الأضحية من شعائر الله التي أمر بتعظيمها {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} وفيها التأسي بسنته صلى الله عليه وسلم، فقد ضحى بكبشين أملحين أقرنين. وبرغم تهاون بعض الناس بالسنن النبوية، إلا أن هذه السنة باقية وراسخة في نفوس الناس كبارهم وصغارهم ومرتبطة بفرحة العيد؛ حتى لتجد الفقراء يستغنون عن شراء ملابس العيد إلا أنهم لا يتخلون مطلقا عن الأضاحي.
وفي كل عام تذبح الأضاحي وتقام الولائم دون تفكير البعض بالحكمة من مشروعيتها، وهي سنة محمودة حين تتوفر فيها الشروط الشرعية كونها عبادة ودلالة على التقوى الخالصة! فمن شروطها الشرعية بلوغها السن المطلوبة، وهي ستة أشهر في الضأن وفي المعز سنة وفي البقر سنتان وفي الإبل خمس سنين. كما يشترط سلامتها من العيوب باعتبار أن الأضحية قربة لله، والله طيب لا يقبل إلا طيباً. مع ضرورة ذبحها في وقتها المحدد، وإذا تم تعيين الأضحية لم يجز بيعها ولا هبتها ويجوز استبدالها بخير منها، وإن ولدت ضُحيَ بولدها معها.
ولا تعفي الشروط الشرعية عن الشروط الصحية، فبرغم حرص الجهات المختصة إلا أنه يلاحظ أحيانا دخول مواشي تعرضت لمواد إشعاعية قد تسبب السرطان، ويدل على ذلك أورام وخراجات تحتوي صديدا وأنزيمات مسببة للمرض عند اختلاطها باللحم وأكلها معه. ويشدد الأطباء البيطريون على إتلاف الذبيحة إذا ظهرت تلك الخراجات لخطورتها، حيث تصبح غير صالحة للأكل؛ فلابد من البحث عن الغدد التي تكّون الخراجات وهي غالبا داخلية لا تظهر إلا بعد تقطيع الأضحية، ويمكن الكشف على الأجزاء الداخلية للخروف بسهولة حيث يكفي معاينة الكبد والرئة لمعرفة وجود أمراض فيها وبالأخص إذا كان هناك التهاب رئوي!
وينبغي إجبار تجار المواشي بالكشف على الأضاحي قبل بيعها على المستهلكين في ظل ارتفاع الأسعار حتى لتتجاوز الألف ريال! وعدم التهاون بذلك والتخلص من أية أضحية يرفضها الطبيب البيطري التابع للأمانة لمخالفتها الشروط الشرعية والصحية. ويلزم تأمين وسائل السلامة العامة لعمال الذبح والسلخ، وتشكيل فرق تفتيش ميدانية لمتابعة مواقع بيع الأضاحي ومنع المخالفات، وعدم السماح بالبيع خارج المواقع المحددة!
وهي فرصة للتذكير بتقليل تناول اللحوم الحمراء لخطورتها؛ حيث أثبتت الدراسات بأن تناول كميات لحوم كبيرة تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة والقولون والمستقيم، لاسيما ممن لديهم مرض السمنة أو ارتفاع السكر أو ضغط الدم أو مرض الكبد الدهني أو النقرس. كما أن الرجال يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بسرطان الكبد والمريء والبنكرياس. وأي تقليل من اللحوم الحمراء والمصنعة يؤدي إلى انخفاض احتمال السرطان في أماكن متعددة. وقد يفرط البعض في أكل اللحوم أثناء العيد أو يطبخونها بطريقة خاطئة، فيفضل سلقها والتخلص من الدهون، حيث الجمع بين البروتينات والدهون في وجبة واحدة يطيل فترة الامتصاص والهضم في المعدة. ويُنصح بتناول السلطة والخضروات مع اللحوم لتمد الجسم بالأنزيمات التي تساعد على الهضم وتزويده بالألياف الغذائية التي تمتص الدهون الزائدة.
جعله الله عيدا سعيدا دون إصابات أو أمراض!!
www.rogaia.ne
ص.ب 260564 الرياض 11342