Al Jazirah NewsPaper Friday  05/12/2008 G Issue 13217
الجمعة 07 ذو الحجة 1429   العدد  13217

معنى ومبنى
شاعر المليون بين الواقع والمأمول

 

الذي يعمل يخطئ والذي لا يتعلم من خطأه أيضا مخطئ من الخطأ نتعلم الطريق الأجمل والأكمل لمعالم النجاح، إن المتأمل لمسابقة شاعر المليون يجدها بذرة جميلة ولكن للأسف لم تنم النمو الطبيعي لعدة عوامل قد نختلف ونتفق في أسبابها ومسبباتها ولكن الأكيد أن هناك نقصا ما يجب أن يعالج لتستمر المسيرة ويسمو الشعر، فالملاحظ أن هذه المسابقة لا تعتمد على رؤية نقدية متبعة وواضحة في تقييم النصوص المطروحة أمامها، مما يفقدها مصداقيتها ويشكك في عدالتها والذي بدوره لا يعطي الصورة الحقيقية والواقع الصادق للنص المطروح على مسامعهم، فتقييم اللجنة يقوم على أهواء شخصية، ونظرة ذاتية كل على حسب حالتها النفسية في تلك اللحظة فمثلا (فالك البيرق، قصيدة جزلة، صح لسانك، إلا نبي شيلة أو موال) هل نعتبر هذا تقييم لجهد شاعر متميز استطاع أن ينال الأفضلية مع 48 شاعراً هذا إن سلم من الكلمات البذيئة والسخرية الواضحة وكلمات التعالي والغرور ومن لم يقتنع يرجع للحلقات المسجلة سواء في التصفيات التمهيدية أو ما بعد الثمانية وأربعين، وهذا يتطلب قبل كل شيء إيجاد آلية نقدية للجنة، كذلك عملية حسب النقاط يجب أن تكون واضحة ومعلنة وفقا لتلك الأهداف المحددة والعناصر الشعرية المعروفة بحيث يأخذ كل عنصر حقه المعروف من النقاط وفقا لتلك العناصر المراد تطبيقها على النص مثل (الوزن وموسيقاه) القافية، المعاني، الألفاظ، الصياغة، التشبيهات والاستعارات، الثقة بالنفس وحسن الأداء (فكل عنصر يحسب له عشر درجات مثلا ويكن هناك مقرر يعلن الدرجة النهائية مباشرة بعد تقييم كل عضو من اللجنة للنص، والسبب الآخر يتعلق بالجمهور حيث إن النسبة الأكبر من الدرجات الممنوحة للنص تقوم على أعلى نسبة تصويت من الجمهور فاعتبره عامل سلبي في نتيجة التصويت، فالجمهور هنا يرسل الرسائل لاتباعهم الرغبة الذاتية وابتعادهم عن الصدق والموضوعية في عملية الترشيح، مما يؤدي إلى دخول عينات لا توجد لديها أي خلفية عن نتاج مرشحها ومستوى تميزه الشعري بل لأنه ابن عم أو حتى أحينا لأنه (كفيلي)!؟ فإتاحة التصويت من قبل الجمهور دليل قاطع على أن القائمين على البرنامج يبحثون عن الكم لا عن الكيف، فهل نعتبر فوز هذا الشاعر أو ذاك بمثل هذه المسابقات يعكس مصداقية الابداع والعطاء الشعري الذي أهله دون غيره للفوز بهذه الجائزة، كذلك آلية توزيع أسماء القبائل على حلقات بطريقة فاضحة وواضحة، مع العلم أن المتلقي أصبح أكثر وعياً لهذا التخبط ومنذ الوهلة الأولى، وهل الفاصل الذي يتخلله غناء صاخب ورقص ماجن أساس لنجاح البرنامج كما أن المنظم الرئيس لهذا الحفل يستطيع ايجاد بدائل أخرى غير استنزاف المشاعر والجيوب مثل النقل الحصري للمسابقة مرئي ومقروء ومسموع، وعن طريق بيع التذاكر، والمجلة المخصصة للبرنامج، والدعايات التجارية التي تتخلل البرنامج؟ فقط انها المتاجرة بالشعر وذبح المشاعر على الطريقة الخليجية..!

وأستطيع أن ألخص ما سبق في أن العائق الوحيد في تقدم البرنامج عدم وجود معيار للنقل والتقييم من قبل اللجنة، والتصويت غير المشروع من قبل رسائل sms.

لقطة ضوء للأمير بدر بن عبدالمحسن

ما هوب صدري.. ذي مداهيل الآهات

وما هوب جفني.. ذي مقابر دموعي

حبيبتي وان قلتها بعض الاوقات

من عزتي.. ما هي ترى من خضوعي

إبراهيم الشتوي

a-alshtwi@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد