Al Jazirah NewsPaper Monday  08/12/2008 G Issue 13220
الأثنين 10 ذو الحجة 1429   العدد  13220
كيف نزيد من دخل الطالب الجامعي؟

أتابع ما يُنشر في صحيفتنا الجزيرة الغرّاء عن الطلبة الجامعيين وأقول: على الرغم من التسارع الكبير لتوسّع مؤسسات التعليم الجامعي خلال الأربع سنوات الماضية, وتضاعف عدد الجامعات من سبعٍ فقط قبل سنوات قليلة إلى عدد لا يمكن حصره من الجامعات والكليات الأهلية وغيرها من مؤسسات التعليم العالي, إلاّ أنّ الملاحظ أنّ الطالب الجامعي وعلى الرغم من كونه جوهر العملية التعليمة، إلاّ أنه يكاد يكون العنصر الوحيد الذي لم تطله موجة التغيير والتطوير!

فالظروف المحيطة بالطالب لا تزال دون مستوى الطموحات ومجمل الآمال, لأنّ الطالب للأسف إن وجد مقعداً في إحدى الجامعات فليتمسك به حتى وإن كان لا يرغب فيه أو لا يحب هذا التخصص! كما أنّ ظروف الحياة الجامعية لا تساعد الطالب على الإبداع, فهو يواجه مصاعب متعددة, أما أهم العقبات التي تواجه الطالب الجامعي فهي: غياب الدخل المادي المستقر, الذي يؤثِّر بشكل مباشر على تحصيله العلمي, فعلى الرغم من وجود مكافأة جامعية في كل الجامعات الحكومية, فإنّها غائبة عن طلاب منح وزارة التعليم العالي من يدرس من السعوديين في الجامعات والكليات الأهلية! وهذا أمر غريب ذلك لأنّ أغلب مستحقي تلك المنح هم من المتفوقين في الثانوية العامة ومن حصل عن نتائج عالية في اختبار القياس, وهذا أمر يصعب فهمه!, كما أنّ من يدرس في التعليم الموازي صار بدلاً من أن يستلم مكافأةً يدفع مالاً, وهاهو خادم الحرمين الشريفين في موقف أبوي حنون - ليس بغريب عليه - يأمر بأن تتكفّل وزارة التعليم العالي بدفع مصاريف أبنائه الطلاب, فهل نرى من الوزارة مبادرة نحو ضمّهم إلى قائمة المستحقين للمكافأة الجامعية أسوة بأقرانهم من الطلاب السعوديين في الجامعات والكليات؟ والهدف واضح وصريح وهو تحسين البيئة المحيطة بالطالب الجامعي، مما يدفعه نحو مزيد من التركيز على دراسته ومزيد من الاهتمام بهواياته دون إغفال أن تلك المكافأة تصل إلى الطالب في أوقات متقطعة, بل ولم تطلها زيادة أبداً, على الرغم من الارتفاع المتواصل في تكاليف الحياة وأسعار الكتب والمراجع! وهذا الأمر تقع مسؤوليته على مجالس الجامعات، فهم أدرى بواقع الحال ومدى الحاجة إلى الزيادة.

إنّ إحدى أهم الوسائل التي تتبعها الجامعات هي قصر جميع الوظائف المؤقتة والبسيطة داخل الحرم الجماعي على طلابها, مما انعكس إيجاباً على مهارات وخبرات خريجيها, لذا من الضروري أن تبادر جامعاتنا إلى توسع عمل الطلاب المؤقت بشكل أكبر, بأن يشمل العمل في مطاعم الوجبات السريعة أو القهوة أو تصوير الأوراق أو الخدمات, وغيرها من أماكن العمل, على أن يكون برنامج العمل مقسماً على نوبات عمل لا تتجاوز الأربع ساعات متتالية, والأثر كبير على الطلاب سواء من الناحية المادة أو بناء خبرة عملية مفيدة أو على الأقل كسر حاجز الخوف والتردُّد تجاه القطاع الخاص، وبناء ثقافة عمل لا تؤمن بالعيب، كما أنها تحقيق لمطلب شرعي بالاستفادة من وقت الفراغ بما يعود بالنفع على الفرد وعلى مجتمعه.

كما أنّ حملة تطوير الجامعات التي تقودها جامعة الملك سعود، لا بدّ أن تمر من خلال بوابة الطالب الجامعي, فالتحوُّل نحو جامعات بحثية متطورة من الضروري أن يكون الطالب هو حجر الزاوية الرئيس, من خلال الاستفادة من الطاقات الشبابية في كافة برامج وبحوث كراسي البحث المتخصصة, فالبعض يمكن أن يشارك في توزيع وتفريغ ومن ثم معالجة استبانات الأبحاث, والبعض الآخر يمكن أن يساهم في أمور السكرتارية ومتابعة الاتصالات وخصوصاً الدولية منها, وهنا يكون عائد الخبرة والمعرفة أكثر بكثير من العائد المادي.من جهة أخرى يُعَد وجود مقرات أكثر من ثلاثين جمعية علمية في الجامعة، فرصة لا تعوّض للطلاب المتخصصين في مجال نشاط تلك الجمعيات, بواسطة الاستفادة من خدماتهم في تنظيم الندوات والمحاضرات والسكرتارية والأرشفة, دون إغفال فرصة الاحتكاك المباشر بمن سبقهم من المختصين، الأمر الذي يعود بالأثر الكبير على الحياة المهنية المقبلة لكل طالب وطالبة.

كما أنّ الوزارات والهيئات الحكومية وغيرها من مؤسسات قطاع الأعمال، مطالبة بالاستفادة من طلاب وطالبات الجامعات, وخصوصاً في الأعمال والمشاريع المؤقتة, فروح الشباب وطاقته فرصة كبيرة من الضروري الاستفادة منها, ولعل تجارب الشراكات التدريبية بين الجامعات الغربية وكبرى الشركات متعددة الجنسيات دليل كافٍ على نجاح تلك المبادرات. وهذه دعوة لتأسيس مكتبٍ مستقل يتبع عمادة أنشطة الطلاب, وذلك للتنسيق مع الجهات المحتاجة إلى خدمات الطلاب.

وعوداً على المكافأة الجامعية فمن الواجب أن يتم ربط المكافأة بالمعدل التراكمي للطالب, على أن يمنح فترة إنذار كافية إذا ما تناقص معدله التراكمي لأكثر من فصلين دراسيين متتالين, لأنه ثبت أنّ عدداً من الطلاب يعتمد على تلك المكافأة في إعالة أهله, أو الاعتماد على نفسه, وقد يكون تأخر الدراسة عائداً لأسباب خارجة عن إرادته.

المرحلة الجامعية مرحلة رائعة ومهمة في حياة كل شاب وشابة, وهي مليئة بالكثير من التجارب والفوائد, فلا نفسدها بأن نجعل الطالب غير مستقر من الناحية المادية، مما يجعله عرضة لخسارة مرحلة مهمة من حياته!

الصيدلي - عبد الرحمن بن سلطان السلطان


asalsultan@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد