المشاعر المقدسة - ياسر المعارك - واس
أعلن مدير إدارة أمن الحج والعمرة بقيادة قوات أمن الحج اللواء مهندس منصور بن سلطان التركي أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة لحج هذا العام 1429هـ بلغ أكثر من مليون وسبعمائة ألف حاج وفقا للمؤشرات المتوفرة حالياًً.
وأبان أن إجمالي عدد الحجاج سيصدر يوم عيد الأضحى المبارك في إحصائية رسمية من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بوزارة الاقتصاد والتخطيط تحدد أعداد الحجاج.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الأمني للحج الذي عقد أمس الأول في مقر الأمن العام بمشاركة المشرف العام على الإعلام الصحي والعلاقات العامة المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني والمستشار وزير الحج المتحدث باسم الوزارة عبدالعزيز الحسون والناطق الإعلامي للدفاع المدني الرائد عبدالله الحارثي ومدير فرع جمعية الهلال الأحمر السعودي بمنطقة مكة المكرمة الدكتور خالد الحبشي أمين عام لجنة الحج والعمرة بالجمعية.
وعبر اللواء منصور التركي عن الأمل بأن يلتزم حجاج الداخل بتصاريح الحج التي تمكنهم من الدخول لمكة المكرمة لأداء الفريضة التزاما بالإجراءات التي تم تنفيذها هذا العام والتزاما بحملة التوعية التي قامت بها إمارة منطقة مكة المكرمة لضبط عدد حجاج الداخل بما لا يتجاوز الأعداد التي صرح لها فعلا.
وبين أن العدد الأكبر من حجاج بيت الله الحرام قد وصلوا بحفظ الله ورعايته إلى مكة المكرمة حيث اكتمل أمس توافدهم إلى مكة المكرمة ومنى فيما تواصل توافد الحجيج خلال من المدينة المنورة أو من حجاج الداخل الذين يفضلون التوجه إلى مكة.
وقال: إن مكة المكرمة شهدت أمس وبخاصة المسجد الحرام والمنطقة المركزية المحيطة به تجمعا كبيرا وربما كل من شارك في صلاة الجمعة في المسجد الحرام لاحظ الحشد الكبير سواء داخل المسجد الحرام أو خارجه لأداء صلاة الجمعة.
وما زال الطواف يشهد كثافات عالية ونتوقع استمراره باعتبار أن تحركات الحجاج تبدأ من العاصمة المقدسة في رحلة التروية.
فبعض الحجيج بدأ أمس وبعضهم بدأ وهذه هي البدايات ولكن ذروة عملية انتقال الحجاج من مكة المكرمة إلى منى لقضاء يوم التروية فيها ستكون اعتبارا من بعد صلاة العشاء من الليلة الماضية وتستمر حتى اليوم ويمكن أن تكتمل عمليات النقل بعد صلاة ظهر اليوم السبت.
وبين مدير إدارة أمن الحج أن ما بين 25 إلى 30 بالمئة من حجاج بيت الله الحرام يبدؤون اليوم السبت بالاتجاه مباشرة إلى مشعر عرفات فيما تستمر عمليات انتقال الحجاج من مكة إلى المشاعر بنسبة 70 بالمائة لقضاء يوم التروية و30 بالمائة يذهبون إلى عرفات.
وبين اللواء مهندس منصور التركي أنه ستبدأ في صباح اليوم التاسع من ذي الحجة عملية تصعيد حجاج التروية من داخل مشعر منى إلى عرفات.
وأكد أن الوضع كان جيدا ووفقا لما هو متوقع ونفذت الخطط ذات العلاقة بتنظيم حركة الحجاج في المسجد الحرام والمناطق المحيطة به وأدى الحجيج صلواتهم وتنقلهم بكل طمأنينة وسلام، متطلعا إلى استكمال تنفيذ الخطط بعد ذلك في مشعري منى وعرفات واكتمال مرحلة المشاعر قبل أن يعود الحاج إلى منى يوم عيد الأضحى المبارك لبدء نسك رمي الجمرات.
وبين أن جميع الإجراءات في مداخل مكة المكرمة ستستمر ولن تلغى حتى يكتمل وجود الحجاج في عرفات وحتى تتم النفرة.
وأكد استمرار الإجراءات في مداخل العاصمة المقدسة حتى صباح يوم العاشر لضمان عدم حدوث أي ثغرات قد تستغل بدخول حجاج غير نظاميين وبالتالي ما يمكن أن يترتب عليه من تأثير على خطة الحج.
كما أكد مدير إدارة أمن الحج والعمرة في إجابته على سؤال عن أي محاولة لتعكير صفو الحج، أنه لم يتم رصد أي محاولات من هذا النوع وأن جميع الحجاج ملتزمون جزاهم الله خيرا بكل التعليمات وجميعهم تفرغ لما قدم له من أداء فريضة الحج.
وأشار إلى أنه تم تخصيص رقم هاتفي (987) لشكاوى الحجاج بلغات محددة وليس بالضرورة أن يبادر الحجاج بالاتصال مباشرة فيمكنه الاستعانة بالمطوفين المرتبطين بهم فينقلوا لنا شكواهم أو ملاحظاتهم لتمريرها عبر مركز القيادة أو لأي رجل أمن موجود ميدانياً أو مراكز الشرطة في موسم الحج.
وفيما يتعلق بالجولات التفتيشية ورصد أي مخالفات لمبان آيلة للسقوط والاستفادة من الحادثة التي وقعت العام الماضي أكد اللواء التركي أن هذا الموضوع يخضع لأمانة العاصمة المقدسة والدفاع المدني، وعد انهيار إحدى البنايات خلال موسم حج العام الماضي حدثا استثنائيا لا يمكن أن يقاس عليه ولا يبنى عليه احتمالات غير واقعية لأنه لم يسبق حدوث أي انهيارات ولكن كان له العديد من الدروس التي تم الاستفادة منها عبر تصحيح العديد من الإجراءات والاشتراطات والمعايير خاصة.
وقال: إن المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف تم تطويرها وإزالة بعض مبانيها لمشروع التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله كما تم تنفيذ مشروع إزالة العشوائيات إلى جانب المشاريع التطويرية التي تمنع بمشيئة الله من حدوث انهيار أي مباني في المستقبل بمشيئة الله بتوفير المباني الحديثة ومتابعة القائم منها.
وفي نفس الموضوع بين مستشار وزير الحج أن الجولات مستمرة على المباني بالتنسيق مع عدد من الوزارات والجهات المسؤولة.
وعن استعدادات الدفاع المدني لحج هذا العام بين الناطق الإعلامي للدفاع المدني أنه تم استكمال جميع الاستعدادات حيث بدء تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لهذا العام التي أسندت على خطط السنوات الماضية مشيرا إلى أن الخطة توصلت إلى ما يقارب (12) خطة متوقعه بنيت عليها الخطط من خلال مشاركة (18) جهة حكومية إضافة إلى (13.000) ضابط وفرد و(3000) معدة و(8) طائرات.
وبين الرائد الحارثي أن خطة واحتياطات الدفاع المدني لهذا العام تشمل خطر السيول والأمطار والأنفاق والانهيارات والحرائق الكبيرة والأخطار المعروفة في تدابير الدفاع المدني.
وأوضح أن خطة تدابير الدفاع المدني المتخذة بشأن السيول والأمطار تنقسم إلى موضوع وقائي يسبق موسم الحج من دراسات وبحوث حيث قام الدفاع المدني بمسح جيولوجي للمشاعر المقدسة لمعرفة مدى خطورة الأمطار والسيول على بعض المربعات الموجودة في منى وعرفات وحددت هذه المربعات وتم وضع الاحتياطات اللازمة لها.
أما القسم الآخر فشمل جانب مشروع إنشاء (3) السدود و(6) مصدات توزعت في منى حيث تجمع هذه السدود والمصدات المياه إلى نفق بطول (4) كيلومتر وعرض (6 في 6) أمتار تستفيد منها بعض المرافق في مكة المكرمة.
وأوضح الرائد الحارثي أن لدى الدفاع المدني خطة تنفيذية مع الجهات المعنية في خطة تدابير الدفاع المدني منها ما يقارب (500) غواص من الدفاع المدني وحرس الحدود والقوات المسلحة بالإضافة لعدد من القوارب والسيارات البرمائية والتنسيق الدائم مع مصلحة الأرصاد الجوية لمدى توقع الأمطار في حينها.
وحيال الإجراءات المتخذة لمنع حجاج الداخل غير النظاميين أوضح اللواء التركي أن هناك خطة تتولى تنفيذها المديرية العامة للجوازات بمساندة من الأمن العامة والخطة مستمر تطبيقها إلى اليوم العاشر وتساندها إجراءات يتم تطبيقها في مختلف مناطق المملكة لمنع ترحيل الحجاج غير النظاميين إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وبين مستشار وزير الحج المتحدث باسم الوزارة أن عدد التصاريح التي منحتها وزارة الحج لحجاج الداخل بلغت أكثر من 199 ألف تصريح لحجاج الداخل عبر 236 شركة ومؤسسة طوافة تعمل من أجل خدمة حجاج الداخل.
وعن الوضع الصحي العام للحجاج في مكة والمشاعر المقدسة أعلن المشرف العام على الإعلام الصحي والعلاقات العامة المتحدث باسم وزارة الصحة أن الوضع الصحي العام للحجاج بحمد الله مطمئن وأن الجميع أخذوا أماكنهم في مكة المكرمة ومشعر منى استعدادا ليوم التروية مشيرا إلى أنه لم يكتشف أي حالات وبائية أو محجرية من خلال (15) منفذا من منافذ الحج البرية والجوية والبحرية حتى يوم الخميس الماضي حيث تم مناظرة الجميع وتطبيق الاشتراطات الصحية التي سبق أن أرسلتها وزارة الصحة للدول الإسلامية عبر ممثليات المملكة في الخارج مثل التطعيمات الواجب توفرها في كل دولة حسب انتشار الأمراض.
وحول حالة التسمم لعدد من الحجاج في المدينة المنورة أكد الدكتور خالد مرغلاني أنها محدودة في مائة شخص تلقوا العلاج اللازم بحمد الله وخرجوا من المستشفيات.
وأفاد أن لدى وزارة الصحة خدمة الاستعلام عن المرضى من خلال موقعها على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) بحيث يمكن لأي شخص أن يعرف عن أي قريب له أو السؤال عنه ومتى يخرج من العلاج.
وقال: نتمنى من الجميع توعية الحجاج باختيار الأكل المغلف والمحفوظ جيدا بأماكن معدة لتقديم الأطعمة والحرص على الصحة العامة والوقاية - مؤكدا حرص وزارة الصحة على التوعية بهذا الجانب حيث إن لدى وزارة الصحة خطة شاملة توعوية متنوعة منها إرسال رسائل عبر الهاتف المحمول بخدمة (أس أم أس) بثلاث لغات لتوضيح كيفية استيفاء الطريقة السليمة لأخذ الأطعمة والحذر من الأغذية المكشوفة.
وعن حملات الحج الوهمية وما تم بهذا الشأن قال مستشار وزير الحج: إن هذا مما يحز بالنفس أن يكون هناك ممارسة من هذا النوع بحق أناس قصدوا بيت الله وأرادوا أداء الشعيرة ولكن للأسف أن هناك من يسعى للكسب من خلال هذا، ولقد عملنا قبل موسم الحج بشهرين تقريبا على إرسال مندوبين لكافة مناطق المملكة لينسقوا مع أصحاب السمو أمراء المناطق وإمارات المناطق وأبدوا كل التعاون لمحاصرة هذه الحملات الوهمية.
وأكد أنه وبفضل من الله حدث تناقص واضح جدا حيث إن عدد الحملات الوهمية كان يبلغ (80) تقريبا في المواسم الماضية وبفضل الله إلى يوم أمس الأول لم يرد عدد الحملات الوهمية التي تم ضبطها عن ست عشرة حملة وهمية وضبطوا مبكرين ومنهم من تم تسليمه للجهات المعنية وتم التنسيق مع الجهات المعنية التي تعاملت معهم.
وقال: أنا وكل غيور على دينه يتمنى أن يأتي اليوم الذي لا نشاهد أي حملة وهمية لأنه من المحزن أن يستغل الدين للكسب من أناس غير أسوياء.
وتعليقا على إمكانية زيادة المباني السكنية في منى قال: ذلك مناط بالهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة فهي المعنية بهذا المشروع.
وتطرق اللواء منصور التركي لخطط التفويج والنفرة لهذا العام مبينا أن النفرة تتأثر دائما بالطاقة الاستيعابية في مشعر مزدلفة مقارنة بعدد الحجاج وعدد السيارات المستخدمة في النفرة.
وقال: إن حوالي 700 ألف حاج ينفرون مشيا على الأقدام وهناك دائما حلول تتخذ لتحسين النفرة ومنها النقل بالرحلات الترددية والمسارات والطرق المخصصة للمشاة والسيارات.
وبين أن التفويج في الحج هو مبدأ أساسي في كافة خطط الحج التي تشمل - الطواف والسعي ورمي الجمرات والنقل في التروية والتصعيد مؤملا بأن يتمكن المشاركون في الحج من تحسين ظروف النفرة - متطلعا في العام القادم إلى منع السيارات التي تقل سعتها عن (25) راكباً من المشاركة في علميات نقل الركاب إضافة إلى الجهود التي تقوم بها هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر لإدخال خدمة القطارات في النقل داخل المشاعر المقدسة الأمر الذي سيسهل كثيرا في تنقل الحجاج وإنجاح خطط جميع الجهات المشاركة في الحج.
ونوه مدير إدارة أمن الحج والعمرة بقيادة قوات أمن الحج بالجهود الكبيرة التي يقوم بها رجال الأمن في المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن في كل مكان ومن ضمنها المشاعر المقدسة.
وأشار إلى أن أعداد رجال الأمن في تزايد مستمر في كل عام لمواكبة زيادة أعداد الحجاج ولمواكبة التطور المستمر والكبير في المشروعات التنموية التي تشهدها المشاعر المقدسة ومن ضمنها هذا العام المرحلة الثالث من جسر الجمرات باكتمال الدور الثالث.
من جهته أبرز أمين عام لجنة الحج والعمرة بجمعية الهلال الأحمر السعودي مشاركة الجمعية مؤكدا في رده على سؤال عن أهمية وجدوى الإسعاف الطائر في خدمة ضيوف الرحمن أن تجربة الإسعاف الطائر طبقت كتجربة بسيطة جدا في أعمال الحج العام ما قبل الماضي وإن شاء الله عند توفر الإمكانيات اللازمة سترونه قريبا بشكل وإمكانيات جديدة.
فيما بين المتحدث الرسمي بوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن وزارة الصحة تعمل خلال مشاركتها في أعمال الحج على ثلاثة محاور - الطب الوقائي والعلاجي والإسعافي - مبينا أن الطب الوقائي يعمل على تطبيق مبدأ أن الوقاية خير من العلاج حيث يتم كل عام استقراء الوضع الدولي ككل ومعرفة انتشار الأوبئة والأمراض في كافة مناطق العالم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى وعليه تضع وزارة الصحة اشتراطات صحية عديدة لبعض الأمراض المعدية المنتشرة في أنحاء العالم مفيدا أن وزارة الصحة قامت هذا العام بمعاينة جميع الحجاج والتأكد من تطبيقهم للاشتراطات الصحية.
وشرح الدكتور خالد مرغلاني جهود وزارة الصحة في مجال تمكين حجاج بيت الله الحرام المنومين في المستشفيات من أداء نسكهم والتنقل بين المشاعر وقال: وزارة الصحة تقوم في كل عام بخدمات كبيرة جدا في خدمة ضيوف الرحمن سواء في تقديم الخدمات الصحية أو في الخدمات الأخرى ومنها توفير قوافل طبية تضم حافلات مدعمه بطواقم وأجهزة طبية لتمكين الحجاج المرضى المنومين بالمستشفيات من الصعود إلى مشعر عرفات وإكمال مناسك حجهم.
وبين مستشار وزير الحج المتحدث الرسمي بالوزارة أن وزارة الحج تدعو المواطنين من التأكد من أن الحملة التي سوف يلتحق بها مرخصة من قبل وزارة الحج مؤكدا مواصلة وزارة الحج وحرصها على محاربة كل الحملات الوهمية بالغرامة التي تصل في بعض الحالات إلى (200) ألف ريال إضافة إلى إحالتها إلى المحاكم.