برلين - د ب أ:
اعترف وزير العمل الألماني أولاف شولتز بصعوبة موقف سوق العمل في ألمانيا وتوقع شطب الكثير من الوظائف أو عدم القدرة على الحصول على وظائف جديدة في البلاد.
وأكد الوزير الخميس أن تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ستلقي بظلالها على سوق العمل في ألمانيا خلال الفترة المقبلة وأشار إلى تمديد الحكومة فترات سداد أجور العمل لفترات قصيرة إلى 18 شهراً فضلا عن زيادة أماكن مواصلة التدريب وعدد مكاتب وسطاء العمل.
تأتي تصريحات الوزير على الرغم من إعلان مكتب الإحصاء الألماني الخميس أن عدد العاطلين في البلاد تراجع بأكثر من المتوقع خلال شهر نوفمبر الجاري.وبأخذ الاعتبارات الموسمية في الاعتبار، فقد تراجع عدد العاطلين في أكبر اقتصاديات القارة الأوروبية بواقع 10 آلاف شخص ليصل إلى أكثر من 3 ملايين عاطل.
وتمثل البطالة مؤشرا على حدوث تباطؤ اقتصادي مع تحذير رئيس مكتب العمل الاتحادي فرانك يورجين فايسه من أنه من المرجح قريبا أن يؤثر التباطؤ الاقتصادي سلبا على سوق العمالة الألمانية. ورغم التراجع في عدد العاطلين خلال الشهر الجاري، يرى خبراء الاقتصاد أن عددهم في ألمانيا سيتزايد خلال الأشهر المقبلة مع إعلان الشركات بالفعل عن عمليات تسريح وخفض الإنتاج.
وكان معهد اقتصاد السيارات الألماني حذر الأسبوع الماضي من أن صناعة السيارات الألمانية يمكن أن تشكل تهديدا بتسريح ما يصل إلى 60 ألف عامل خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب تقديرات رابطة صناعة السيارات الألمانية (في دي أيه)، هناك وظيفة بين كل ثمانية وظائف في ألمانيا ترتبط بصناعة السيارات. كما أنه من المرجح أن تشكل أفاق زيادة فقدان الوظائف في السوق الألمانية وكذلك أسواق العمالة الأخرى في دول منطقة اليورو المؤلفة من 15 دولة ضغوطا على البنك المركزي الأوروبي للإقدام على خفض أسعار الفائدة بمقدار كبير خلال اجتماعه المزمع الأسبوع المقبل.
وحذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومقرها باريس الأسبوع الماضي من احتمال إلغاء 700 ألف وظيفة في ألمانيا بنهاية عام 2010 حيث إن البلاد تواجه أكبر تباطؤ اقتصادي لها منذ عام 1949م. وقال وزير المالية الألماني بير شتاينبروك الأسبوع الجاري إن اقتصاد البلاد قد يواجه انكماشاً العام المقبل بنسبة تصل إلى 1% قبل خطط الإنعاش الاقتصادي الضخمة التي تم الإعلان عنها خلال الأسابيع القليلة الماضية من جانب حكومات عدد من الدول حول العالم أثرها على النمو خلال النصف الثاني من العام.