حفر الباطن - قاسم دغيم الظفيري
أصبحت حفر الباطن أشهر من نار على علم مطلع التسعينات إبان حرب تحرير الكويت وتجاوز اسمها المسافرين الدوليين بين الخليج والشام إلى العالم أجمع. والمحافظة الواقعة في الشمال الشرقي للمملكة نقطة الالتقاء لمفترق طرق منافذ المملكة مع الكويت والعراق والأردن.
وتشهد حفر الباطن هذه الأيام عدة مناسبات في وقت واحدة، فتستقبل في الطريق إلى الحج القادمين من الكويت والعراق والأردن وأيضاً بعض حجاج سوريا وتركيا القادمين عبر منفذ الحديثة. وتستنفر مكاتب الحج والعمرة بالمحافظة هذه الأيام طاقاتها في حركة نشطة لتنظيم حملات إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويكثر إقبال بجانب سكان المحافظة مواطني دولة الكويت الذين يحرصون على ترك سياراتهم لدى أقاربهم في حفر الباطن والذهاب إلى الديار المقدسة بالحافلات عبر مكاتب الحج والعمرة التي تتزايد أعدادها يوماً بعد يوم، في سوق تجاوزت أرباحه العام الماضي أربعة ملايين ريال. ولا يتوقف نشاط حفر الباطن هذه الأيام على الحجاج إذ يفد إلى المحافظة تزامناً مع إجازة عيد الأضحى الكثير من هواة السياحة البرية خاصة بعد نزول الأمطار قبل نحو شهر في أيام (الوسم). وتعد المنطقة التي تقع حفر الباطن في قلبها مقصداً لكثير من المتنزهين, مما يرفع نسبة إشغال الفنادق والوحدات السكنية الأخرى والاستراحات التي بدأت في استقبال طلبات حجوزات عيد الأضحى المبارك. وتتراوح أسعار الإيجار اليومي لها بين (300 - 2000) ريال حسب قربها من المدينة والتجهيزات التي تحتويها, كما تنتعش الأسواق بمختلف قطاعاتها ويكثر مرتادوها من داخل المنطقة وخارجها خاصة من الكويت، حيث المسافة بينها وبين منفذ الرقعي بوابة العبور إلى الكويت لا تتجاوز 70 كلم. ونتيجة لهذا الإقبال ارتفع ضخ النقد إلى الضعف مع دخول شهر ذي الحجة، وبين مصرفي ل(الجزيرة) أن معدل السحب اليومي من أجهزة الصراف الآلي في حفر الباطن نحو 500 ألف ريال، وقد تضاعف خلال الأيام الأخيرة مع دخول العشر الأوائل من ذي الحجة ليصل معدل السحب اليومي إلى أكثر من مليون ريال.