Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/11/2008 G Issue 13211
السبت 01 ذو الحجة 1429   العدد  13211

جداول
ثقافة الاستهلاك ودعوة إلى تقليد الغرب..!
حمد بن عبدالله القاضي

 

رغم موجات الغلاء في كل شيء ألا تلاحظون - مع الأسف- أنه لم يتغير فينا شيء، فالإسراف -لا زال- (على ودنه)! والحاويات ما فتئت تستقبل الأطنان من الفضلات وبقايا الموائد.

ليتنا هنا نقتدي بالغربيين.. الذين ينفقون باعتدال ويضعون المعقولة على طاولاتهم بترشيد.

يؤلمني أن أقول إن الغربيين اتبعوا الأمر القرآني الكريم أكثر من المسلمين فهم إذا أكلوا أو شربوا لم يسرفوا كما أمر الله.

انظروا إلى البيوت.. لا تزال المطابخ تطبخ أكثر مما يحتاجه أهل البيت، وربما أن 50% مما تم طبخه يذهب رأساً إلى (سلال الفضلات) و(الحسّابة تحسب)، ليس على رب البيت بل وعلى اقتصاد الوطن.

والكميات التي يطلبها الزبائن بالمطاعم والتي يبقى أكثرها على الطاولات يكون مصيرها الحاويات.. بل انظروا في المطاعم إلى (كميات الخبز) مثلاً التي تقدمها المطاعم للزبائن التي لا يؤكل منها إلا القليل وكلنا ندرك شبح (نقص الطحين) الذي أطل علينا أكثر من مرة.

وأخيراً انظروا إلى حفلاتنا وعزائمنا.. ماذا عن حجم الإسراف فيها بدءاً من تلال الرز وجبال اللحوم وصولاً إلى عشرات الكيلات من الحلويات والفواكه.

حتى (البوفيه) هو الآخر لم يسلم من الإسراف.. لقد قلدنا الغرب في تقليد (البوفيه) ونعم التقليد لو أخذناه على الأصول لكن قلدناهم بإسرافنا شكلاً ولم نقلدهم به مضموناً.

إننا نستخدم البوفيه لكن ونحن متمسكون بثقافة (المفاطيح) التي أرجو ألا تكون جزءاً من (خصوصيتنا)!.

إننا -فعلاً- نتعامل مع (البوفيه) لكن بطريقة (سدح المفطحات) على هذا البوفيه (وخوش بوفيه).

إننا بدلاً من أن نستخدم (البوفيه) للتوفير ووضع المقادير المعقولة على طاولات البوفيه نقلنا إليه ثقافة الإسراف والاستهلاك التي اعدتنا عليها - ويا لبئس العادة-!.

لقد بدؤوا في بعض دول أوروبا يقننون حتى (البوفيه) حيث يتم وضع أنواع الطعام على البوفيه ليختار المرء ما يريد، لمنع الإسراف وأخذ الإنسان أكثر من حاجته بسبب وجود (البوفيه) عنده مفتوحاً على (صحونه) فإنهم بدؤوا (يزنون) ما يأخذه الزبون من الأطباق الرئيسية، وفي هذا ترشيد لما يتم وضعه على (البوفيه)، كما أن فيه رسالة للزبون بألا يأخذ إلا بقدر حاجته بدلا من بقاء 40% أو 50% مما بهذه الصحون ليكون مصيره (السلال)!

ترى متى سوف نغير أنماطنا الاستهلاكية كما تساءل الكاتب الاقتصادي أ. سلطان المالك في الملحق الاقتصادي بهذه الصحيفة.

إنني أستشرف أن نغير من ثقافة وعادات الاستهلاك في منازلنا وحفلاتنا وأسفارنا وفي ذلك اتباع للتعاليم السماوية وتوفير للجيوب فضلاً عما في ذلك من الإسهام في تخفيض الأسعار وعدم نقص المواد!

والله المستعان!

***

=2=

قناة الاقتصادية نجاح ومواكبة..!!

** لعل كثرة القنوات جعلت بعض المشاهدين -وأنا واحد منهم- لا أتابع ما تعرضه إلا قليلاً فضلاً عن أنني ممن يجنح إلى حبر الورقة أكثر من ميله إلى لون الشاشة!.

من هنا فإنني إذا سمح وقتي أتابع بعض البرامج وبعض القنوات التي أجد فيها شيئاً يثري عقلي أو يمتع قلبي، أما المسلسلات فأنا علمي بها محصور في مسلسل واحد ومن رمضان إلى رمضان و(بركة)!.

من القنوات التي تشدني (قناة الاقتصادية) بحيوية طرحها ومواكبة برامجها لما يجدّ على خارطة المجتمع اقتصاداً وثقافة وشأناً اجتماعياً.

لقد خطت هذه (القناة) خلال الفترة الأخيرة خطوات جيدة بدءاً مما بدأه مديرها السابق أ. عبدالعزيز الرويشد من خطوات تطويرية ثم جاء سلفه الأديب أ. جاسر بن عبدالله الجاسر الذي انطلق بها خطوة متقدمة إلى الأمام بدعم وتشجيع أصحاب هذه القناة.

ولقد شاهدت وشاركت في عديد من برامجها ولمست نجاحها ومتابعة كثير من المشاهدين لها مثل برنامجها الحيوي (هذا اليوم) وبرنامج (قانون المجتمع).

تحية لقناة (الاقتصادية) ومزيداً من العطاء والنجاح.

***

=3=

إعجاب ولكن!

** ضحكت بألم وأنا أقلب في إحدى المجلات وإذا بي أجد فيها مقالاً تحت توقيع (لينين) إلخ..

ترى ماذا أراد أبو هذا الكاتب عندما سمّى ابنه العربي المسلم بهذا الاسم.

هل هو الانخداع بشعارات الشيوعية ورموزها وقتذاك؟

ماذا ترى قال هذا المخدوع بعد انهيار الشيوعية على رؤوس أبنائها والمزمرين لها بالشرق والغرب.

إنه لم يبق من إعجاب هذا الأب بالزعيم الشيوعي سوى الجناية الكبرى التي جناها على ابنه..!.

***

=4=

آخر الجداول

للشاعرة: فدوى طوقان:

(سل الدرب كم جئت غبَّ النوى

أجر الخطى في الغروب الحزين

وحولي من الذكريات الخوالي

طيوف تثير لهيب الحنين

أخاف تكرّ عليها الليالي

وتُدفن تحت ركام السنين!!)

فاكس 014565576 الرياض 11499 - ص ب 40104

hamad.alkadi@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5009 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد