مكة المكرمة - عمار الجبيري:
قام معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين أمس الأول السبت بتسليم كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبد العزيز الشيبي؛ جرياً على العادة السنوية التي تتم في مثل هذا اليوم من كل عام، الذي تُسلَّم فيه الكسوة الجديدة الخارجية للكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام؛ ليتم تركيبها على الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بدلاً من الكسوة الحالية.
وعقب الانتهاء من مراسم الاستلام والتسليم من قِبل معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين وكبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبد العزيز الشيبي تم توقيع المحاضر الخاصة، بعد ذلك أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بُدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح الحصين كلمة رحّب فيها بسدنة بيت الله الحرام، وحيّى الحضور، مؤكداً أن هذه مناسبة عظيمة، تتم في كل عام في غرة شهر ذي الحجة، ويتم فيها تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة لكبير سدنة بيت الله الحرام؛ تمهيداً لتركيبها على الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، واستعرض فيها تاريخ صناعة كسوة الكعبة المشرفة على مدى العصور الماضية وصولاً إلى العهد السعودي الذي تطورت فيه صناعة كسوة الكعبة المشرفة من خلال إنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة الذي يحظى بدعم واهتمام بالغ من ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة.
وأكد حرص ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين والعناية بهما وتطوير عمارتهما وصيانتهما ونظافتهما وتوسعتهما.. مشيراً إلى ما أنفقته الدولة من أموال على الحرمين الشريفين، وما تحظى به الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من دعم مادي ومعنوي مكّنها، وما زال يمكنها، من تحقيق المهام المنوطة بها في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. كما نوه بما يحظى به مصنع كسوة الكعبة المشرفة من اهتمام وعناية من ولاة الأمر وما زُوّد به من إمكانات ومعدات وآليات لصناعة كسوة الكعبة المشرفة، وسأل الله العلي القدير أن يجزي ولاة الأمر خير الجزاء على ما يولونه من اهتمام وعناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما من الزوار والعمار والحجاج.
بعد ذلك أُلقيت كلمة كبير سدنة بيت الله الحرام، ألقاها نيابة عنه الدكتور صالح الشيبي، ورفع فيها الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما يوليانه من اهتمام بالحرمين الشريفين وبالكعبة المشرفة، وعلى ما تقدمه المملكة من خدمات ورعاية شاملة لوفود الرحمن وقاصدي بيت الله الحرام، مؤكداً أن هذا ليس بمستغرب على قادة هذه البلاد التي تتخذ القرآن الكريم دستوراً ونبراساً لها في جميع شؤونها منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى يومنا هذا، عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
ونوّه بما يحظى به مصنع كسوة الكعبة المشرفة من عناية واهتمام من ولاة الأمر - حفظهم الله -، مؤكداً أن صناعة كسوة الكعبة المشرفة وتخصيص مصنع خاص لها منذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - يجسدان مدى اهتمام ولاة الأمر في هذه الدولة بالكعبة المشرفة وبالحرمين الشريفين وبالمقدسات الإسلامية في كل مكان، داعياً الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يحفظها من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة 20 مليون ريال، وتُصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمتراً، وبطول 47 متراً، والمكوّن من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع بالزخارف الإسلامية.