كل ذي نعمة محسود). لست أدري كيف غابت هذه الحقيقة الساطعة القاطعة (الناطعة) عن بال الصديق وابن العم (الباشمهندس) عبدالمحسن الماضي في مقالته الموسومة (لماذا يكرهوننا) والتي نشرت في عدد الأربعاء الماضي من جريدتنا الغراء هذه. ذلك السؤال الذي يراه صعباً ويدعو لأن يكون موضوعاً للحوار في مركز الحوار الوطني، ومع أنني في ذلك ولست معه في قوله في ثنايا المقالة إياها (أننا قد فشلنا في كسب ود القادمين إلينا والمقيمين بيننا بما يواجهونه من المطار إلى المطار منذ لحظة قدومهم وحتى مغادرتهم، كل هذا حفر مشاعر الاستياء والتذمر وجعل من تلك النظرة الدونية لكل ما هو خليجي أمراً مقبولاً بل ومرحباً به. فهو نوع من الرد والتشفي والانتقام وقد كشف احتلال الكويت بشكل كامل عن المشاعر العربية تجاه الخليج). |
بالطبع أنا لست مع (الباشمهندس) عبدالمحسن في ذلك كله وأن أوافقه جزئياً من خلال نظرة بعض (الجهلة) منا للآخر والتي تقابلها نفس النظرة (الجاهلة) من الآخر (الجاهل) كما أنني أوافقه على طرح هذا الموضوع بشفافية عالية كمحور للحوار في مركز الحوار الوطني على أن يكون الحوار مشتركاً بيننا وبين الإخوة الوافدين بل وحتى المقيمين في بلدانهم من الإخوة العرب من أصحاب الرأي (القيّم الصريح). |
أما رأيي الخاص في هذا الموضوع فهو كما أسلفته في مطلع هذه المقالة والتي تنسجم تماما مع البيت القائل: |
(كل العداوة قد تُرجى أمانتها |
إلا عداوة من عاداك عن حسد) |
ولعلي في هذه المقالة أتذكر جيداً كما ذكرني بها الأخ عبدالمحسن (الله يذكره بالشهادة) أن إحدى الصحف العربية في اليوم الأول من احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي المأمور آنذاك بأمر الرئيس (الضرورة!!) الراحل صدام حسين قد كتبت في مانشيتها العريض (الجيش العراقي يدخل الكويت بلا فيزا ولا كفيل!!). |
وكذلك نشرت إحدى الصحف العربية إعلاناً خبيثاً مدفوع الأجر يقول: عائلة (...) بحاجة إلى خادمة كويتية وسائق سعودي. |
وفي الصدد ذاته أذكر أن صديقاً كويتياً ساخراً كان ينزل في أحد الفنادق الفخمة (خمس نجوم) في إحدى العواصم العربية إبان الاحتلال إياه وحينما نزل إلى البهو كان ثمة مجموعة من الإخوة الفلسطينيين يجلسون في البهو وحينما رأوه قالوا له: (بتشفٍ) - إيه ذوقوا طعم النزوح مثلنا.. فما كان منه إلا أن أجابهم وبنفس (العقلية) ولكنني: (نازح خمس نجوم مش بخيمة زيكم)!! |
لذا ومن هنا فإنني أستطيع القول لأخي (أبي محمد) أن هذه النظرة الجاهلة لا تقتصر على العامة أو الدهماء من الإخوة العرب بل تتعداها وللأسف الشديد إلى المثقفين الذين (يتعمدون) أن ينظروا إلى نظرائهم المثقفين الخليجيين نفس النظرة الاستعلائية (القومية) المتجاهلة ولا أقول الجاهلة، وهذا (الموقف - المأزق) الصعب قد تناولناه أكثر من مرة في مسألة (المركز والأطراف) ولعل صديقنا الدكتور الناقد معجب الزهراني قد تناول هذا الموضوع (المُحزن) في عدة مقالات هامة نشرت في جريدة الشرق الأوسط قبل عدة أعوام سلفت. |
ولنا عودة لهذا الموضوع الشائك مرة أخرى. |
|