الإسلام دين يدعو إلى الوحدة والتآخي بين المسلمين، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ويحذِّر من الفرقة والاختلاف، قال عزَّ وجلَّ: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ}، {وكونوا عباد الله إخوانا}، ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته للناس عامة، فتجتمع الأمة على دين واحد وهو الإسلام، ورسول واحد هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عالمية لجميع الناس، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
ومقومات وحدة المسلمين كثيرة، فقبلتهم واحدة، فكلّهم يصلّون نحو الكعبة خمس صلوات في اليوم والليلة، عدا النوافل والرواتب. وكلهم يصومون شهراً واحداً في العام هو شهر رمضان المبارك. والحج يمثِّل ملتقى إسلامياً في اجتماع المسلمين ووحدتهم بلباس واحد، في يوم واحد: يوم عرفة، وفي مكان واحد في المشاعر المقدسة، فهذه كلها نماذج لوحدة المسلمين، فحري بهم الاجتماع والتآلف فيما بينهم لتحقيق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر).
وفي هذا دعوة للتراحم بين المسلمين، والتعاون فيما بينهم، ومساعدة المحتاج ومعالجة المريض، ونصرة المظلوم، ليكونوا كالجسد الواحد.
والحذر الحذر من الفرقة والتنازع {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}فإن ذلك يؤدي إلى تنافر القلوب وانتشار الشحناء والحقد وهذا ما نهى عنه الإسلام. فينبغي للمسلمين أن يتّحدوا فيما بينهم لئلا يطمع بهم الأعداء، ويستغلوا خلافاتهم، ويألبوا بعضهم على بعض فيكونوا غثاءً كغثاء السيل.
والواجب الاجتماع على طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لنكون خير أمة أخرجت للناس. والله الموفّق.
- أستاذ بكلية أصول الدين بالرياض