Al Jazirah NewsPaper Friday  05/12/2008 G Issue 13217
الجمعة 07 ذو الحجة 1429   العدد  13217
بين منافع الدنيا وثواب الآخرة
فريضة الحج.. جامعة عبادات القلب البدن والمال

(الجزيرة) - خاص:

فريضة الحج ركن من أركان الإسلام، تجتمع فيها عبادات القلب والبدن والمال، لإعلان التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، والتجرُّد من زينة الدنيا وزخرفها .. وطلب الثواب والمغفرة.

وفي هذه الفريضة العظيمة أيضاً الكثير من المنافع للمسلم والأمة الإسلامية، من استشعار لمعاني الأخوة الإيمانية، وتجسيد حقيقي للمساواة، وترويض النفس على مقاومة شهواتها .. وغيرها من الفوائد التي تجعل من مناسك الحج جامعة لخير المسلم في الدنيا والآخرة .. حول هذه العبادات والمنافع .. يدور هذا التحقيق ..

حالة واحدة

في البداية يؤكد د. سليمان بن صالح القرعاوي - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء: أنّ العبادات في الإسلام تُعَد من أركانه التي أمر الله المسلمين القيام بها لقوله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً).

وهذه العبادات كلها في المنهج الرباني أمر مقصود للدنيا والآخرة معاً .. سواء أكانت شعائر تعبدية أم نشاطاً حيوياً يقوم به الإنسان، ليست هناك عبادة للآخرة وحدها كما يسبق أحياناً إلى ظن بعض الناس، فقد جاء الإسلام لإصلاح أمر الإنسان في الحياة الدنيا، سواء عقيدته وشريعته، أو عباداته ومعاملاته .. وكل شيء فيه، لقوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}، ولذلك ترتبط الدنيا بالآخرة في كل جزئية من جزئيات هذا الدين، ويعيش الناس في ظله بجوارح عاملة في الحياة الدنيا وقلوب متعلقة بالآخرة.

ومن هذه العبادات عبادة الحج وهي اسم لأفعال مخصوصة من الطواف الفرض والوقوف بعرفة في وقتهما يكون الإنسان محرماً بنيّة الحج سابقاً، وفريضة الحج فيها من الحكم والفوائد الكثير جداً ولعل من أعظمها:

* القيام بحق العبودية لله سبحانه رجاء دخول الجنة مع المتقين الأبرار تحقيقاً لقوله تعالى:

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.

في الحج تقوية للأديان وتهذيب للنفس وتكفير للذنوب، لأنّ المؤمن يتفرغ فيه للعبادة، وذكر الله تعالى، لا تشغله هموم الحياة ولا تفتنه بهارجها الزائلة.

* رجاء الخلاص من أوطار الذنوب والآثام، واستنارة القلب وشفائه من ظلمات المعاصي والفتن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).

* اجتماع الحجاج على عبادة واحدة، وحالة واحدة، يستوي فيها الأمراء والفقراء، وهذا لا ريب موجب للاتحاد والأخوة بينهم.

* تلاقي الحجاج من أصقاع الأرض على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم، يجمعهم دين واحد وصعيد واحد ومبيت واحد.

* في موقف عرفات يتذكر المسلمون الحياة الآخرة وهم يجتمعون بأرض المحشر، وقد تعروا من ملابسهم، وكل بعمله وما قدمه في الدنيا سيجده ماثلاً أمامه يوم القيامة، فطوبى وحسن مآب لمن نال الرضا والغفران.

فوائد متنوعة

من جانبه يقول د. عبد العزيز بن عبد الله الهليل - وكيل كلية أصول الدين بالرياض: لا شك بأن العبادات الشرعية لها فوائد متنوعة تعود على الفرد والمجتمع، وأول هذه الفوائد تحقيق العبودية لله تعالى والاستجابة لأمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .. ومن رحمة الله تعالى بعباده وكريم عطائه لهم أن جعل هذه العبادات أنواعاً متعددة فمنها ما يعود على فاعله بالنفع الديني والدنيوي، ومنها ما يعود على فاعله بالنفع الديني والبدني ومنها ما يجمع بين هذه الأمور كلها .. ولا شك بأنّ المؤمن يؤدي العبادات الشرعية امتثالاً لأمر ربه عز وجل وانقياداً وطاعة لربه ومولاه.

وعبادة الحج كغيرها من العبادات التي تجمع بين النفع البدني والمالي، إضافة إلى النفع الديني والشرعي .. ذلك أنّ عبادة الحج تتعدّد فيها المناسك الشرعية وتتباعد فيها أماكن تلك المناسك مما يتطلب من الحاج أن يبذل جهداً بدنياً عند أدائه لهذه العبادة، وهذا الجهد البدني يعود بالنفع الصحي على الحاج حيث ينشط لديه الدورة الدموية ويقوي عضلاته ويؤدي إلى إخراج الفضلات المترسبة في جسم الإنسان، وقد ذكر الأطباء في عدد من الأبحاث فوائد كثيرة تعود على الحاج من أدائه لعبادة الطواف والسعي ورمي الجمار لا يتسع المقام لذكرها.

أعظم الرياضات البدنية

أما الشيخ إبراهيم بن جاسر الجاسر - رئيس محكمة القريات فيقول: إن العبادات التي شرعها الله لعباده تهدف إلى سمو الأخلاق وتهذيب النفوس واتصالها بالله خالق الكون وواهب الحياة وإلى اجتماع المسلمين وترابطهم واتحادهم وتقوية أواصر الأخوة فيما بينهم، وكذلك تهدف إلى صحة الإنسان ورياضة جمسه وتنشيط عضلاته وتقوية إرادته ومن هذه العبادات، عبادة الحج بطوافه وسعيه والوقوف بعرفة ورمي الجمرات والهدي ونحوها من مناسك الحج، فقد اجتمع في هذه العبادة عبادة القلب والبدن والمال وقد جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جهاد لا قتال فيه ففيه توجه القلب إلى ربه واتصاله به وعقد النية من بلده للسفر بهذا البدن إلى مكة للحج وإنفاق المال الموصل لمكة من زاد وراحلة ومن ثم اتعاب البدن حتى الوصول إليها شرفها الله وأداء مناسك الحج فالحج هو الركن الوحيد بين أركان الإسلام المشترط فيه القدرة والاستطاعة البدنية والمالية، ثم إن أداء مناسك الحج من وقوفهم بعرفة بزمن واحد وأداء نسك واحد وبلباس واحد وفي زمن واحد يدعون رباً واحداً سبحانه مع اختلاف أحوالهم ما بين عربي وعجمي وذكر وأنثى وصغير وكبير وغني وفقير وملك ومملوك وأبيض وأسود، مما يجعلهم كالقلب الواحد في الجسد الواحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

فاجتماعهم هذا يوحدهم ويوجد الترابط فيما بينهم ولو استغله المسلمون لاستفادوا منه خيراً عميماً ولو عرضوا فيه ما ألم بهم من خلاف وشئون سياسية واقتصادية لنجحوا في كثير من أمورهم.

ويضيف الشيخ الجاسر: كما أنّ الحج فيه اتعاب للبدن وهذا التعب هو من أعظم الرياضات البدنية الموجبة لتقوية العضلات وتنشيط حركات الجسم وتعوّده على تحمل المشاق والتعب وإفراز وتجديد الأملاح ونحوها التي في الجسد.

كما أن فيه كما ذكرت سابقاً إنفاق المال مع اتعاب البدن في سبيل الله ولذا سمي جهاداً لا قتال فيه، يعي المسلمون هذا ويستحضرون حين أداء الركن العظيم الذي لم يباهي الله تعالى بأهل عبادة كما باهى بأهل الموقف ولم ير الشيطان أدحر وأخزى كيوم عرفة وما ذاك إلا بعظم الحج وما يؤدى فيه من مناسك.

منافع مجرّدة

أما د. محمد بن عبد الله السحيم - الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، فقال: إن الله خلق الخلق ليعبدوه وجعل غاية الخلق هي عبادته وحده لا شريك له قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وسخّر لهم ما في السموات والأرض ليكون ذلك عوناً لهم على طاعته قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}، ثم شرع لهم من الشرائع المتضمنة لتحقيق مصالح الدنيا والآخرة سواء كانت هذه المصالح في أبدانهم أو في معاشهم أو في آخرتهم وهذه هي الغاية التي من أجلها يعمل العاملون.

والعاقل إذا نظر فيما شرعه الله يجد أنه يحقق السعادة والفلاح في الدارين فالتوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة يريح النفس ويجعل متعلقها واحداً وليس كالكافر المشرك الذي تتشعب نفسه بين آلهة كثيرة قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}، وكذلك في سائر أركان الإسلام من الفوائد والمنن الإلهية التي لا تحصى مما يعود على النفس أو يعود على المجتمع أو يعود على الكون بأسره، إذ من المعلوم أن فعل الصالحات وترك المنكرات يصلح الكون ويبارك في الخيرات ويستنزل المدد الإلهي .. قال تعالى موضحاً أن الطاعات تزيد البركات: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}، وبالمقابل فإنّ كثرة السيئات تفسد الحياة والأحياء قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

ويضيف د. السحيم: والنظر في هذا الباب لا يمكن الإحاطة به ولكن نذكر منه ما يناسب المقام فمن نظر في فوائد الزواج وما يحققه للبشرية من تناسل وتكاثر وسلامة من الأمراض المتعلقة بالعلاقات المحرمة يدرك عظم شأن اللواط والزنى، فكم تكبدت البشرية اليوم من أمراض ومن أرواح ومن أموال بسبب الأمراض الناشئة عن هذه الفواحش القذرة. وعلى هذا فقس بقية المحرمات وبقية الأمور التي شرعها الله لعباده وفي اضدادها.

أما الحديث عن المنافع الدنيوية في الحج، فقد ذكر الله عز وجل ذلك في كتابه فقال جل ثناؤه: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَج عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}. قال ابن جرير - رحمه الله - بعد أن ساق أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية: (وأولى الأقوال بالصواب قول من قال عني بذلك لشيهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضي الله والتجارة وذلك أنّ الله عم لهم منافع جميع ما يشهد له الموسم من منافع الدنيا والآخرة ولم يخصص من ذلك شيئاً من منافعهم بخبر ولا عقل فذلك على العموم في المنافع التي وصفت).

وقد يسأل البعض هل في الحج منافع بدنية دنيوية كتقوية الجسم من خلال المشي والطواف والسعي فأقول إن هذه المنافع تأتي تبعاً للمنافع الأخروية ولا ينبغي قصدها ابتداءً ولو قصد الإنسان الحج وممارسة رياضة المشي فإن أجره أقل ممن قصد الحج لذات الحج بمعنى أنه لم يجعل أمراً آخر شريكاً لنية الحج، مثال آخر يزيد الأمر وضوحاً: لدينا رجل شرع في الطواف لذات الطواف طلباً للأجر، ورجل قال له الطبيب يجب عليك أن تمشي كل يوم 2 كيلو متر فرأى أن الطواف عبادة وفيه مجال للمشي فجعل يطوف كل يوم كذا وكذا سبعاً ليكون قريباً مما أوصاه به الطبيب، فهل يستوي هو ومن قصد الطواف طلباً للأجر الأخروي؟ لا يستويان ولكل خير ونصيب من الأجر، وعلى العموم فالمنافع الدنيوية المجرّدة المترتبة على الأعمال الصالحة لا تقصد لذاتها بل تأتي تبعا للمقصود الأكبر من العبادة وهو تحقيق العبودية، والجزاء على قدر ما يقوم في النفس من التقوى لا على قدر ما ينالها من المشقة، فإن تساويا فللمسلم نصيب من الأجر بقدر نصيبه، لكن شريطة أن لا يتقصد المشقة طلباً للأجر فإن الله غني عن أن يعذب الإنسان نفسه.

رابطة الأخوة

ويؤكد د. عماد بن زهير حافظ - أستاذ الدراسات العليا بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - ما قاله الآخرون - من أنّ للحج مكانة عظيمة في ديننا الحنيف، إذ هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فرضه الله تعالى على المستطيع مرة في عمره، وهو من أفضل العبادات لاشتماله على المال والبدن، قال الحليمي: الحج يجتمع معاني العبادات كلها، فمن حج فكأنما صام وصلى واعتكف وزكى ورابط في سبيل الله وغزا).

وهكذا فبالحج يؤدي العبد لربه شكر النعمة: نعمة المال، ونعمة البدن وعافيته، ويغرس في النفس روح العبودية الكاملة لله تعالى، والخضوع الصادق الأكيد لشرع الله ودينه، قال الكاساني: في الحج إظهار العبودية، وشكر النعمة، أما إظهار العبودية فهو إظهار التذلل للمعبود، وفي الحج ذلك، لأن الحاج في حال إحرامه يظهر الشعث، ويرفض أسباب التزين والارتفاق، ويظهر بصورة عبد سخط عليه مولاه، فيتعرض بسوء حاله لعطف مولاه، وأما شكر النعمة: فلأن العبادات بعضها بدنية وبعضها مالية، والحج عبادة لا تقوم إلا بالبدن والمال، ولهذا لا يجب إلا عند وجود المال، وصحة البدن، فكان فيه شكر النعمتين، وشكر النعمة ليس إلا استعمالها في طاعة المنعم، وشكر النعمة واجب عقلاً وشرعاً.

ويستطرد عماد حافظ: من عظيم فضل الحج أنه يُطهِّر النفس، ويعيدها إلى الصفاء، والإخلاص مما يؤدي إلى تجديد الحياة، ورفع معنويات الإنسان، وتقوية الأمل، وحسن الظن بالله تعالى، كما أن الحج يقوي الإيمان عند العبد، ويعين على تجديد العهد مع الله تعالى، ويساعد على التوبة الخالصة الصدوق، ويهذب النفس، ويرقق المشاعر، ويهيج العواطف نحو الخير والبر والمعروف، هذا وكما أنّ للحج فوائد فردية فكذلك له فوائد جماعية، فهو بلا شك يؤدي إلى تعارف أبناء الأمة على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأوطانهم وإمكان تبادل المنافع الاقتصادية الحرة فيما بينهم، والمذاكرة في شؤون المسلمين العامة وتعاونهم صفاً واحداً أمام أعدائهم، وغير ذلك مما يدخل في قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}، والحج يشعر بقوة الرابطة الأخوية مع المؤمنين في جميع أنحاء الأرض، ويساعد على نشر الدعوة الإسلامية، فهو بحق مؤتمر إسلامي سنوي.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد