أظهرت الصور المنقولة من المشاعر المقدسة وحدة المسلمين وقوتهم، وإقبالهم على الله تعالى، ورغبتهم في أن يكونوا من المقبولين. ولعل تلك الصور الإعلامية تعبر عن حقيقة الإسلام الذي يؤلف بين القلوب، ويؤاخي بين أتباعه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ولكأن تلك الصورة نماذج مصغرة لما ينبغي أن يكون عليه المسلمون في واقعهم المعاش، فالأمة الإسلامية أمة واحدة، ومتى ما كان أبناؤها موحدين فإنهم سيصبحون قوة منيعة ضد أعدائهم المتربصين بهم. ومن مظاهر وحدة المسلمين احتفالهم في شتى أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية قاطبة وهي ترفل في ثوب العزة والكرامة. وفي هذا اليوم المبارك الذي يعتبر أعظم يوم في السنة عند الله تعالى يتقرب المسلمون إلى الله تعالى بذبح الأضاحي، {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.
أما الحجاج فإنهم يفدون إلى منى في منظر مهيب قادمين من مزدلفة بعد أن باتوا ليلتهم فيها وذلك لتكملة بقية أعمال الحج؛ إذ سيرمون جمرة العقبة في أفواج تخفق لها القلوب، ويحلقون إذعانا لأمر الله واتباعا لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويطوفون بالبيت العتيق طواف الإفاضة ويذبحون الهدي ويتحللون من إحرامهم، ثم يقضون بقية يوم العيد وأيام التشريق في منى إلى أن ينهوا بقية مناسك الحج مختتمينها بطواف الوداع.
ولقد قضى الحجاج يوم التروية ووقفة عرفة والمبيت في مزدلفة في جو من الطمأنينة والأمان، ووسط خدمات عالية المستوى، في حين ظل الآلاف من رجال الأمن بمختلف القطاعات يسهرون لضمان أمن الحجيج الذين سخرت لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كافة إمكانياتها وطاقاتها البشرية من أجل أن يتفرغوا لحجهم في سكينة وتؤدة، وليعودوا إلى بلادهم وقد أتموا حجهم على أكمل وجه امتثالاً لقول الله تعالى: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ}
ونسأل الله أن يتقبل منهم حجهم ويغفر لهم ذنوبهم.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244