Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/12/2008 G Issue 13222
الاربعاء 12 ذو الحجة 1429   العدد  13222
من الضحية نحن أم الخروف؟
منيف خضير

كل يوم يزداد إعجابي بسمو أمين منطقة الرياض، ومن الإنصاف أن نشيد بكوكبة من العاملين مع سموه فمن غير المعقول أن يقوم سموه بكل شيء!.

ولكن من الظلم أيضاً أن نتجاهل إسهامات سموه الكريم فمن احتفالات العيد إلى تجميل العاصمة بشوارعها وميادينها، إلى تحديد أسعار الأضاحي ومراقبة المسالخ، إننا نتحدث عن الرياض إحدى أكبر العواصم والمدن العالمية، ليس الأمر سهلاً كما قد تتخيلون، ولن أتحدث بطبيعة الحال عن العمل الروتيني والواجبات التي لا فضل فيها لأحد، بل سأتحدث عن التجديد والإبداع واحترام الإنسان.

وأنت تتجول في طريق الملك عبد الله في العاصمة تزعجك بكل تأكيد تلك التحويلات التي تقع في نطاق تطوير الطريق، ولكن ما إن تستعد للتذمر حتى تقابلك تلك اللوحة التي تعتذر منك بكل لباقة وفيها رقم الهاتف لو أردت الاستفسار، لاشك أنه رقي نحتاجه دائماً.

في ذات السياق الإبداعي طالعتنا الصحف مؤخراً (إضافة لموقع الأمانة المميز) بخبر تحديد الأمانة لأسعار الأضاحي بالاتفاق مع الشركات التي تقدم هذه الخدمة، والحقيقة أن تلك خطوة مهمة في طريق التصحيح والشفافية بين المستهلك والتاجر سبقت إليها - كالعادة - أمانة الرياض.

إن المستهلك غدا ككرة يتلاعب به التجار في كل الزوايا في ملعب الأسعار التي لا تتوقف عن الصعود رغم الكوارث الاقتصادية من حولنا، هل هذا دليل آخر على متانة اقتصادنا؟.

تخيلوا في منطقة مثل الحدود الشمالية - مثلاً -، وهي منطقة رعوية تشتهر بكثرة ماشيتها، وحظيت بنعمة المطر والخيرات منذ بداية الوسم ومع ذلك لم تشهد المنطقة ارتفاعاً في أسعار الأغنام مثل هذا الموسم، يا له من سوق لا يعترف بالمعطيات الاقتصادية مما تستحيل والحال كذلك إمكانية قراءة هذا السوق، لأنه وببساطة يتحكم به مجموعة من التجار الذين استغلوا مسألة الاقتصاد الحر وراحوا يغالون في أسعارهم بكل حرية، ولأن الدولة إسلامية لم تشأ أن تحدد الأسعار من منطلق إسلامي فالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء من بعده لم يحددوا الأسعار فالمسألة تخضع للعرض والطلب طالما لا يوجد احتكار.

الآن نحن أحوج أكثر من أي وقت لتحديد الأسعار، فالتجار لم يعودوا بأخلاق صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فالخروف يصل سعره إلى أكثر من ألف ريال في منطقة رعوية وهذا من الغرائب التي حار فيها الاقتصاديون، فماذا يصنع من بلغ مرتبه ألفي ريال ولديه أسرة تحتاج إلى مصاريف تهد الحيل مع بداية موسم عيد الأضحى المبارك؟

إنني أبارك لأمانة العاصمة هذه الخطوة الجميلة بتحديد الأسعار، والخطوة الأجمل هي المراقبة، وبعض مسالخ العاصمة تستقبل حوالي 400 ذبيحة في الساعة (وفقاً لموقع الأمانة الالكتروني)، أرأيتم الجهد الذي نتحدث عنه؟.

أما جديد الأمانة هذا العام فهو تكليف أطباء الأمانة بالإشراف على الذبح أيضاً وهذا يحدث لأول مرة وسوف يتولى أطباء الأمانة الإشراف على الذبائح في المطابخ حيث كان في السابق تشترط الأمانة على المسلخ إحضار طبيب لهذا الغرض وتم تخصيص 100 فرقة في هذا السياق للإشراف البيطري على المطابخ والتأكد من سلامة هذه الأضاحي. وقد قامت صحة البيئة بتطبيق عدة تجارب للاطمئنان على الاستعدادات قبل البداية.

لا أريد أن أتحول إلى بوق لأحد ولكن النجاح يفرض نفسه، بإمكان كل واحد أن يحدثنا عما يجري في منطقته، سأعفيكم من المهمة وأقول أنه ليس في كل المناطق يحدث ما سأقوله ولكن بكل تأكيد الغالبية تعاني من الزحام الشديد في المسالخ مروراً بقلة المراقبين في البلديات، وندرة الأطباء البيطريين المشرفين على المسالخ، وليس آخراً تحول السباكين والسمكريين وربما الأطباء البشريين مستقبلاً إلى خدمات مسلخية في أحواش نائية عن أعين مراقبي البلديات!

إنه من الأمانة أن أقول لكم أخيراً إن أمانة الرياض تركت مسافات طويلة بينها وبين الأمانات الأخرى في سباق النجاح والتجديد، وعيدكم مبارك.

MK4004@HOTMAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد