لورا دويل لم أكن أعرف عنها شيئاً قبل أن أقرأ عن جمعيتها التي قامت بتأسيسها وأسمتها (جمعية المرأة المستسلمة) والتي لا هدف لها إلا إسعاد الرجل في كل الظروف وجميع الأحوال!
وقد انضم إلى هذه الجمعية الآلاف من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد افتتاح فروع لها في بريطانيا لاقت إقبالاً منقطع النظير من قبل النساء.
هذه الجمعية يقابلها ومن منظور مختلف جمعية مصرية (أسست في شهر مارس من العام الماضي (2007م) اسمها جمعية (سي السيد)، وتضم 620 عضواً كلهم مصريون، وبينهم 23 امرأة!!
هذه الجمعية تسعى إلى تعزيز ما تراه مفاهيم صحيحة لدور الرجال في الأسرة والمجتمع، والمساعدة على إيجاد فرص عمل للعاطلين من الرجال.
رئيس هذه الجمعية المصرية رجل يدعى نعيم أبو عيضة، يعتقد أن تراجع فحولة الرجل جعل المرأة ترفع صوتها عليه!!
هذان الخبران الطريفان عن الجمعيتين (الأطرف) يَدعيان رجلاً مثلي لا يرى للمرأة على الرجل ولا للرجل على المرأة من حقوق إلا ما يراه ويقرره ديننا الحنيف في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدي الصحابة الكرام البررة ومن بعدهم من السلف الصالح دون مزايدات ولا مهاترات كما يظهر بين الحين والآخر، ومثاله ما تبين عن هاتين الجمعيتين، أو ما نراه بين حين وآخر لكتاب وكاتبات في بعض صحفنا أو صحف عربية أخرى.
ولأن المرأة (الزوجة) قد حصلت على كامل حقوقها وزيادة في مجتمعنا وهذا يكاد يكون مجمعا عليه، فهذا يدعونا لوجوب الحديث عن رجال أي أزواج.
لم ينالوا حقوقهم، وهذا برأيي موضوع نادراً ما يتطرق له الكتاب!!
قبل أن أتطرق لبعض نواحي (ظلم الرجال) من قبل زوجاتهم، أود التنبيه على أن باعث بعض النساء على الإقدام على الإجحاف بحق أزواجهن ليس ضعف شخصية وهو أن هؤلاء الرجال بقدر ما هو الصبر والحلم المتناه والمبالغ فيه أحياناً من بعضهم، أو الصبر (احتساباً) منهم على أذى وتقصير هؤلاء الزوجات لأجل لم الشمل وعدم تشتت الأبناء وتفكك الأسرة.
الرجل الذي لا يكاد يمر يوم إلا وقد رفعت الزوجة صوتها عليه، لدرجة أن صوتها يصل إلى ثالث بيت من الجيران وأبعد، أليس مظلوماً؟
الرجل الذي لا يكاد راتبه يصل إلى خمسة آلاف ريال شهرياً، ولا يمر أسبوع أو اقل إلا وقد ضغطت عليه الزوجة المتسلطة وأجبرته على الذهاب إلى السوق وشراء (ما لا يلزم) من الملابس وما ليس ضرورياً من الأشياء، أليس مظلوماً بتبذير الزوجة لماله الذي كد وتعب من أجل الحصول عليه؟
الرجل الذي لديه من القدرة على النكاح أكثر بكثير مما لدى غيره، ويستطيع (مالياً) أن يعدد، ولكن الزوجة بتسلطها وجبروتها تحرمه من هذا الحق المشروع له، أليس مظلوماً؟؟
الرجل الذي (تلزمه) زوجته بهدايا لأهلها أو قريباتها في عديد من المناسبات مع صعوبة ذلك عليه ومعاناته عند شراء هذه الهدايا، بحجة أنه إن لم يفعل ذلك فإنه يهينها (وينزل) من قدرها أمامهم، أليس مقهوراً ومظلوماً؟؟
الرجل الذي لا يرى من زينة امرأته وتجملها إلا عندما تهم بالخروج من البيت إلى حفلة زواج أو زيارة أقرباء أو صديقة، أليس محروماً من أبسط حقوقه؟؟
الرجل الذي سمح لزوجته بالعمل، وضحى في سبيل ذلك بالكثير، فهي تخرج معه صباحاً وتأتي معه ظهراً أو تأتي من بعده، ثم تقابل هذه التضحيات بجحود وبخل متناه؟؟؟، فلا هي شاركت في مصروفات البيت، ولا قدمت هدية في يوم من الأيام ولو على سبيل (جبر الخاطر)، أليس مغبوناً ومظلوماً؟؟
وتعدد صور ظلم النساء لأزواجهن ولا حصر لها في مقال محدود المساحة، ولكني أختم بصورة ظلم النساء لأزواجهن ولا حصر لها في مقال محدود المساحة، ولكني أختم بصورة من أبشع صور ظلم المرأة لزوجها، ولنفسها ديناً ودنيا.
وهو ما تفعله بعض النساء من نشر ألغام مدمرة في طريق زوجها إلى أهله، فبنميمة أو كذبة تجعل الزوج يكره أخاه أو أخته أو أهله أجمعين، فلا يزورهم ولا يجعلهم يزورونه، وبالتالي تقطع الأرحام وتحدث القطيعة والشحناء والبغضاء التي لا أساس ولا مسببات ولا مسوغات لها البتة!!
يقول الشاعر اللبناني قاسم الكستي:
ومن تطيع زوجها وتعدل
تحل في دار الرضا وتنزل
ومن تراها سهلة الأخلاق
مع قومها تعيش بالوفاق
ومن تسوس دارها وأهلها
كان حميد الذكر منسوباً لها
وعندها مودة ورحمة
لزوجها وشكر كل نعمة
وهي عليه لا تكون قاسية
ولا لفضله عليها ناسية
ولحقوقه تكون حافظة
ولرضاه دائماً ملاحظة
وتلزم الصبر إذا خطب ألم
فالصبر في المكروه من حسن الشيم
al-boraidi@hotmail.com