الرياض - محمد الزهراني:
تتجه أنظار المتداولين والمتعاملين في سوق المال إلى شاشة التداول في مراقبة لصيقة لمعرفة ما ستسفر عنه نتائج إغلاق شهر نوفمبر الحالي والذي ستكون آخر جلساته غدا الاحد.
ويتطلع الكثيرمن المتداولين إلى معرفة مناطق الإقفال ومقارنتها مع قاع مايو 2004م والتي مازال المؤشر يتداول نقاطه تحتها في ظل اضطراب تحليلات حول اتخاذ قرارات يسميها البعض بالقرارات الحاسمة والشجاعة في ظل دخول السوق شهره الأخير من العام الحالي ونهاية ربعه الرابع الذي يتوافق مع ايقاف تداول اعضاء مجلس إدارة الشركات المساهمة بالإضافة إلى اجازة عيد الأضحى. وهذا الامر اصبح مصدر قلق لدى الكثيرين كون سوق الاسهم سيتوقف لمدة خمس جلسات تداول والتي تعادل 9 أيام من شهر ديسمبر في ظل تسارع الأخبار العالمية حول الركود والكساد الاقتصادي العالمي والذي قد يكون عائقا لحركة الكثير من الأسواق العالمية خلال نهاية العام ونتائج الربع الرابع بالتحديد!
وحول إغلاق الأسبوع الماضي في سوق الاسهم السعودي وتقييم أادائه قال المستشار الاقتصادي والمالي ورئيس مجموعة (أدك) للاستشارات الاقتصادية والمالية الدكتور علي دقاق (للجزيرة) إن الإقفال كان سيئا جدا وبكل المقاييس مستشهدا بتدني السيولة واحجام التداول التي اعقبت جلسة الإثنين عندما ارتد السوق بنحو 6.21 %.
ويرى الدقاق ان الارتداد وهمي بسيولة انتهازية هدفها صناعة موجات ارتداية لتحقيق ارباح لا تتعدى الـ 15 % وبإستراتيجية مدروسة بواسطة سلاسل زمنية تحاول ان تؤجل من كسر حاجز الـ 4000 في ظل التقلبات الاقتصادية المحيطة وتزامنها مع قرب نهاية عام 2008م والربع الرابع الذي لا يفصلنا عن نهايته سوى عشرين جلسة تقريبا، وصفها الدقاق بغير الكافية لتحقيق إغلاق ايجابي مقارنة بالأعوام السابقة.
وأضاف الدقاق إن إغلاق المؤشر تحت حاجز 4437 نقطة والذي يمثل اغلاق عام 2003 م يفرض علينا كإقتصاديين وخبراء اسواق مالية ان نقول ان آداء السوق كان اداء ضعيف جدا وان هناك احتمالية كبيرة في ان يختبر السوق إغلاق عام 2002م والتي تعادل 2518 نقطة، وأشار إلى ان طرح شركة الإتصالات السعودية وتداولها في 25 - يناير - 2003م قد يجعل من 2945 نقطة هي نقطة ارتداد قوية قد تكون بديلا لإغلاق عام 2002م حسب دراسة تحليلية قام بها مكتبه.
واختتم الدقاق بأن كل ما ذكر يعد افتراضية قائمة في حالة كسر 4223 والإغلاق تحتها لأكثر من جلستين متتاليتين وينتفي بتواتر اخبار ايجابية تنعش الأسواق العالمية والمحلية مع مصاحبة سيولة متزايدة بشكل تدريجي وبعلاقة طردية مع حركة المؤشر واحجام التداول.
من جهته ذكر المحلل المالي خالد الشليل مدير مركز الإبداع للتدريب والتنمية الإدارية إن السوق ما زال سيئا للغاية وليس هناك شيء يدعو للتفائل طالما المؤشر يتداول تحت4900 والتي تمثل قاع مايو 2004م، واضاف الشليل ان الثقة اصبحت معدومة طالما ان المؤشر لم يحترم قاع انهيار مايو وكسره بسرعة فائقة دون محاولة دعمه دعما واضحا؛ مؤكدا ان هناك عوامل حقيقية مؤثرة ولكن للأسف لا يوجد شفافية واضحة لتفسير ما يحدث.
واستبعد الشليل ان يكون للعامل النفسي أي تأثير على أداء السوق كون الأسهم تتداول على اسعار متدنية لم تكن تخطر ببال أحد وخاصة تلك الأسهم القيادية وذات المراكز المالية القوية والتي تتداول تحت القيمة الإسمية (10 ريالات) وقال خالد الشليل (ما يحدث في السوق حاليا ماهو الا مجرد دفع ضريبة الإنطلاقة الصاروخية التي استمرت من نهاية تصحيح مايو 2004 حتى انهيار فبراير 2006م دون تصحيح فعلي وزمني للمؤشرات في ظل تدفق السيولة الخارجية في تلك الفترة).
واختتم الشليل بأن هناك قمما تاريخية قوية جدا ترجع إلى عامي 2003 و 2002 سيحترمها المؤشر وأن الفرج قد قرب.