كلما عاد (العيد) تحركت في الإنسان لواعج متناقضة، العيد بطبيعته، وكما هو تجديد للصلات يعد مثار ذكرى كثير من الناس كذلك، إذ تزدحم أمامه العديد من المشاعر، في أجواء (العيد) هل يمكن لكل إنسان القدرة على التعبير عما يعتمل بين جوانحه؟ ألا نجد من قد يتمنى (الشاعرية) فلا يجدها، أو يضطر إلى اصطناعها أحيانا للتعبير عن خوالجه فيفشل؟ |
في بعض الأحيان يكفيك اقتناص ما قد يسبقك إليه الشعراء، وتجد في ذلك شيئاً من العزاء والتسلية على نضوب مخيلتك، وقدرتك على الإنشاء والتعبير، ودونك ما يقوله أحد (المغتربين) في مثل هذه المناسبات: |
عيدان، يا ظبية (الميماس) بينهما |
عزّ العزيز، وذلّ الخانع العاني |
عيدان، ذا خافق قلبي له طرباً |
وذاك من أجله حطمت عيداني |
هذا يجدد في (أيار) لي فرحي |
وذا يجدد في (أيلول) أحزاني |
هذا يمثل لي وجه (الربيع) وذا |
رمز لوجه (الخريف) الشاحب الفاني |
هذا يريني أبناء الحياة وذا |
أشباح ناس تراءت فوق حيطان |
هذا يريني بيوتاًَ تحتوي بشرا |
وذا (معابد) تحوي كل شيطان |
ما غيّر الثوب من أخلاق لابسه |
كم في (المساخر) من شيخ ومطران |
* هنا يسترجع بشيء من الأسى والحسرة واقع بيئته، وكيف عبثت (المذهبية) في بلاده، حين أساءوا فهم حقيقة (الدين)، واستغلوه كوسيلة من وسائل السلطة للوصول للأغراض التي تخدم مصالحهم، من كان هذا واقعه فبأي منظار سينظر، وأي شعور سيتقمصه في مناسبات (الأعياد)، يشتاط غضباً، وهو يرى التصنع والمداهنة والرياء في وجوه الناس، فيخرج عن طوره، ويحيد عن (العقلانية) تحت تأثير العاطفة، ويصب جام غضبه على (الأديان) بسبب أتباعها، وتحريفهم غاياتها وأهدافها، متناسياً أمام واقعه قداستها وسموها، فيقول: |
وما الكتاب إذا مات الضمير سوى |
عهدٌ يمزقه في الحرب خصمان |
إن كنتَ أنت (مسيحياً) وتظلمني |
فليحي كل رحيم غير نصراني |
وكم قتيل شهيد أنت من دمه |
عف اليدين، وأنت المجرم الجاني |
* نحن في هذه البلاد، ننعم بالأمن والاستقرار والطمأنينة، تمر علينا هذه المناسبات بذكريات سعيدة ستتجدد - بإذن الله - ما دمنا متمسكين بهدي الكتاب والسنة، متآزرين مع قيادتنا وولاة أمرنا، فنقول بلسان الحال والمقال: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر - ولله الحمد -. أ.هـ. |
|