبيل حل القضية الفلسطينية ورمي بكل ثقله السياسي في سبيل تحقيق ذلك، فقد عين ممثلاً دائماً له لهذا الموضوع وهو السيد رايس، كما قام بعدة زيارات مكوكية للمنطقة وتوصل إلى اتفاقية سلام بين الأردن وإسرائيل وقابل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في جنيف لهذا الغرض بالرغم من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، وكاد أن يصل إلى حل للقضية الفلسطينية خلال الثلاثة أيام الأخيرة من حكمه وخلال الفترة الانتقالية الفلسطينية خلال الثلاثة أيام الأخيرة من حكمه وخلال الفترة الانتقالية التي سبقت حكم الرئيس الحالي جورج بوش لولا الإشكالية المتعلقة بالقدس الشرقية.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيقوم الرئيس الديمقراطي المنتخب باراك أوباما والذي سيتولى الحكم في الولايات المتحدة في العشرين من يناير القادم بإكمال ما قام به الرئيس كلينتون ويتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية ومن ثم إحلال السلام بين العرب وإسرائيل؟

والإجابة عن هذا التساؤل فيما يبدو إيجابية وأن هذا هو المتوقع للأسباب التالية:-

* أن الرئيس أوباما سبق أن صرح عند زيارته لإسرائيل خلال الحملة الانتخابية بأن إسرائيل تفرط عندما تضيع فرصة أتيحت لها لإقامة السلام الشامل بينها وبين الدول العربية، وكان أوباما يقصد بذلك المبادرة التي طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل.

* تعيين السيدة هيلاري كلينون وزيرة للخارجية في إدارة الرئيس أوباما القادمة، والسيدة هيلاري كما هو معلوم هي زوجة الرئيس بيل كلينتون وبالتأكيد فإنها ستكون متأثرة ومتفاعلة مع سياسة زوجها في الشرق الاوسط عندما كان رئيساً.

* أن الرئيس أوباما قد يعين الرئيس الأسبق كلينتون منسقاً للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وعندما يتم ذلك سوف يعكس كلينتون نظرته السابقة لحل القضية على هذه السياسة.

* أن الرئيس أوباما ربما يعتقد أن إحلال السلام في الشرق الأوسط سوف يساهم بشكل كبير في القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.

* أن الرئيس أوباما لن ينحاز لإسرائيل بصورة كبيرة كما فعل الرؤساء السابقون لكونه حسب ما تبين خلال حملته الانتخابية يتسم بالتعقل والموضوعية.

فاكس 4032285



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد