ذات مساء شعرت بالإحباط وأحجمت عن الكتابة، تسبب في حالتي تلك التي وصلت حد الكآبة عدد من المحبطين والمثبطين لكل جديد وكل تطور، حيث أوهموني باستحالة وصولي لما أصبو إليه، وبلغت أفكارهم تلك من نفسي كل مبلغ، حتى أنني مزقت بعضًا من أوراق كتاب شرعت في تأليفه بعنوان (نساء من المملكة). وبينما أنا في دوامة من الأفكار المتلاطمة، أمسكت ريموت التلفاز بيدٍ متثاقلة، لا ألوي على شيء، ولا أبحث عن قناة بعينها، إذا بوجه سمو الأمير خالد الفيصل يضيء شاشة قناة العربية في برنامج (صراحة). |
في تلك الساعة، والله كأني كنت على موعد مع طبيب في ساعة معينة حددها وهيأها القدر، ولم أتأخر عن هذا الموعد الحدث في حياتي إذ كان محور حديثه -أمد الله في عمره- ثقافة الأمل والتفاؤل والثقة بالنفس، وتثبيط ثقافة الإحباط وقال بالحرف (تفاءلوا، لا تيأسوا، ولا تتأثروا من إحباط المحبطين، المستقبل أمامكم، التطوير ليس صعباً إذا وُجِدت الهمم، أنتم قادرون ويجب أن نتخذ الخطوات). |
قال مقدم البرنامج: المرأة مغيبة، رد صاحب السمو إلا في مؤسستنا، ليست مغيبة أبداً، بل حاضرة حتى في التأسيس. |
ما كان مني بعد هذه الجلسة العلاجية مع طبيبي الماهر إلا أن عُوفيت من سقمي، وعدت إلى قلمي، وعكفت على كتابة الصفحات التي مزقتها، وقلت في نفسي لا بد أن يرى كتابي هذا النور ما دام في بلادي حكومة تحتضن المواهب وتعمل بحماس في مشروع النهضة والتطوير والتقدم، في مؤسسة الفكر والثقافة والحوار. فشكراً سمو الأمير. |
|
|
إنِّي إذا نزل البلاء بصاحبي |
دافعت عنه بناجذي وبمخلبي |
وشددت ساعده الضَّعيف بساعدي |
وسترت منكبه العريّ بمنكبي |
- الشمال |
|