Al Jazirah NewsPaper Friday  05/12/2008 G Issue 13217
الجمعة 07 ذو الحجة 1429   العدد  13217
حولها ندندن
الإنجاز
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

البشر فئات متنوعة، هناك من يحيا ويموت وما كان مروره في الحياة إلا مرور الكرام الذين لم يتركوا لهم أية بصمة حياتية بناءة، ولكن الأسوأ منهم من يترك بصمته المتوحشة أو المتعفنة، أما أفضل هذه الفئات جميعا فهو الذي يحفر بصمته في صخرة الحياة، فتشيع فيها نوراً وصفاء يضيء سبل المرتادين.

ومن هؤلاء المنجزين الإيجابيين، وهم كثر ولله الحمد الطبيب الناجح نجاحاً غير تقليدي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، الذي وفقه المولى تعالى لخدمة البشرية عبر تفريج كرب الطفولة المعذبة التي ابتليت بداء السيامية الالتصاقي، فساهم في دفع معاناة هؤلاء الأطفال وأهاليهم، الذين يخرجون من المستشفى وهم يلهجون بالدعاء والثناء، وهذا هو الذكر الباقي، ولاسيما أن الله - جلت قدرته - قال في الحديث القدسي: (خلقي هم شهدائي في أرضي).

وقد لمست هذا الحب من الناس ليلة زفاف كريمته الكبرى، حيث رأيتهم يتسابقون إلى تلبية الدعوة وكأنها مناسبة تخصهم، وهم فخورون بمنجزات الدكتور عبدالله ويرون أنها إضافة لصالح ديننا ووطننا، ولا غرو في ذلك فالدكتور الربيعة نشأ في بيت أسرة صالحة متدينة كمعظم الأسر السعودية إلا من أراد أن ينعق خارج سربه، فكان أفرادها حريصين منذ نعومة أظفارهم على صلاة الفجر جماعة التي هي من مقاييس الإيمان الصادق، كما أنه كان الأول على الدفعة الأولى من كلية الطب دلالة تفوقه منذ بداية الطريق.

وبما أنه يقف خلف كل رجل عظيم امرأة قديرة، فإن هذا القول ينطبق على قرينته الفاضلة (أم خالد)، التي وقفت إلى جواره مساندة محبة محتسبة، وذلك طيلة فترات علمه وعمله، كما أن لها دورها المتميز في تربية بناتها اللاتي أنجبتهن وهي في سن صغيرة، وكذلك في نشرها التوعية الأخلاقية والصحية في المجتمع، مثل دور الأم في التربية الصالحة، وأهمية الرضاعة الطبيعية للطفل، وما شابه ذلك.

ليس لي أي هدف من هذا الثناء إلا نشر هذه القدوة الحسنة التي لمستها بنفسي في مواضع عديدة، ورغبتي في شيوعها بين أفراد مجتمعنا رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، كي يفهم الجميع أن (التميز) لا يكون في مخالفة فطرة الدين القويم، أو الخروج عن رأي جماعة المسلمين الصالحين، وأن (الإنجاز) ليس هو الشذوذ عن مسيرة المرأة الوقورة المتزنة الفاعلة.



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد