في مهرجان الطفل الذي أقيم مؤخراً في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، كان للابتسامة والفرح والمرح مع الطفل في يومه العالمي، والذي حولته وزارة الثقافة والإعلام مشكورة بالتعاون مع إدارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة ومدارس الرياض إلى ستة أيام متواصلة صباحية ومسائية.
كنت سعيداً وحافلات المدارس تصل تباعاً إلى الموقع ويتسابق الطلاب إلى الفعاليات يجرون هنا وهناك في دهشة ولهفة للحصول على أكبر قدر من المتعة، وكنت سعيد أيضاً والآباء والأمهات يمسكون بأيدي أطفالهم بعد صلاة العصر دالفين إلى الفعاليات تتفلت من أيديهم أنامل الأطفال الصغيرة.
لقد قام الزملاء باللجنة المنظمة للمهرجان بالاهتمام بتكثيف الفعاليات على حساب المعروض الجامد. لقد كانت تلك هي مسؤوليتهم المحددة لم يكن لهم أية علاقة بجلب ما هو معروض من أجنحة اكتشفنا بعد افتتاح المهرجان أن عدداً منها لم يكن له علاقة بالطفل! فلقد كانت المؤسسة المتعهدة للوزارة هي من تعاقد مباشرة مع أصحاب الأجنحة بغرض تمويل تأجير القواطع الخاصة بالعرض التي وفرتها للعارضين.
ولذلك كانت هناك ملاحظات للجمهور الكريم اتفق معهم حول عدد منها. وإذا كان الاعتراف بالحق فضيلة فإن قبول الاعتراف أيضاً فضيلة يندب لها.
في مقابل هذا الاعتراف فإن الفعاليات الثقافية والترفيهية نجحت بشكل كبير حيث قدم المسرح التربوي صباحاً بمشاركة مدارس أهلية وحكومية، وقدم مسرح الطفل مساء من خلال فرقة متخصصة وكذلك سينما الطفل وهي من أفلام محلية الصنع وموضوعات كانت مناسبة إلى حد كبير بحسب شهود عيان من الزملاء التربويين! كذلك كان للسيرك حيز من الاهتمام والألعاب في الساحة الخارجية ومسرح العرائس. وكان من أبرز الأجنحة التي تفاعل معها الأطفال المرسم الفني. وكان مهرجان الفرق المسرحية التاسع الذي نظمته وزارة التريبة والتعليم وما قدمه من مسرحيات صباحية ومسائية إضافة مهمة أثرت الفعاليات ونتج عنه تعاون مثمر ومفيد. وشاركت جمعية الثقافة والفنون مشكورة بفرقة (أطفال) استعراضية شعبية قدمت عدداً من ألوان الفلكور الشعبي. ولقد غزتنا في المهرجان عدد من الفرق التي تدعي أن لها علاقة للطفل، وقد تم إيقاف عدد منها من تقديم عروضها التجريبية وبعضها مُنعت بعد تقديم عرضها الأول نظراً لأن طريقة استعراضها ومحتوى ما يقدم كان يحمل بعداً تربوياً غير مناسب. وبمناسبة الفرق أعتقد أنه من الضروري أن يكون لها ترخيص لمزاولة المهنة ولا يُترك الأمر لكل من هب ودب! لقد حققت التجربة الكثير من الأصداء الإيجابية. وبالطبع هناك ملاحظات تم تدوينها لتلافيها من قبل اللجنة التي ستنظم المهرجان القادم. وساهم الإعلام بشكل جيد في إيصال المهرجان إلى الناس، وكانت الجزيرة برعايتها الإعلامية وتخصيص نصف صفحة يومية لمدة ستة أيام خير من أوصل صوت وصورة المهرجان إلى الناس في وقت أصبحت الكثير من صحفنا لا تنظر للطفل وثقافته إلا بقدر ما تكسب منه ومنها!
(*)aljosjanei@hotmail.com