إن من رحمة الله بعباده أن يسر لهم أداء مناسك الحج والعمرة في عهد هذه الدولة المباركة، وذلك بتوفر الأمن ووسائل النقل والمساكن المريحة ووفرة المأكولات والمشروبات وغير ذلك من الخدمات التي تيسر أعمال الحج؛ فيما كان الحجاج قديما يجدون مشقة عظيمة عند السفر لأداء الحج وقد يتعرضون لأخطار تفقدهم حياتهم، ومما انتشر في هذه السنوات حملات الحج التي يسرت للحجاج أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، لكن مما يلاحظ على هذه الحملات أن بعضها يعتمد على الدعاية والإعلان لكسب أكبر عدد ممكن من الحجاج، وحينا يقدم الحاج لا يجد في الواقع ما ذكر في الإعلان وبعضها يعتمد على الترف الزائد والانشغال بتوفير الكماليات بأسعار باهظة مما يكون فيه مدخل للإسراف والتبذير والمباهاة وكسر لقلوب الفقراء وانشغالا بتحصيل الكماليات من المباحات عن أعمال القرب في الحج؛ فالوصية لأرباب هذه الحملات أن يتقوا الله عز وجل ويتخذوا من الصدق شعارا لهم، فإن القليل مع الصدق مبارك فيه والكثير مع الغش والتدليس منزوع البركة، وعليهم أيضا أن يبتعدوا عن الأساليب التي تخدع الناس أو تكون سببا في الإسراف المحرم وإنفاق الأموال الطائلة في غير الوجه الشرعي، وهكذا الحجاج أيضا عليهم أن يتقوا الله ويبتعدوا عن الإسراف الحرام، ولا ينشغلوا بتحصيل الكماليات والانغماس في الترف عن أعمال القرب في هذه الأيام المعدودات التي قد لا يدركها الحاج مرة أخرى.
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، ويتقبل من الحجاج حجهم وصالح أعمالهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
* عضو الجمعية الفقهية السعودية