Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/11/2008 G Issue 13211
السبت 01 ذو الحجة 1429   العدد  13211
مستعجل
قضية العالم كله..
عبدالرحمن بن سعد السماري

تفكير الناس هذه الأيام.. لا يخرج عن إطار الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم كله.. ولم يسلم منها دولة واحدة.. سواء كانت فقيرة أو غنية.

مشكلة كبرى.. لم تكن في حسبان أحد.. ولم يتوقع أحد أن يتهاوى الاقتصاد في دول (عظمى) هكذا.. ولكنها آية من آيات الله.

لو قيل لنا قبل أشهر بسيطة إن أزمة كهذه ستحل بالعالم.. ولو نُقل لنا ربع ما جرى قبل أشهر لاتهمنا من يتحدث عنها في عقله.. ولضحكنا عليه ملء شدوقنا.

العالم اليوم (مرتبك) و(يتخبط)، ورغم كل الحلول.. وكل المليارات التي ضُخَّت.. إلا أن العالم ما زال يترنح وسط هذه الأزمة..

يستيقظ الناس صباحاً وهم يبحثون عن الأخبار الجديدة.. يبحثون عن أي خبر ينقلهم إلى حال (التفاؤل)..

يحاولون تأهيل أنفسهم من حال الإحباط والتشاؤم.. إلى حال الاستقرار على الأقل، ولكن الأخبار تتلاحق كل يوم بمصائب أخرى.

بنوك انهارت..

والأسهم تتهاوى..

والأوضاع الاقتصادية في دول كبرى.. تترنح.. والمستقبل ما زال مظلماً.

التحليلات الاقتصادية تتضارب، والأخبار تتداخل.. ومفهوم الناس لهذا الحدث.. ما زال متبايناً..

هناك من يرى أن المسألة بسيطة.. وأن القضية كلها شهران أو ثلاثة أو سنة على الأكثر.. ثم تعود الأمور إلى مجاريها.

وهناك من يرى أن المسألة (مطولة) لسنوات.. وأن العالم سيشهد كساداً وانهياراً وركوداً.. لا أحد يعلم نهايته.

أسهمنا .. وصلت إلى قاع القاع.. وما زالت تبحث عن قاع آخر، وأكثر من (35) شركة وصلت إلى أقل من القيمة الدفترية.

والعقار وتجار العقار.. تترجف قلوبهم.. وخصوصاً من اشترى الأمتار بالآلاف.. طمعاً في المزيد من الألوف والملايين..

بعض المكاتب العقارية.. أغلقت.. وبعضها.. يفتح ويُغلق دون أن يمر به أحد.. حتى ولو من باب السؤال.

صحيح أوضاعنا الاقتصادية حسب الأرقام والمؤشرات.. وضعها سليم.. واقتصادنا في مأمن من هذه الأزمة.

وصحيح.. أن كل المؤشرات تؤكد سلامة أوضاعنا.. وأن أمورنا بألف خير.. ولكن الناس ما زالت خائفة.. وهذا الخوف.. هو الذي دمَّر سوق أسهمنا.

الأخبار الاقتصادية.. سبقت اليوم الأخبار السياسية، ونسي العالم كله.. الأحداث ومناطق الأحداث.. وانشغل في همه الاقتصادي.

حتى خبراء الاقتصاد.. صارت تحليلاتهم متضاربة متباينة.. ولم يعد يعرف المتلقي أين وكيف هي الحقيقة؟

الأزمة الاقتصادية.. أخذت من اهتمام الناس.. وصارت هي الهمّ اليومي حتى للناس البسطاء.. حتى الفقراء في العالم.. صاروا جزءاً من هذه القضية.

ربما هذه.. هي أول قضية تهمّ العالم كله، وينشغل بها العالم كله.. وتصبح هي همّ العالم كله.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد