لم تكن ومضة الفرحة بيوم كاليوم عابرة بلا بصمة..
أو آتية دون انتظار..
أو متماثلة في شأن الجنان كما أي فرحة تعتمرها..
ومضة الفرحة مرهونة بدمعة خشية.. ورغبة في عفو.. وأمل في مغفرة.. ورجاء في قبول..
وشغف لتوبة.. واستشراف لتطهير..
فرحة بوعد الرب العظيم بمغفرة لمن حج مبروراً.. أو صام احتساباً ليوم الأمس..
وكل علاقة صادقة لهذا القلب داخل الجوانح.. في كنف الصدر بربه هي نبض دائم متتالٍ ومتواتر بحبه.. والخشية منه.. والطمع فيه.. والتوكل عليه.. وعقد النية بأن تكون الأفعال والأقوال صادرة بكل ما يرضيه..
إيماناً وطاعة وخلوصاً من الشرك الأكبر والأصغر.. ومن ثم استقامة في السلوك إضماراً وتنفيذاً.., وعملاً بكل ما يخضع لرضاه حين يعلم المرء أنه تعالى مطلع على هذا الذي يوقر في الصدر من نية وما يتبعها من عمل..,
ومضة الفرحة بنتائج الخوف منه وتقواه.. والعمل على مرضاته وأجره... والامتثال لما أمر والتوقف عما نهى..
هي هذه الومضة بفرحة الجنان بوفاء الرحمن الذي وعد ولا يخلف تعالى الميعاد..
فاللهم اجعل كل نبضة فرحة بهذا اليوم في صدر مؤمن بك عامل على مرضاتك.. إنجازاً لوعدك..
وتكفيراً لكل مقصر حال بينه وبين طاعتك شيطانه أو خارج عنه فأهده إليك وقربه منك وتجاوز عنه وأتم عليه الفرحة ما آمن بك وصدق برسولك وأتم أركان إيمانه.. اللهم وأعن كل أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الطاعة والرضاء وأهلهم للقبول والسعادة وأرزقهم الفرحة بالعيد تامة غير منقوصة بقبولك لهم ومنهم.. وتوفيقك وهدايتك..
اللهم إنا عبيدك وإماؤك ندعوك أن تتم علينا فرحة العيد بقبولنا من أهل الجنان في معية رسولك العظيم في أعلى الدرجات يا رحمن إنك ولي الأمر والقادر عليه..
وكل بنبضة فرح وأعيادكم جوائز قبول.. إن شاء الله تعالى.. آمين...