لا إن ما يحصل عليه البعض من تعليم يبقى للأسف مجرد قشرة أو طلاء خارجي لا ينفذ إلى جوهر المتعلم ليؤثر في طريقة تفكيره ويشكل سلوكه وانضباطه ويعزز قدرته على الفعل الإيجابي. فالتعليم أصبح عند البعض مجرد وسيلة للترقي وبلوغ مقامات معينة أو تحقيق وجاهات محددة. دعوني أعرض لكم ثلاثة مواقف فقط أراها تؤكد هذا التصور المتدني لدور التعليم. في الفترة الأخيرة لاحظنا تدافع بعض المتعلمين نحو الحصول على شهادات عليا مضروبة، ومما شجع على ظهور هذه الدعارة الأكاديمية (كما يصفها فهمي هويدي) وجود سوق رائجة للحصول على الشهادة العالية بأقل جهد أو حتى بلا جهد، هنا أصبحت الشهادة العالية مجرد اكسسوار اجتماعي يعزز فرص فوز صاحبها بمكانة اجتماعية وبوظيفة مرموقة. أما الموقف الثاني فتجسد أمامي في اجتماع مجلس أكاديمي رفيع انعقد لمناقشة ظاهرة تأخر الطلاب الصباحي عن الاختبارات النهائية، لقد بدأ اجتماع المجلس المذكور وثلث أعضائه المتعلمين لم يصلوا للاجتماع. أما الموقف الثالث فتجسد أمامي في غياب ثلث القادة التربويين عن برنامجهم التدريبي في اليوم الذي سبق بدء إجازة عيد الأضحى. هذه المواقف المؤلمة تجعلك تشك في أثر تعليمنا على المتعلمين .دعونا نقول كالعادة تلك حالات خاصة.