Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/11/2008 G Issue 13211
السبت 01 ذو الحجة 1429   العدد  13211
هذه الخطوات تعزز حقوق المرأة السعودية
عبد الله بن راشد السنيدي

(النساء شقائق الرجال)، حديث نبوي شريف ردده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - في أكثر من مناسبة وهو دليل على حرصه على تنفيذ الحكم الإسلامي الوارد في هذا الحديث الشريف وهو يعني أن المرأة في الإسلام كالرجل..

.. بالنسبة للحقوق والالتزامات باستثناء الأمور التي لا تتناسب مع طبيعة المرأة وكرامتها وعقيدتها، فالرسول صلى الله عليه وسلم كرم المرأة وحفظ لها كرامتها وإنسانيتها وما تقدمه من عمل وجهد لمجتمعها، فقد أثنى عليه الصلاة والسلام على زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لغزارة علمها وذكائها، فقال للمسلمين (خذوا دينكم عن هذه الحميرا) يقصد السيدة عائشة كما أثنى على نساء الأنصار قائلا: (نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين)، كما أنه استقبل عليه الصلاة والسلام الشاعرة العربية المشهورة (الخنساء) واستمع إلى شعرها بل إن شعرها قد أعجبه عليه الصلاة والسلام وكان كلما سمع جزءا من شعرها حثها على المزيد منه بقوله صلى الله عليه وسلم (هيه يا خناس).

ومن هذا المنطلق اهتمت بلادنا بالمرأة وتعليمها وحفظ حقوقها واحترام إنسانيتها ففي سنة 1380هـ دخلت المرأة السعودية بابا واسعا من أبواب التاريخ عندما قرر الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - بداية التعليم النظامي للفتاة السعودية رغم وجود من يعارض ذلك حينذاك انطلاقا من العادات والتقاليد التي كانوا يعيشونها وليس من الدين على الإطلاق، ذلك أن عقيدتنا الإسلامية جاءت بالحنيفية السمحة وباحترام حقوق الإنسان سواء كان امرأة أم رجل، بل إن ديننا الحنيف حفظ حقوق المخلوقات الأخرى من غير الإنسانية كالدواب والنبات والطرقات، فقد حث الإسلام عند تذكية الحيوان البدء باسم الله عز وجل لما يؤديه ذلك من الطمأنينة ثم التذكية بطريقة مريحة ثم عدم إطلاق الحيوان حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة بخلاف ما نشاهده اليوم في الكثير من الدول التي تلجأ إلى طرق قاسية في تذكية الحيوان كالصعق الكهربائي والخنق ونحوها.

وبالنسبة لحفظ الإسلام لحق النبات فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث شريف في هذا الشأن وهو: (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم شجرة فلا يتركها حتى يغرسها)، بالرغم من أن تلك المرحلة تمثل اللحظات الأخيرة للحياة على الأرض، وبالنسبة لحق الطريق فقد حدده عليه الصلاة والسلام في ثلاث خصال حميدة وهي رد السلام وغض البصر وإماطة الأذى.

ومن مظاهر حرص بلادنا بقيادة الملك عبدالله - حفظه الله - على حقوق المرأة ما صدر عنه -أيده الله- مؤخرا حول إزالة العقبات التي تواجه المرأة في رفع ما لديها من دعاوى للقضاء حيث وجه -رعاه الله- بالآتي:

- إيجاد أقسام نسائية في المحاكم وكتابات العدل وبإشراف إدارة نسائية مستقلة.

- تزويد المرأة بصورة من جميع الوثائق التي تخصها كالوثائق المالية وعقد النكاح حماية لحقوقها.

- معالجة أي مماطلة تتعلق بحقوق المرأة في المحاكم أو غيرها.

- منع أي عنف تتعرض له المرأة من ولي أمرها أو أحد محارمها بسبب قيامها برفع دعواها وتوقيع العقوبة المناسبة لمن يقوم بذلك.

- ضرورة قيام الجهة الإدارية المختصة بمتابعة تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بشأن المرأة ورصد حالات التهاون والتسويف والتعطيل لهذه الأحكام.

- العمل على توسيع دائرة وعي المرأة بحقوقها من وسائل التوعية المختصة.

إذا فإن حقوق المرأة السعودية سواء في مجال التعليم أو غيره تعتبر محل الحرص والتقدير من حكومتنا - أيدها الله - ولقد أثبتت الأيام أن قرار الدولة بتعليم المرأة كان حكيما وصائبا، فالمرأة المتعلمة اليوم تساهم في تطور وتقدم بلادنا كما يساعدها ذلك على تربية جيل واع ومدرك لحقوقه وواجباته تجاه دينه ووطنه، فلولا تعليم المرأة السعودية لكانت بلادنا معتمدة حتى الآن في إدارة المرافق النسوية كالمدارس والجامعات والمستشفيات وبدرجة كبيرة على الخبرات غير السعودية في تعليم الفتاة السعودية ومعالجة المرأة السعودية.

لقد توج خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - مؤخرا حقوق المرأة في بلادنا بالبدء في إنشاء الجامعات الخاصة بالبنات عندما وضع حجر الأساس لأولى هذه الجامعات التي أطلقت عليها وزارة التعليم العالي مسمى (جامعة الملك عبدالله للبنات بالرياض)، فقام - رعاه الله - في لفتة أخرى تصب في تعزيز حقوق المرأة بتسميتها (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات بالرياض) وذلك لجهود الأميرة نورة وهي الأخت الكبرى للملك المؤسس - رحمهما الله - وعمة الملك عبدالله وإخوانه الكرام في مرحلة التأسيس حيث كانت دائما مصدر تشجيع وطمأنينة للملك عبدالعزيز وهو في مشوار التأسيس، فقد كانت تطمئنه عندما يحصل له تراجع في إحدى خطوات التأسيس بقولها (إذا فاتت هذه لن تفوت الثانية بإذن الله). وكان الملك عبدالعزيز تقديرا منه لشقيقته الوفية يتفاءل باسمها عند حدوث أحد المواقف الحرجة بقوله (أنا أخو نورة).

لقد دأبت الرئاسة العامة لتعليم البنات ثم وزارة التربية والتعليم بعد أن دمجت فيها على عدم تسمية مدارس التعليم العام للبنات والاكتفاء بالأرقام ولعل بادرة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة بتسمية أولى جامعة البنات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تحفز وزارة التربية والتعليم على تسمية مدارس البنات في التعليم العام بأسماء الرياديات في العصور الإسلامية، وفي عصرنا الحاضر كأسماء أمهات المؤمنين وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابيات الجليلات وممن ساهمن في إثراء الحياة الأدبية والعلمية والاجتماعية في مختلف العصور الإسلامية.

الوكيل المساعد للمراجعة بوزارة الخدمة المدنية
Asunaidi@mcs.gov.sa



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد