أحد أساليب معالجة العلاقات الزوجية والعائلية هو إيجاد تقليد عائلي معين تتشارك في إحيائه العائلة ويكون بوقت معين وبزمن معين. وفوائد هذا التقليد كثيرة فهي تعزز الروابط العائلية وتكشف عن إبداعات أفرادها وتجدد النشاط والحياة الزوجية والعائلية فيها, هذه التقاليد ممكن أن تتشارك فيها العائلة مهما كان عدد أفرادها سواء شخصين (الزوجين) أو عائلة كاملة أو فردين من العائلة أختين أو الأقارب أو الأصحاب. هذا الأسلوب من المعالجة يطور الذكاء العاطفي العائلي ويمنع الشحناء بين الأفراد ويساعد على فهم شخصيات العائلة ويكون فرصة لعرض إمكانيات كل فرد وقدراته. هذه التقاليد ممكن أن تكون علمية (قراءة كتاب, مسابقات, إلقاءات), ترفيهية (مشاريع صغيرة, رسم, إنشاد, الخروج لنزهة, تمثيل, طبخ) دينية (حفظ القرآن أو الأحاديث, إلقاءات دينية), اجتماعية (زيارة قريب وتقديم الهدايا له, يوم الأب, يوم الأم, يوم اليتيم أو المعاقين وغيرهم من المناسبات العالمية) تقوم العائلة باختيار نشاط معين بالإجماع واعتماده كتقليد, مثلا من النشاطات العلمية قراءة كتاب معين ومناقشته ويكون مثلا أسبوع الكتاب، أو إلقاء مفتوح كأن يقوم كل فرد باختيار موضوع معين ويبحث فيه ويقوم بإلقائه مع التوضيح المادي أو مثلا تخصيص يوم معين لإهداء الجدة أو الجد أو تكريم فرد من العائلة أو مثلا يوم الطبخ أو أسبوع الطبخ بأن يقوم كل فرد بتقديم طبق وشرح طريقته ومميزاته وفوائده أو مثلا المشاركة في يوم اليتيم بزيارتهم وتقديم الهدايا لهم وغير ذلك.
البدء بعمل هذا النوع من المعالجة سوف يؤثر تأثيراً قوياً في العلاقة وسوف تكون نتائجه ممتازة وملموسة ولكن في البداية من المحتمل أن تكون صعبة واحتمال ضئيل أن تكون محبطة ولا أتمنى ذلك ولكن من الضروري جدا الاستمرار والإصرار والاتفاق ومناقشة الفكرة, فمن الممكن أن يتعذر أحد أفراد العائلة عن هذا النوع من النشاطات بالانشغال أو بعدم حاجة الأسرة إليها ولكن يجب على رب الأسرة أو المقترح أن يكون مقنعا ومتفهما ويدعو الفرد بأسلوب ذكي لتجربة هذا التقليد مع إمكانية تشكيله حسب ما يناسب هذا الفرد. الدعوة لعمل التقليد يجب أن تكون مميزة كأن يدعو رب الأسرة لاجتماع طارئ على وجبة خفيفة وبدأ النقاش بالسؤال عن الأشياء التي ممكن أن تضيف للعائلة شيئا مميزا أو عن رأي كل فرد عن العائلة وما ينقصها و ما تتميز به وعن ما يجب إظهاره وتطويره في العائلة. أو أن يقوم رب الأسرة بعمل كرت دعوة فيه عبارة مميزة تخص كل فرد, توزع صباحا عند كل غرفة كدعوة على عشاء مميز وبأنه سوف تكون هناك مفاجئة. إذا كانت العائلة تعاني من مشاكل أسرية فيجب البدء إيجابيا وتكريم الأفراد وذكر محاسن كل شخص وما يعنيه للعائلة إذا كان الأب كثير الانشغال أو غير متعاون يجب دعوته بطريقة مميزة عن طريق رسم لوحة عن مدى محبة أبنائه له ومن الأفضل أيضا عدم اختيار وقت أو نشاط يتعارض مع وضع الأب أو الفرد الكثير الانشغال.
هذا النوع من المعالجة هو مهم جدا لمنع التفكك الأسري وكلنا نعلم بأن مشاكل الأمراض النفسية ومشاكل الإدمان والضياع الأسري ما هي إلا نتائج التفكك الأسري, وهو أيضا سهل وممتع و نتائجه مضمونة بإذن الله. وليكن شعارنا جميعا نحن أسرة متماسكة.