Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/11/2008 G Issue 13211
السبت 01 ذو الحجة 1429   العدد  13211
أعدها الباحث سلمان العُمري وشملت (550) شاباً
دراسة ميدانية جديدة عن (ظاهرة التدخين) تطالب بوضع إستراتيجية لمكافحة التدخين على مستوى المملكة

الجزيرة - الرياض

حذرت دراسة متخصصة من انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي بنسبة تزداد بشكل خاص مما يستدعي دق نواقيس الخطر خاصة لدى شريحة الشباب التي يُعوَّل عليها في بناء مستقبل الأمة، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ستة ملايين مدخن في المملكة، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى عشرة ملايين مدخن عام 2020م، وأن المملكة تمثل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد المدخنين فيها من المواطنين والمقيمين يحرقون ما يزيد على (12) مليار ريال كل عام على الدخان.

جاء ذلك في دراسة ميدانية عن عوامل التدخين وآثاره وأبعاده الإنسانية التي أعدها الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، وضمها في كتاب تحت عنوان: (ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي) بلغ عدد صفحاته (230) صفحة من الحجم المتوسط.

وأوصت الدراسة بضرورة تنظيم برامج في المدرسة بوجه خاص لتوعية الآباء وأولياء الأمور بأضرار التدخين وأهمية متابعة أولادهم ومراقبتهم كإجراء وقائي للحيلولة دون انجرافهم في هذه العادة.

وشددت الدارسة على ضرورة تنظيم حملة وطنية شاملة للوقاية ومكافحة ظاهرة التدخين تشمل جميع منابع هذه العادة تشترك فيها جميع الوزارات التي لها علاقة بهذا الأمر، منها وزارة الصحة، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة التعليم العالي، ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإعلام، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، بحيث تشمل هذه الحملة رفع أسعار السجائر ومتطلبات التدخين، وعلاج المدخنين، والتركيز على الجانب الوقائي من تنظيم محاضرات وندوات في النوادي ووسائل الإعلام المختلفة التي تبين مضار التدخين على مختلف المستويات. كما طالبت الدراسة بإجراء دراسة شاملة عن ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي تشمل الإناث بالإضافة إلى الذكور في مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، إلى جانب ذلك دعت إلى ضرورة تنظيم برامج للمساعدة في الإقلاع عن التدخين وذلك من خلال تنظيم معارض للتوعية بأضرار التدخين، وإصدار الكتيبات والنشرات، والملصقات بالإضافة إلى إنشاء عيادات خاصة بإشراف وزارة الصحة في المواقع التي تسودها هذه الظاهرة على نطاق واسع، حيث تبين أن أغلبية المبحوثين ونسبتهم (63.96%) لديهم الرغبة في الإقلاع عن التدخين.

وكشفت دراسة الباحث سلمان العُمري أن أكثر الأمراض انتشاراً لدى أفراد العينة (والبالغ عددها (555) من شرائح اجتماعية واقتصادية مختلفة) بسبب التدخين هي أمراض الجهاز التنفسي بنسبة (12.6%) من العينة يليها السعال بنسبة (6.31%) ثم الغثيان بنسبة (5.41%)، ثم التهاب الشعب الهوائية بنسبة (4.5%)، ونصحت الدراسة بوضع خطة عامة للإقلاع عن التدخين ومكافحته على مختلف المستويات، منها يجب على الفرد حتى يتمكن من التغلب على عادة التدخين السلبية استخدام عادات صحية بديلة مثل: شرب الكثير من الماء والعصائر، وتجنب مقابلة الأصدقاء المدخنين والأماكن التي يتم فيها التدخين، وممارسة الرياضة والذهاب إلى الأماكن التي لا يسمح فيها بالتدخين، والابتعاد عن بعض العادات التي كان يمارسها المدخن في السابق أثناء التدخين، وقبل ذلك تقوى الله تعالى وتوفر الإرادة القوية التي يدعمها التقرب إلى الله - عز وجل -.

وأبانت الدراسة أن ما نسبته (79.28%) من العينة يدخنون السجائر، و(10.81%) منهم يدخنون المعسل، يليها الشيشة بنسبة (8.1%)، وأن أكبر نسبة من العينة يدخنون (20) مرة يومياً بنسبة (27.03%) يليهم من يدخنون عشر مرات بنسبة (16.23%) ثم مرتين بنسبة (10.81%)، مشيرة إلى أن أقوى العوامل المشجعة على التجربة الأولى من التدخين هي إغراء وتشجيع الزملاء والرفاق بنسبة (29.73%)، ثم التجربة الشخصية بنسبة (21.62%) ثم التشجيع وتقليد أحد أفراد الأسرة بنسبة (16.22%) ثم رغبة في التقليد واكتشاف التجربة بنسبة (11.17%)، كما بينت الدراسة أن (37.84%) من العينة يعانون من مشكلات شخصية، أو أسرية، أو اجتماعية، ونسبة (60.36%) من العينة لا يعانون منها، كما أن مشكلة الأسرة هي الأكبر نسبة التي يعاني منها المدخنون بلغت (19.82%)، تليها مشكلات أخرى بنسبة (6.36%)، ثم مشكلات مع الأصدقاء بنسبة (5.41%) ثم مشكلات مع الزوجة ومشكلات مالية بنسبة (3.6%) لكل منهما، وأشارت الدراسة إلى أن جميع مفردات العينة من الموظفين في القطاع الخاص أو العام، ويمثلون معاً (77.48%)، وجميع أفراد العينة باستثناء شريحة صغيرة (1.8%) من المتعلمين ويمثل الحاصلون على ثانوية عامة فما فوق نسبة (85.6%).

وأظهرت الدراسة أن أقوى العوامل المشجعة على التجربة من التدخين هي إغراء وتشجيع الزملاء والرفاق بنسبة (29.73%)، ثم التجربة الشخصية بنسبة (21.62%)، ثم تشجيع وتقليد أحد أفراد الأسرة بنسبة (16.22%) ثم الرغبة في زيادة الثقة بالنفس وتأكيد الذات بنسبة (12.61%)، ثم رغبة في التقليد واكتشاف أسرار التجربة. وأكد الأستاذ العُمري في دراسته العلمية أن المنزل يمارس دوره في التركيز على أضرار التدخين بوسائل غير مباشرة بعيداً عن فرض العقوبات القاسية على الأبناء، وكذلك على الإدارة المدرسية أن تراقب عن كثب مجموعة الطلبة محل الشبهة وخاصة ما يعرف بالشلة لأن الطالب يتعلم التدخين من خلال تقليد أصحابه، كما يجب منع المعلمين من التدخين حتى في غرف استراحاتهم وذلك للحفاظ على صورة المعلم القدوة في أعين الطلبة، ومن المهم القيام ببرامج للتوعية في المدرسة بحيث تكون هذه البرامج جزءاً من دروس الطلبة الموضوعة والمدرجة ضمن البرامج التعليمية فهذا يساعد على الحد من استفحال هذه الظاهرة الخطيرة. وأبانت الدراسة أن مكافحة التدخين على مستوى الدولة والمجتمع والمنظمات الإقليمية تكون بالقيام بحملة توعية نشطة تتضمن المطبوعات والإعلانات في وسائل الإعلام المختلفة




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد