في زمن الطلب كان بعضنا من مبتعثي (معهد الإدارة) إلى أمريكا يُسمي تخصص (الإدارة العامة): رضا الوالدين، استسهالاً لدراسته مقارنة بتخصصات أخرى.
* كنّا نتجنّى بلا ريب؛ فالإدارة عِلمٌ مرَّ ويمر بمراحل تطوير وتغيير شاملة، ومن يقرأ لعالِم الإدارة الأشهر (بيتر دركر 1909 - 2005م) وخصوصاً كتابيه (مجتمع ما بعد الرأسمالية وتحديات الإدارة في القرن الواحد والعشرين) سيرى تشابك العلوم المعرفيّة: الاجتماعية والتقنية لتقديم إدارة عاشت الحداثة وتجاوزتها إلى (نظريات ما بعد الحداثة)، كما عُرضت في كتاب (تشارلزفوكس وهيوميلر)، وهو ما أثبته عالِم هندسة الإدارة الأشهر جيمس تشامبي في كتابه (إعادة هندسة الإدارة) مُكمِّلاً كتابه الذائع (إعادة هندسة الشركات)؛ الذي تُرجم لكثير من اللغات وبيع منه أكثر من مليوني نسخة (الكتب مترجمة عن معهد الإدارة).
* علمٌ يقابله جهل حيناً وتجاهلٌ أحياناً، ونفتش -في مؤسساتنا التنموية- عن إدارة تعتمد التحديث فإذا بنا لم نصل بعد إلى الحداثة فضلاً عن أن نتخطاها، ولم ندخل في معارك التقليد والتجديد التي لا يزال الوسطُ الثقافي يعاني من رواسبها، ولا ندري كيف سنواجهها في واقعٍ معاشي لا تخيُّلي.
* نحتاج إلى تثقيف قياديينا بمتغيِّرات العالم الإدارية عبر إلزامهم (حتى الوزراء منهم) بالانضواء في حلقات وقراءات علمية تطبيقية مُركَّزة قد نصل بعدها إلى إدراك أن العالم يتحرك من حولنا غير آبهٍ بتوقفنا عند شرح سعادته وتوجيه معاليه، كما يحتاجُ ناشئتنا إلى أن يخرجوا من دوار الحوار حول المرأة والهيئة وثالوث الدين والسياسة والجنس ليدخلوا مع العالم؛ حيث اليوم لا يستنسخ الأمس ولا يكرره الغد.
* الإدارة مشكلة وحل.
*Ibrturkia@hotmail.com