الجزيرة - ندى محمد الربيعة:
في إطار الأسبوع التوعوي المقام بجامعة الملك سعود بعليشه تحت شعار (وطن بلا مخدرات) للإدارة العامة لمكافحة المخدرات فقد خصص يوم الثلاثاء للتوعية بأضرار التدخين، وذلك باستضافة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين والتي شاركت بالتعاون مع الكلية الصحية التابعة لجامعة الملك سعود بفقرات عديدة وإعداد برنامج شيق بدأ بكلمة للأستاذة مهجة الهاشمي رحبت فيها بالحضور وعرفت بالجمعية وبهدفها الإنساني وهو التوعية عن مضار التدخين وعواقبه الوخيمة من أمراض خطيرة، وأضافت بأن القسم النسوي للجمعية الخيرية حقق نتائج جيده بفضل الله ثم بفضل الخيرين والتجاوب الذي لقيناه من السيدات والفتيات في بلادنا.
وأكدت الأستاذة مهجة على أن الجمعية يسرها أن تقوم بمساعدة كل من ترغب المساعدة وسنضع يدينا في يديها حتى تصل إلى بر الأمان وذلك بالإقلاع عن عادة التدخين، وبختام كلمتها قدمت شكرها لعمادة كلية الآداب والقائمات عليها وكذلك الكلية الصحية على المشاركة بإعداد برنامج اليوم من مسرحية وفقرات وهدايا بإشراف الدكتورة الهام السندي وغيرهم من ساهم في إعداد هذا العمل التوعوي كما شكرت إدارة النشاط بمركز الدراسات الجامعية بعليشة أ. سمية عبد العزيز العميرة (مشرفة الأنشطة الطلابية بالجامعة).
كما ألقت الدكتورة إلهام سندي كلمة رحبت فيها بطالبات الجامعة وبالحضور وعرفت بالكلية الصحية وبأقسامها ثم آذنت ببدء عرض المسرحية التثقيفية التوعوية والتي تفاعلت معها الطالبات والحضور، ثم تلى المسرحية محاضرة تثقيفية للأستاذة فاطمة الجار الله (مشرفة الأنشطة بالكلية الصحية) دخلت فيها إلى قلوب الفتيات بشكل مرغوب وأوضحت وبطريقة مبسطة كيف أن المخدرات تعتبر الطريق البطيء للموت، وبعد هذه المحاضرة تم عرض فيلمين كارتونيين هادفين تم على أثرهما فتح باب الأسئلة توزيع الهدايا الرمزية المقدمة من الكلية الصحية.
بعد هذا اعتلت الأستاذة هناء الفريح من المديرية العامة لمكافحة المخدرات والأستاذة مهجة الهاشمي (مديرة القسم النسائي بالجمعية) لتوزيع الهدايا القيمة المقدمة من الشركة الراعية آجل العقارية.
بدأت فعاليات يوم الأربعاء والأخير بمحاضرة للأستاذة عواطف محمد الدريبي (الباحثة الاجتماعية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات).
بعد هذه المحاضرة تقدمت السيدة مها (مدمنة تائبة) لتتحدث عن واقعها المرير في عالم الإدمان وكيف انتصرت على ذاتها وغلبت ظروفها القاسية فهي تستحق عدة ألقاب أطلقنها عليها طالبات الجامعة مثل المتحدية والشجاعة والقوية وغيرها من الألقاب التشجيعية، وقد كانت للجزيرة وقفة مع مها (التائبة) حيث تحدثت عن بداية إدمانها وقالت تعرفت على المخدرات عن طريق زوجي الذي أوهمني بأنها مواد منشطة وفيتامينات ولم أكن سابقاً أعلم عنها شيئاً بسبب الجهل، لقد عانيت وأطفالي معاناة لا أستطيع وصفها وحينما أجلس وأفكر أندم على فعلتي وأستنكر قيامي بتعاطي المخدر أطفالي كانوا صغارا وأراهم أمامي يعانون من الحالة النفسية والتخبط في الشارع عرايا ويبكون من الجوع كنت أتألم من جهتين من جهة الإدمان ومن جهة حسرة أم على أطفالها، وإحساسي بالضعف وعدم قيامي بواجباتي تجاههم كأم حقيقية يجعلني أستمر في تعاطي الهيروين وحينما أحصل على النقود أصرفها على إبر الهيروين.
وأردفت الأخت مها قائلة بأن زوجها لم يكن يعي ما يدور حوله فأولاده كانوا عرضةً للخطر والمجرمين وتجار المخدرات.. وفي سؤالنا لها عن قرار العلاج هل كان عن قناعة شخصية أم بضغط من طرف آخر تقو ل مها بأن هذا القرار اتخذته بنفسي وذهبت لمستشفى الأمل برغبة مني طلباً للعلاج ولم يستمر العلاج مدة طويلة بل شهر كي يتم سحب المواد المخدرة عن جسدي وزوجي وقتها دخل فترة للعلاج ولكن انتكس وعاود الرجوع للإدمان وأنا الآن لا أعلم عنه شيئاً وأنتظر الطلاق منه..
وعن شعورها وهي تتحدث أمام جمع غفير من الطالبات والحضور عن معاناتها مع الإدمان قالت: أشعر بأني أود أن دخل كل بيت وأنصح وأوعي الأهل ولو كان بيدي أن أقف بالشارع وأنصح الجميع وأتكلم بصوت عال وأقول إن مدمن المخدرات يعتبر معرى ومجرد من كل شيء، فأنا عشت هذا الشعور وكل يوم تزيد فيها التضحيات والخسائر ستكون اكبر وأحمد الله على أنني رجعت للصواب قبل أن افقد كرامتي وشرفي وأبنائي.. بعد حديثها صفقت لها الحاضرات تصفيقا حاراً ينم عن إعجابهن بقدرتها على التحدي وعدم الاستسلام ثم بدأن بطرح الأسئلة والنقاش معها ثم توزيع الهدايا التي كانت عبارة عن كروت جلسات مجانية لأحد مراكز التجميل وأجهزة جوال وجهاز لاب توب.
كان لدور إدارة النشاط بمركز الدراسات الجامعية بعليشة دور مهم وبارز في هذه الحملة (وطن بلا مخدرات) وقد استضفنا الأستاذة سمية عبد العزيز العميرة (مشرفة الأنشطة الطلابية بالجامعة) لتحدثنا عن دورهم منذ بداية الحملة وتقول: بداية الحملة كانت منذ بداية الفصل الدراسي وتم التنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات وإدارة النشاط بدعم من عمادة شؤون الطلاب والدكتورة الجازي الشبيكي (عميدة مركز الدراسات الجامعية) تم التنسيق على أن يكون هناك أسبوع يحتوي على معرض ومحاضرات توعوية ونشرات وبروشورات توزع على جميع مرافق المركز وتم تحديد تاريخ بداية قيام الحملة ونشر بطاقات دعوة للطالبات وتوزيع شعار الحملة على مرافق المركز وتوزيع الإعلانات الخارجية للمركز وأيضاً توزيع نشرات توعوية خلفها رقم خاص لكل طالبة سحب على الجوائز المقدمة من الشركة الراعية وكذلك إعداد المكاتبات وتعميم على بعض الأستاذات وأعضاء هيئة التدريس لتشجيع الطالبات لحضور المحاضرات والمعرض.
وقالت: قمنا بعمل خطة توعوية لهذا الأسبوع منذ العام الماضي وباجتماعنا منذ حوالي الشهر تقريباً مع الدكتورة الجازي الشبيكي والأستاذة سمية العميرة والأستاذة هند الدهمش اقترحنا أن تكون مدة الحملة أسبوعا لأن اليوم الواحد لن يعطي نتائج داخل جامعة أعداد طالباتها كبير وبعدها تم الاتفاق على الخطة وباقتراح من مديرة الجامعة بما أن التدخين يعتبر بوابة الإدمان الأولى فلماذا لا يكون هناك يوم للتوعية بأضرار التدخين بعدها قمنا بالتنسيق مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين ورحبوا بالمشاركة مشكورين.
وبناءً على هذه الحملة فهناك اتفاق مبدئي مع الجامعة لعمل ورش عمل للكادر التعليمي من المرشدات الطلابيات للجامعة وتدريبهم على كيفية التعامل مع الحالات في حال اكتشاف مدمنة، أيضاً جاءتنا عدة اتصالات من إدارة الجامعة بالملز يطالبون بعمل أسبوع آخر مماثل من وطن بلا مخدرات بالملز فنحن لا نرفض أبداً طلبات المشاركة بالتوعية لتعم الفائدة على أفراد المجتمع بكافة طبقاته وشرائحه والنتيجة من كل هذه الحملات أن وردتنا الكثير من البلاغات وواجهنا طالبات في بداية التعاطي والدخول في عالم المخدرات. وهذا يدل على بلوغ الهدف من التوعية وأردفت الأستاذة هناء الفريح قائلةً إنه من خلال المحاضرات لا حظنا تفاعل الطالبات باختلاف المواد المعروضة وأيضاً تركنا مجال النقاش المفتوح والأسئلة والاستفسارات في يومين مخصصين للمعرض لنتعرف على ماذا يعصف بخلدهن لنستطيع أن نقدمه لهن في المرة القادمة فهذه تعتبر تجربتنا الأولى التي نقيم فيها أسبوعا توعويا في الجامعة فمن خلال النتائج التي سنستخلصها من هذه الحملة سنطبقها في الحملات القادمة وستكون بطريقة مختلفة لنرغبها لدى طالبات الجامعة.. وتضيف: إن البعض منهن يردن معرفة معلومات عامة وجزء يبحث عن الإثارة وجزء لا يعرف الكثير عن المخدرات فتأتي لزيادة التثقيف ونود من خلال هذا الأسبوع أن يصل صوتنا للجميع..
وعن تفاعل الفتيات ومدى استجابتهن لبرامج هذه الحملة استضفنا عددا من الطالبات اللاتي دعمن الحملة بحضورهن للمحاضرات ومشاهدة المعرض وفي البداية معنا الطالبة أحلام اليوسف وتقول حضرت أكثر المحاضرات واستفدت منها الكثير وأرى أن المحاضرات كانت شاملة بجميع النواحي ومما ميزها أنها لم تكن مكررة بل أن كل محاضرة تحكي عن جانب قيم ومعين وبالنسبة لي أصبحت اهتم وأدقق في اختياري لصديقاتي واهتم بتصرفاتهم لأن الإنسان ربما يقع في أمر ما من غير أن يدرك والحقيقة أهنئ الجامعة على استقبالها المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وأشكر مكافحة المخدرات بأن جعلوا الحملة مدتها أسبوع خصوصاً أن هذا الموضوع يستحق أن يلقى عليه الضوء فمثلاً بعض المحاضرات إن لم تستطع طالبة الحضور تلتها المحاضرة في اليوم الآخر والجامعة تحتاج أكثر من غيرها للتوعية ولإقامة مثل هذه الأسابيع التوعوية والتثقيفية.
شذا فهد السالم والعنود عبدالعزيز آل الشيخ من الطالبات الحريصات على حضور محاضرات الحملة والاستفادة منها قدر الإمكان، ولذلك تحدثن عن رأيهن وقالوا لا نستطيع حصر حجم الفوائد التي استخلصناها من هذه الحملة وأولها اطلاعنا على أسماء بعض أنواع المخدرات التي لم نكن نعرفها أو سمعنا عنها من قبل وكيف نستدل عليها وأوضحوا لنا كيف أن التجار والمروجين أصبحوا يروجون لها وكأنها شيء عادي جداً فقد يستعملها الشخص وهو لا يعلم عنها كما حصل للتائبة مها أيضاً شاهدنا بعض أنواع المخدرات واستدللنا على كيفية التعرف على المدمن وفي حال علمنا انه مدمن كيف نتعامل معه وكيف نستخدم السرية الايجابية في هذا الموضوع وأيضاً ما هي العوامل التي حفزت الشخص لتعاطي هذه السموم من ضعف الشخصية وعدم رقابة وأسباب كثيرة والحقيقة نشكر الجميع على ما بذلوه فهذا بحد ذاته علم.
فيما عبرت الهنوف وأفنان فهد العصيمي وروان الربيعه عن رأيهن بالأسبوع التوعوي والمحاضرات بأنها كانت مشوقة والصور التي عرضت كانت مؤثرة في النفوس وتترك أثر حتى لمن يحاول الدخول في هذا العالم لأنها تعتبر قوية على النفس، ومن المفترض أن نركز أكثر على العلاقات الأسرية وكيف نعود الفتاة والشاب أن يتحمل ويخرج نفسه من الوسط السيئ ولا يجعل الظروف الاجتماعية السيئة شماعة يعلق عليها فشله أو إدمانه أو عدم مقدرته على إكمال مسيرته في الحياة.. صحيح أنه من الأسباب ولكنه ليس مبررا والواجب علينا التركيز أثناء التعليم في الصغر فهي اللبنة الأساسية والشيء الآخر التركيز على أن يكون للإنسان شخصيته المستقلة ويكون مؤثرا لا متأثرا وتابع بحيث يأتي احد ويؤثر عليه بكلمات سهله أن يجرب هذا النوع من المخدرات كنوع من المنشطات أو المهدئات وغيره وهذه نقطة مهمة بحيث أننا ننشئ في الطالب القدرة على اتخاذ قراراته بنفسه بدون تأثير من الآخرين ونحن في نشكر للمديرية العامة لمكافحة المخدرات على هذه الجهود التي يبذلونها. ورجاؤنا ألا يبخلوا علينا بمثل هذه الحملات فنحن دائماً بحاجة للتوعية المستمرة.