المتعة والنشوة والطموح والفضيلة والحكمة مجتمعة.. نثر شذاها إمبراطور الأندية السعودية مساء الأربعاء في عاصمة المجد وزهرة المدائن.. ففاح عبيرها مسك وعنبر وشلالات فرح مغردة.. تُمتع الجميع من خليجنا العربي إلى محيطنا المغاربي فيسعد الأنقياء أينما كانوا.. فالأسوياء ينتظرون دوما المتعة والتفوق والفضيلة والطبيعة الخضراء فهي تجعل حياتهم ممتعة وذات معنى.. وغنية بالبطولات والكؤوس والتنافس النقي الذي لا يجيده غير الراقي..
** هذا الممتع المسمى ب(الأهلي) أمتعنا في فضاء عاصمة العز برشاقة أدائه وكأنه يبني قصائد الأخيار الطيبين.. الملأى بالحكمة والنبل والخير ومروءة التنافس.. انه يقدم الدعوة لحياة راقية ونقية ودائمة ومبهجة ومريحة تتمثل في قول واحد لا غير هو (على نياتكم ترزقون).
** الأهلي في مساء العاصمة وفي سماء الملز العاصف كان مبهجاً وشامخا وراقيا وترك للآخرين العنف والتوتر والخروج عن المألوف.. فرأينا ما يندى له الجبين من انفلات يدعو حقيقة للشفقة والدعاء لهم بالسكينة والطمأنينة..
** إن ذلك الشحن الذي كان يمارس على لاعبي النصر ليل نهار انعكس احتقانا وتوترا وخشونة بل خلق لديهم هلعا من الهزيمة.. فحدثت الهزيمة المريرة مما ولد لديهم حالة قهرية كانت ردة فعلها كما شاهدنا خشونة ونطح ورفس حتى بعد انتهاء المباراة أرادوا مصادرة حتى الفرحة الخضراء.. ليرسموا صورة تدعو للشفقة لهزيمتهم المؤلمة والعنيفة شاهدها العالم العربي من الخليج إلى المحيط وعرفوا حقيقة بطل الكؤوس الأخضر الرشيق والأنيق.
** حكمة الله في خلقه تقول لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فلم يبق شيئا ما فعله النصراويون في سبيل تحقيق هذه البطولة، حتى الوباري ذلك الحارس البائس قدموه وحيدا للمنتخب الوطني ومع كل ذلك (الكيد) إلا أن الله ذلل صعاب المباراة للأهلي الذي لعب كرة قدم حقيقية فوفقه الله ونصره نصرا مدويا وكأسا إقليميا غالية وبطولة مستحقة تضاف في سجل الخلد الأهلاوي.. كأول نهائي سعودي على بطولة إقليمية ومن شأن الكبار فقط أن يضعوا بصمتهم على أوليات الإنجازات الكبرى ثم تفسح مجالا للآخرين.
** وكم كانت ستكون المناسبة مبهجة وراقية وحضارية لو كانت المباراة تجري في أجواء صحية.. ولم يتخللها النطح والضرب والرفس والتوتر والاحتقان.. والمطاردة عقب المباراة وكأننا في بلد (مفلوت) بينما ننعم بالعيش بحمد الله في أكثر المجتمعات أمن وأمان، وقد تمنينا ونحن نشاهد نهائياً ممتعاً ومثاليا من طرف ومزرياً من الطرف الآخر أن يكون الطرف المهزوم متقبلا لقوانين كرة القدم وليس للإفرازات القهرية التي تتسم عادة بالتهور.
** وقبل أن أختم أسأل الله تعالى أن تكون تلك المباراة نهاية للتصرفات الخارجة عن قيمنا ومبادئنا الإسلامية قبل أن تكون من قيم ومبادئ الرياضة والفروسية.. فلا نخرج عن قانون اللعبة ولنتقبل الهزيمة كتقبلنا للفوز.. ولنبارك للفريق المنضبط والأفضل والفائز وللطرف الآخر نخفف من عوامل الهزيمة.. ومَنْ تقبل أمر الله بنفس راضية فحتماً سيدخل الله طمأنينته إلى نفسه وسيعوضه الله خيراً منها إذا احتسب وتوكل والأمر في نهاية الأمر كرة قدم.
** نكرر المباركة لكل الأهلاويين ذلك التفوق وذلك الإمتاع متوجاً بالسلوك النبيل والانضباط التام حسب القيم والمبادئ السامية التي يحضنا عليها ديننا الحنيف قبل أن تحضنا عليها مبادئ الرياضة.. متوجا بكأس الخليج.. فتنبعث الغبطة والراحة والمتعة في نفوس الرياضيين الحقيقيين أينما حلوا وفي أي زمان كانوا.. والله الموفق.
نبضات!!
* الأهلاويون أهدوا بطولتهم وكأسها الغالية لأصحاب السمو الملكي الأمراء محمد العبدالله الفيصل وعبدالله بن فيصل بن تركي وخالد بن عبدالله بن عبدالعزيز ولكافة أعضاء الشرف ولجماهيرهم العريضة في المملكة والخليج العربي بأكمله!!
* ثلاثة نصراويين لا يستحقون تلك الخسارة القاسية وهم الأمراء منصور بن سعود وفيصل بن تركي وفيصل بن عبدالرحمن.. حقيقة ما تمنيتها لهؤلاء الأنقياء!!
* عموما أن يصل الأمر إلى الإغماءات بتلك الكثافة بين جمهور النصر فهذا يدل على حالة من الاحتقان والتوتر نتيجة الشحن الزائد وخداع جماهير النادي بأشباه اللاعبين!!
* هل كان البرازيلي إيدير يستطيع أن يقوم بتلك المطاردة المشينة بعد انتهاء المباراة للاعبي الأهلي لو كان يلعب في الدوري الأوربي أو حتى اللاتيني وأظن حتى في الملاعب العربية الأخرى.. فلا احترام للمناسبة ولا لراعي الاحتفاء والاحتفال والعرس الخليجي الذي عكره بعض لاعبي النصر بفلتان الأعصاب نتيجة الشحن الزائد الذي حذرنا منه كثيرا وكانت عواقبه وخيمة!!
* عدم صعود مشرف الكرة النصراوية طلال الرشيد مع فريقه لاستلام الميداليات الفضية كان موقع تساؤل واستغراب الوسط الرياضي!!
* كل عام ورياضتنا بخير وعلى خير ما دام في الوسط الرياضي النقي الرائع خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي تعجز الكلمات عن الوصول إلى قامته النقية ومروءته المتوارثة وأخلاقه العالية وتواضعه الجم!!
نبضة:
إن جدول عذب من ينبوع الحكمة.. لا ينضب له معين!