واجهت جمعية فضيلة نقداً بعيد انطلاقتها.. هناك من رفض الفكرة جملة وقطاعي! لم يناقش ولم ير فيها أية إيجابيات, آخرون تحفظوا على بعض ما جاء في بيان التأسيس! لكني لا اعرف سبباً واضحاً يجعلنا نواجه جمعية أهلية تطوعية تعلن مبادئ تحقق السلم والأمن والطمأنينة الاجتماعية
وتتفق مع ما نريد أن يتعلمه أطفالنا في المدارس بهذا الرفض والنقد البعيد عن المنطقية!! بالطبع لن يسيطر أحد على تدفق الإعلام الهادر من كل حدب وصوب, ولكن لماذا نحجر على الآخرين ونضع العراقيل في طريقهم فقط لأن أفكارهم لم تعجبنا؟! نحن وأي مجتمع بحاجة إلى جمعيات ومؤسسات تعنى بالاهتمام بشؤونه ومن ذلك محاولة ترشيد بث بعض وسائل الإعلام التي يتفق الجميع أن بعضها قد خرج عما تنادي به المواثيق والاتفاقيات الإعلامية!
قد يكون الأسلوب الذي انتهجه مؤسسو (فضيلة) يحتاج إلى إعادة نظر من قبلهم فالعبارات المتسخدمة حادة النبرة يتسرب منها صوت الأمر ممن لا يملك الأمر مما يوحي أن تلك الجمعية قد يكون لها سلطة على القنوات وهذا أمر لا يمكن تطبيقه بحسب ما يريد المؤسسون!
لكننا بحاجة إلى المزيد من مؤسسات المجتمع المدني في كثير من المجالات والتصدي لأي جمعية أو مؤسسة وعرقلة مساعيها والتشكيك في مرجعياتها وأهدافها قد لا يساعد على نشر ثقافة التطوع التي نريد لها أن (تتفشى) بيننا وتستقطب كل ذي خبرة ودراية, وما يضير أي شخص أن تقوم جمعية بالمطالبة بترشيد بث بعض القنوات أو حتى الاعتراض عليها إذا كان ذلك وفق أسس الحوار والمجادلة بالحسنى!
لماذا لا نمنحهم الفرصة وننتظر معهم النتائج! إن المجتمع الحي هو الذي تخرج منه مؤسسات تضبط له مؤسساته الأخرى وتقيم مسارها وتقدم خدماتها تطوعاً دون أن يكون لها أي أهداف مادية..
كل الكتاب قد كتبوا عما تبثه بعض القنوات وكتبوا عن المسلسلات التركية وأثرها على المجتمع و(فضيلة) بالتأكيد جاءت تمثل شريحة كبيرة في المجتمع ولها رأي علينا أن نحترمه ومن واجبنا أن نمنحها الفرصة لتمارس حقها المشروع وذلك أضعف الإيمان!
alhoshanei@hotmail.com