محمد الزهراني - الرياض
أنهى السوق السعودي تعاملاته أمس متراجعاً بنحو 14.44% من إغلاق شهر أكتوبر عند 5537.82 نقطة، مغلقاً تعاملاته عند 4738.14 نقطة، وبهذا الإغلاق يكون المؤشر قد حقق قاعه الثالث على التوالي في الإغلاقات الشهرية من نهاية شهر سبتمبر الماضي والذي يرى الكثير من المحللين أنه إغلاق سلبي جداً حيث إن تتابع القيعان سواء أكانت يومية أو أسبوعية أو شهرية تعني البحث عن قاع آخر جديد، ويرى الكثير منهم أن إغلاق المؤشر بهذا الشكل يمثل خيبة أمل لدى المتداولين ولا سيما أن نقطة الإغلاق ما زالت تحت قاع مايو 2004م.
وقد أنهت السوق المالية تعاملاتها متراجعة بنحو 2.21% وكان قطاع الطاقة والمرافق الخدمية هو الأكثر خسارة بين القطاعات حيث أنهى تعاملاته متراجعاً بأكثر من 5% ولم يستطع السوق مواصلة عطائه بعد جلسة السبت الماضية التي طمأن فيها خادم الحرمين الشريفين المواطنين بمتانة الاقتصاد وقوة الميزانية حيث إن الخوف ما زال مستمراً لدى الكثير من المتداولين، إضافة إلى عزوف البعض الآخر عن الشراء في ظل ترقب أحداث ونتائج الربع الرابع.
وذكر ل(الجزيرة) المستشار المالي والمحلل الاقتصادي قاهر الطاهات أن السوق المالية تنتظر دخول سيولة شرائية فقط وهذه السيولة لم تدخل إلى الآن ، موضحاً أن السيولة الاستثمارية تحتاج إلى دراسة جدوى اقتصادية وأن ذلك يحتاج إلى وقت طويل جداً وانتظار نتائج مالية سواء محلية أو عالمية بعد أن تأكدت من سلامة ثرواتها وميزانياتها ، وأضاف الطاهات أن تصريح خادم الحرمين الشريفين يمنح الطمأنينة ويزرع الثقة في نفوس المستثمرين مما يجعل كبار المستثمرين يعيدون ترتيباتهم وحساباتهم وفق آلية معينة واستراتيجية مدروسة تهدف إلى الربحية بعد التأكد من حجم التأثير الحالي والمستقبلي لأداء الشركات بعد أن تعلن أرباحها للربع الرابع من عام 2008م، ثمّ الربع الأول من عام 2009م، يجب أن تكون النتائج أيضاً مطمئنة وتتضمن ربحية مقنعة ومخاطرة ضئيلة ولن تتضح معالمها إلا مع النتائج النهائية لمعرفة آلية دخول السيولة ومقدار حجمها.
وأشار الطاهات إلى أن سعر برميل البترول وسعر تداوله سيكون لهما تأثير مستقبلي على المدى البعيد حتى وإن كان يرى البعض عدم وجود علاقة بين الأسهم وبين أسعار البترول، ولكن تأثيرها سيظهر على المدى البعيد كون ميزانية الدولة تعتمد اعتماداً كلياً على البترول تقريباً. وأوضح الطاهات أن السوق السعودي تأثر تأثراً واضحاً بسعر البترول خلال الأسبوع الماضي عندما كسر قاع 2007م وهو 50.5 دولار مسجلاً قاعاً جديداً عند 48.25 دولاراً حيث سجل السوق السعودي قاعاً جديداً عند 4223 نقطة، مشيراً إلى أن ذلك يدل على أن هناك علاقة وثيقة بين السوق المالية وبين سعر النفط حتى وإن أنكرها البعض؛ فسعر البترول هو من يحدد ميزانية الدولة ويحدد اقتصادها، وستظهر نتائج سعر البترول تأثيرها على السوق السعودي بالتحديد وعلى المدى البعيد، ولا يمنع أن تسبقه بالإيجاب أو بالسلبية أو تسير معه بخط مواز صعوداً وهبوطاً.
وحول الإغلاق الشهري للسوق السعودي ذكر الطاهات أنه إغلاق سلبي؛ كونه أغلق على قيعان متتالية وعلى نسب متدنية من الإقفالات الشهرية السابقة، ويوحي بنزول قادم، مضيفاً أن السوق سيسير بنطاق عرضي وأفقي ويأخذ مسار الحيرة الأفقية حتى تعلن الشركات المساهمة نتائجها وتمتص السوق النتائج السلبية منها.