Al Jazirah NewsPaper Monday  08/12/2008 G Issue 13220
الأثنين 10 ذو الحجة 1429   العدد  13220
أمير وأمين وأمانة
عبدالله الرفيدي

ذهبت كغيري ممن يسكنون العاصمة الرياض أبحث عن أضحيتي، وكان يجول في فكري قبل ذلك بأيام وأثناء توجهي للأماكن التي حددتها الأمانة مواقع البيع الخوف من التعب والزحام في الشوارع أو في موقع البيع والأهم موقع الذبح إلا أنني رأيت الأمر بغاية السهولة. فقد استطعت الوصول إلى موقع البيع في حي المروج شمال الرياض خلال خمس دقائق وتسليم الخروف للمسلخ بيسر وسهولة انتظاراً للتسليم في موعده. لقد فكرت كثيراً بعد أن أتم المهمة حيث إن قصص المعاناة مع كل عيد جالت في خاطري والتي جعلتني أمتنع لسنوات عن شراء الأضحية.

ووجب علينا كمواطنين أن نشكر لأمين مدينة الرياض جهده، ولمن عمل معه لما قاموا به من جهود لتيسير هذا الأمر على المواطنين والمقيمين. وعلى المتابعة التي لاحظتها من منسوبي الأمانة للتأكد من تنفيذ الخطة الرامية لإنشاء العديد من مراكز البيع والذبح.

ولكن هل هذا الأمر الوحيد الذي قام به سموه.

لقد بدأت الأفكار تتوالى في رأسي عن إنجازاته لهذه المدينة المحبوبة إلى قلوبنا وقد بدأت بخطوته في نشر أسعار السلع ليعلم المواطن بأرخصها والتي أدت إلى خفض التجار للأسعار.. وماذا غير ذلك.

لقد قام سموه بإعادة تنظيم طرق المدينة وقلص الزحام في التقاطعات المهمة وكلنا رأينا الفكرة في شارع التحلية وشوارع أخرى تكون على نفس النمط. لقد اندهشت من الفكرة الجميلة على الطرق المهمة عندما لا يمكن تطبيق فكرة المسارات المتعددة دون إشارات طبق فكرة الدوارات في الشوارع الأقل ازدحاماً.

لقد كان أهل باريس يتمتعون بمدينتهم وبشارعهم الرئيسي الشانزليزيه الذي أتتني فرصة لزيارته وعدت لوطني لأتمنى مثله فحقق لي سموه حلمي بأن جعل شوارع الرياض كلها مثل هذا الشارع بل أجمل وأحسن تنظيماً وجمالاً.. وماذا غير ذلك.

لقد نظر سموه لأفراح مدينته وأهلها الذين لم يكونوا ما يسرهم في الأعياد غير السفر بحثاً عن المتعة أو البقاء في المنازل فقام بشحذ الهمم حتى أصبح الأبناء قبل الآباء ينتظرون أفراح العيد والجهود المبذولة في كل المدينة التي تكتسي بحلتها قبل العيد وفتح كل الفعاليات استقبالاً لفرحة أطفالها. لقد اعتدت كل عام على حضور الألعاب النارية التي رأيتها لأول مرة في نيويورك في الرابع من يوليو اليوم الذي تحتفل فيه أمريكا بيومها الوطني وتمنيت آنذاك أن أراها في بلدي. وكنت أقول لماذا يحق للشعوب بأن تفرح بأعيادها ونحن لا نفعل.. وماذا غير ذلك.

لقد أولى سموه تنظيم العمل البلدي والبناء وتطوير العمران الكثير وأيضاً إيصال خدمات المياه والصرف الصحي والإنارة وإصلاح كل طريق يصيبه العطب وهذا الأمر يجب أن نقف عنده لأنني حقاً اندهشت من سرعة معالجة أي مشكلة تطرأ على طريق فعندما أراها لا ألبث أكثر من ثلاثة أيام إلا وأرى الإصلاح الفوري والسريع يأتي. وهناك حلم كبير يتم تحقيقه وهو فكرة المناطق الحضرية المتطورة التي طرحتها الأمانة على رجال الأعمال وهذه ستؤدي إلى تسخير الأموال للبناء المميز والمبتكر والإبداع.

لا أدري هل أوفيت الأمين حقه في تعداد ما صنعه لمدينتي التي أحببت. لا أظن فهو يأتي كل يوم بأمر جديد متلمساً ليس فقط حاجة المواطن بل حاجة المدينة أيضاً حتى بت أظن أن هناك حديثاً يدور بينه وبين ترابها ومبانيها حديث عاشق وحبيبة.

ويبقى السؤال الكبير في نفسي: ما الذي جعل سموه يفكر وينفذ ويجد الأموال والرجال من حوله. وقد استدركت أمري فهناك رجل كلنا أحببناه ولا يحق لنا أن لا نأتي بذكر فضله وفضائله وأخلاقه وحكمته وهو أمير الرياض وعاشقها الكبير الذي لا تكاد تذكر الرياض إلا ونذكره.

الأمير سلمان هذا الرجل الشامخ الذي جعل الرياض في قلبه تنال دفئه وحنانه وتضحياته.

ولن أستطيع أبداً أن أحصي ولكن على كل مواطن يسكن هذه المدينة أن يدرك ويفكر معي كيف استطاع تحويل هذه القطعة من الصحراء القاحلة إلى روضة من رياض الدنيا وأصبحت مهد أفئدة المواطنين من كل مدينة قبل الأجنبي.

أرجوكم فكروا معي وأطلقوا العنان لعقولكم وخاصة من يكبروني سناً ويعلمون كيف كانت هذه الصحراء خالية من الماء والشجر موحشة بردها قاس وحرها حارق ومبانيها من الطين لا نور فيها لا أمن حولها. إنها معجزة أبا أميرها إلا أن يحققها بتوفيق من الله وعزيمة وإصرار ورجال مخلصين أحبوا وطنهم وأطاعوا ولاة أمرهم فصدقوا فيما وعدوا به أميرهم ووطنهم.

ولعلي أسأل أيضاً: هل توقفت الطموحات فأقول لا أظن ذلك وستحكي الأجيال من بعدي وتخلد ذكرى أمير ومدينة. سوف تكون عن قريب مدينة القطارات وناطحات السحاب والمدن الجميلة والأعمال الزاهرة.

إنني لا أرى نهاية لطموح أميرها ولا أرى نهاية لأفكاري وتفكيري حتى أحصي نجاحاته.

فلو أن المواطن يذهب إلى خارج الوطن ليطلع ويشاهد ويبحث عن الفرق بين مدينتي الرياض لعلم أنها تستحق الوفاء لبانيها. لقد رأيت في الخارج كيف أن الشوارع متسخة والإهمال ظاهر والأمن مفقود بالرغم مما تتمتع به المدن التي زرتها من طبيعة خلابة وهبها الله. وهذا ليس مقياسا حقيقيا لتحديد الفرق. والذي يجب أن نحدده بما عمل الإنسان وليس ما أتى ووجده أمامه.

يا أهل الرياض اشكروا ربكم واحمدوه فوالله إنكم في نعيم.

وأخيراً أهنئ الأمير سلمان وأمينه الوفي سمو الأمير عبدالعزيز العياف بعيد الأضحى المبارك وأهنئ أهل الرياض بعيدهم وأدعو الله أن يديم علينا هذه النعم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد