عندما تقوم المملكة بخدمة الحجاج فإنها تقوم بذلك انطلاقا من شعورها بالواجب تجاه خدمة الدين، وبالمسؤولية الملقاة على عاتقها نظراً لتشرفها باحتضان أطهر بقاع الأرض قاطبة؛ حيث الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وهي بذلك، لا تعطي اعتباراً للمسائل السياسية، كما لا تسمح بإقحام الحج في هذه المسائل، ولا ترضى بأي حال من الأحوال باستغلال هذا الموسم العظيم للشعارات السياسية والمشاحنات، وغيرها مما يسيء إلى قدسية هذا الموسم وروحانيته.
ولذلك، فإن المملكة تعامل جميع الحجاج سواء قدموا من الداخل أو من الخارج معاملة واحدة، فكلهم ضيوف الرحمن.
وهي عندما تقوم بمشروعات خدمية كتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة كمنطقة رمي الجمرات على سبيل المثال، إنما تقوم بذلك خدمة لجميع ضيوف الرحمن، وليس خدمة لفئة دون أخرى، فالجميع سيستفيد من هذه الخدمات، متى أحسنوا استخدامها بوعي وطمأنينة.
والمملكة لا تقبل أية مزايدات على هذه المسألة، فالجميع يشهد لها بعظيم خدمتها للحجاج سواء قدموا من الشرق أو من الغرب، وسواء أكانوا عربا أو عجما، وكل من قدم للحج في هذا العام أو الأعوام الماضية لمس بنفسه اليسر والسهولة منذ أن يقدِّم أوراقه للحصول على التأشيرة إلى أن يغادر الأراضي المقدسة عائداً إلى وطنه وأهله، وهذا مما شرف الله تعالى به بلادنا بلاد الحرمين.
هذا المبدأ الهام والمتعلق بالمعاملة العادلة والمتساوية لجميع الحجاج يؤكد عليها قادة المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقد أوضح ذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا في معرض إجابته عن سؤال بشأن الحجاج الفلسطينيين، وأكد أن المملكة تعامل الحجاج جميعا معاملة واحدة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، إذ إن جميعهم ضيوف الرحمن.
وفي الحقيقة، أن جميع مظاهر الحج تؤكد على هذه النقطة، فلباس الحجاج واحد، ويقفون على صعيد واحد، ويقومون بأنساك واحدة، وفوق هذا وذاك، فإنهم يعبدون ربَّا واحداَ لا شريك له، ولذلك فإنهم إخوة في الدين، ويبقى على المسلمين جميعاً أن يقدروا هذه الأخوة، وأن يحترموها، وفقما أراد الله جل في علاه.