Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/11/2008 G Issue 13211
السبت 01 ذو الحجة 1429   العدد  13211
فاصل إعلامي
الإعلام والأزمات
محمد إبراهيم الماضي

حياة الإنسان على هذه الأرض عبارة عن سلسلة متواصلة من الأزمات والمشاكل فما أن ينتهي الإنسان من مواجهة مشكلة ما حتى تبرز له مشكلة أخرى وهكذا دواليك. فالمحن التي تمر بالإنسان في دنياه تمثل جزءاً طبيعياً في مسيرة الإنسان في هذه الدنيا المتقلبة والتي تشهد اليوم متغيرات خطيرة وأحداث سريعة تعصف بعالمنا المعاصر بشكل تكاد معه الأنفاس أن تتقطع خاصة وقد أصبح هذا العالم متشابك الأهداف والمصالح بشكل غير مسبوق، فيما يعرف بالعولمة الاقتصادية، فما أن تحدث مشكلة ما أو أزمة في إحدى الدول حتى ولو كانت بعيدة، إذ سرعان ما يشعر بها بقية سكان العالم بأسره في التو واللحظة بفضل وسائل الاتصال الحديثة وثورة المعلومات الهائلة التي ساهمتا في تقليص المسافات، وهو ما أدى بدوره إلى سرعة ذيوع وانتشار أخبار الحروب والكوارث الطبيعية، وأخيراً الهزات المالية المريعة، كما حدث أخيراً في الولايات المتحدة وأصبح الشغل الشاغل لشعوب الدنيا بأسرها وهو الحدث الكبير الذي بدأت نعاني من ذيوله كثير من الشعوب والأفراد والدول. هذه الأحداث الخطيرة ألقت بظلالها السوداء على حياة الإنسان المعاصر وجعلته يقف أمامها حائراً وذاهلاً لا يعرف كيف يتصرف ولا كيف يواجهها حتى يخرج منها بأقل الخسائر الممكنة، في ظل هذا الواقع المخيف والحيرة الشديدة يتجلى دور الإعلام البارز والمهم في مثل هذه الأحداث في التوجيه وإدارة الأزمات بشكل يقلل من الخسائر وتداعيات الحدث إلى الحد الأدنى المقبول. ما الذي يريده الإنسان من الإعلام وقت وقوع الأزمات الكبرى؟

يريد الإنسان من هذا الإعلام أن يقدم له الوضع كما هو على حقيقة بدون تهويل ولا تهوين ثم بعد ذلك يريد من هذا الإعلام أن يقدم له شرحا وافيا وبسيطا ومفهوما، مفهوم يشرّح الأزمة بشكلها الحقيقي ثم بعد ذلك يريد الإنسان من هذا الإعلام أن يقدم له المعلومة الصحيحة والخبر الموثوق والرأي العلمي حتى يستطيع أن يتخذ الإنسان قراراته وفق أسس صحيحة. يريد الإنسان أن يجد أجوبة شافية لأسئلته الكثيرة حول الأزمة، يريد أن يعرف ويحيط بكل ملابسات الأزمة وبكل تأثيراتها وتداعياتها الخطيرة، كما يريد أن يعرف أبعاد الأزمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما يريد أن يعرف تأثيراتها المباشرة عليه شخصياً ثم بعد ذلك يريد أن يعرف رأي المتخصصين، كل في مجاله، يريد أن يستمع إلى آراء علمية ولا يريد أن يستمع إلى آراء عامة أو أحاديث ضبابية غير مفهومة، فليس هذا وقت الحديث لمجرد الحديث، أخيراً يريد هذا الإنسان أن يعرف الحقيقة فقط حتى وإن كانت هذه الحقيقة مرة وقاسية.

مستشار إعلامي


Malmadi777@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد