إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «مسؤول الشؤون الرياضية بالحياة طلال آل الشيخ» فماذا قال..
* مدير تحرير.. نائب رئيس اتحاد الصحافة الرياضية العربي.. تعمل بلجنة الفيفا التي تعنى بكأس العالم للأندية.. مستشار ومحلّل في art.. كل هذه المناصب والمسؤوليات عن ماذا يبحث طلال آل الشيخ؟ وكيف توازن وتركّز بين كل هذه الأعمال؟
- هناك إجابة نموذجية لهذا السؤال وكليشة استخدمها الكثيرون غيري لكن بوضوح تام كل مناصبي تدور في فلك واحد هو الرياضة، فأنا لا أعمل في مجالات مختلفة وبالتالي فكل خبرة أستقيها في دوائر العمل الرياضي تساعدني في أداء مهامي في جانب آخر. وللمعلومية فمن الطبيعي أن تبذل قصارى جهدك لتقديم أعمال عدة لكن العالم العربي لم يعتد على هذا النمط وهناك ربما آخرون غيري يقدمون أعمالاً بارزة في عدة مجالات لكن لا تسلّط الأضواء على تداخلات أعمالهم أو تعددها.
أنا عملت بجد واجتهاد ونجحت في أن أعمل في مناصب مميزة مديراً للتحرير ورئيساً لناد هو النادي الأكثر شهرة بنموذجيته ونائباً لرئيس اتحاد عربي، وعملت في لجان آسيوية كروية وأخيراً عملت في الاتحاد الدولي لكرة القدم وأعتقد أنها كلها مناصب أفتخر بها، وأي شخص عمل بها يفتخر بها، وكلها جهات ومنظمات قارية ودولية العمل بها يسجل في بند النجاحات الشخصية التي لا يجب أن تكون مثار (انتقاد) من قِبل الآخرين كما هو حاصل الآن في الوسط المحلي، بل على العكس كان يجب أن تكون مثار إعجاب ومديح.
وعموماً أعتقد أنني السعودي الوحيد الذي استطاع الحصول على مناصب رفيعة ومهمة في الاتجاهات الثلاث دولياً عبر (الفيفا) وآسيوياً من خلال المجلس الأولمبي وعربياً عبر الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وهي مناصب لا تُحسب لي فحسب وإنما لوطني أولاً وأخيراً.
* أنت متهم بأنك تكتب بأسماء مستعارة وأخرى نسائية في رياضة الحياة ما ردك؟
- أولاً لا أجد مبرراً لذلك. ثانياً الأسماء المستعارة موضة قديمة وانتهت.
* لا تبدو الأجواء صحية في نادي الشباب.. لماذا؟ وبمناسبة الحديث عن الشباب هل ما زالت علاقتك متوترة مع البلطان؟
- علاقتي مع البلطان سمن على عسل، واختلاف وجهات النظر بيننا لا يعني أن علاقتنا متوترة إطلاقاً، بيني وبينه اتصالات متواصلة وأنا كرئيس سابق وعضو شرف حالي أقف مع نادي الشباب ورئيسه، وبالمناسبة فهو قدَّم عملاً كبيراً في نادي الشباب لا يمكن لأي شخص أن يغفله وخصوصاً على صعيد تطوير منشآت ومعسكرات النادي.
* منذ رحيلك عن رئاسة الشباب لم تزر النادي إلا بعد ظهور أزمة البلطان مع اللاعبين.. لماذا؟
- أولاً سؤالك غير دقيق، فأنا زرت الشباب أكثر من مرة لكنها زيارات قليلة، وقلت لك سابقاً إن علاقتي بالبلطان متينة وإن الاتصالات بيننا قائمة وتوقّعت أن يكون هناك تأويل لتلك الزيارة قبل أن أقوم بها لكن لمعلوماتك فإن الزيارة تمت بالتنسيق مع البلطان شخصياً، ونحن كشبابيين تعوّدنا دائماً أن تكون مصلحة الكيان الشبابي هي الأولى والأهم وهذا لا يعني أبداً أن هناك مشكلة بيني وبين البلطان ولكن حتى وإن كانت هناك (أم المعارك) بيننا ففي هذه المواقف سأنسى كل شيء من أجل مصلحة الشباب.
* هل صحيح أنك تستعين بالزميل منصور الجبرتي لكتابة بعض مقالاتك؟
- حتى لو قبلت أنا شخصياً بأن يكتب لي الزميل منصور الجبرتي فلا أعتقد أنه سيقبل بذلك، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لو كنت سأطلب من أحد أن يكتب مقالاتي فسيكون الزميل عائض الحربي لأنه قلم جميل أغبطه على روعة حروفه.
ولكني أقرّ أن معظم مقالاتي وكتاباتي أتناقش فيها مع الزملاء وخصوصاً الزميلين عائض الحربي ومنصور الجبرتي، وبالمناسبة فهما من يجيزان مقالاتي قبل النشر.
* يتهمك البعض بتجميع الأصحاب والزملاء المقرّبين منك في المحيط الصحافي في القسم الرياضي ب(الحياة) على حساب العمل المهني.. ما تعليقك؟
- هذه التهمة سبق أن طالت كثيرين في الوسط الرياضي ومنهم الزميل العزيز والقدير محمد العبدي مع الزميلين عبد الكريم الجاسر وعبدالعزيز الهدلق.
أعرف أنك تقصد بهذا الحديث الزميل صالح الداود وهو من أهم الاكتشافات الصحافية، فهو تعب كثيراً على نفسه ونجح في تطوير قدراته الكتابية ليس بشهادتي الشخصية وإنما بشهادة زملاء عديدين، وبصراحة أنا شخصياً ذهلت بالنجاح الذي حققه ويعود الفضل في ذلك إلى إصراره وتعاون الزملاء معه الذين وجهوه في بداياته وخصوصاً الزميل عائض الحربي. أما بقية من وجدوا في القسم فعلاقتي بهم لم تبدأ قبل الحياة وإنما تعزّزت أثناء عملنا معاً في صحيفة الحياة باستثناء صالح الداود.
وكما قلت فهذا الاتهام يلاحق كل مسئولي الصحف وبالنسبة لي أو حتى لأي شخص يتولى مسئولية صحيفة لا أعتقد أنه سيضحي بالعمل المهني من أجل (الأصحاب والزملاء).
* هل كانت بطولة كأس العالم للأندية بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لك؟
- المسألة ليست فيها بعير وليست فيها قشة، القضية برمتها أن هناك الكثيرين ممن وجدوها فرصة للنواح. وبالعكس كشفت لي الكثير من (الوجوه) واستفدت منها أكثر مما تضرّرت منها.
* المتتبع لمسيرة الأجهزة الإدارية لمنتخبات المملكة: الناشئين، الشباب والأولمبي يلحظ تتابع استقالات المشرفين والإداريين لأسباب غير واضحة، هل لك أن تطلعنا على أسباب مثل هذه الاستقالات بحكم قربك منهم؟
- أولاً هي ليست بالظاهرة ولو عددت الذين ابتعدوا أو استقالوا فلن تجدهم أكثر ممن ابتعدوا أو استقالوا في الأندية.
في المقابل أيضاً أتمنى أن تعرف أن العمل في مجال المنتخبات السنية غير مجز من الناحية المادية، إضافةً إلى أنه عمل متعب ومضن ويتطلب جهداً كبيراً وتحملاً لانتقادات الإعلام والصحافة، وإذا ما جمعت كل هذه العوامل فلن تجده عملاً جذاباً ولك أن تعرف أيضاً أن الإداريين الموجدين في المنتخب ينالون أقل بكثير مما يناله نظراؤهم في الأندية واسألوا عن حادثة مفاوضات المنتخبات السنية للإداري إبراهيم العيسى.
* واصلت منتخبات الأولمبي والناشئين والشباب إخفاقاتها.. ما الأسباب من وجهة نظرك؟
- هناك أكثر من سبب؛ فعدم وجود مسابقات سنية متنوّعة وتختص بالبراعم من مختلف الأعمار، ومن جانب آخر فالأندية تتحمل جزءاً من المسئولية بعدم اهتمامها بالفئات السنية وعدم بذلها المجهود الذي تستحقه. وهناك البيروقراطية الإدارية وعدم وجود مدارس كروية والدور الذي يجب أن تبذله وزارة التربية والتعليم.
وأنا شخصياً أعرف من واقع تجربتي الإدارية أن هناك دعماً كبيراً لمن يعملون في الفئات السنية من قِبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل ولكن هذا الدعم الإستراتيجي والبارز لا يكفي وحده ما لم يكن هناك تكاتف من الجميع. وشهادة للحق فعندما عملنا في لجنة المنتخبات مع الأمير نواف بن فيصل وجدنا الكثير من بعد النظر لديه .
* كيف ترى قرار إشهار قناة الليث الشبابية فضائياً؟ وما نوع الجدوى الاقتصادية التي ستعود على الشباب على الرغم من أن جماهيريته لا تقارن بالأربعة الكبار؟
- جماهيرية الشباب قادمة في الطريق بوجود النجوم والبطولات، وهناك أهداف إستراتيجية قد لا تبدو للبعض واضحة الآن لكني واثق أن القناة ستكون يوماً من أبرز القنوات الجماهيرية إذا أديرت بشكل احترافي.
* اتهمك الزميل سعود عبد العزيز عندما استضفناه في هذه الزاوية الأسبوعية بأن جمعك للمناصب المتعددة أشبه بهواية جمع الطوابع.. ما تعليقك؟
- لا أحب التقليل من أصحاب الهوايات فأنا أحترم أي هواية لأي شاب طموح لكن مشكلة البعض أنهم لا يملكون أي هواية، لكن إذا اعتبرنا أن كل طابع يقصده الزميل سعود هو منصب فأنا أمتلك طوابع لا يمتلكها غيري وربما البعض يحلم بنصف طابع أملكه.
قصص نجاح، وعموماً أنا أحترم الزميل سعود وأحترم وجهة نظره.
* خطة تطوير دوري المحترفين بخطة الأبواب الأربعة.. كيف تراها؟
- خطة طموحة وبداية رائعة ما زلنا ننتظر منها الكثير ومع الوقت بإذن الله سيكون هناك نتائج مثمرة.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساءً.. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعاً وعقلاً لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- باختصار أنا مع كل الرياضات النسائية المحكومة بالضوابط الاجتماعية والدينية وبما يضمن أن لا تكون بوابة للانفلات.
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيّد وجودها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- مثلما قلت سلفاً أنا مع أي أمر لا يمس بالثوابت الاجتماعية والدينية.
* ماذا تقول لهؤلاء:
- جميل الذيابي: شخصية إعلامية قدّمت الكثير وأدخلت مفاهيم جديدة للصحافة السعودية، وأعتز بالعمل معه والاستفادة من ثراء تجربته.
- محمد العبدي: أعتب عليه في بعض (الأمور) التي لا نتفق حول (أسلوبها وطريقتها) لكنني أعتز كثيراً بعلاقتي به ومكانته كبيرة لدي، وأعتبره أحد أبرز القيادات الإعلامية في الوسط الرياضي والتي قدّمت الكثير وأثرته.
- خالد البلطان: رئيس ناد ناجح، يعرف ماذا يريد وكيف يصل إليه.
- عائض الحربي: زاملت عائض الحربي لمدة ثمانية أعوام وهو شخصية استفدت كثيراً من العمل معه وأعتبره صحافي صاحب مدرسة مميزة، باختصار شديد هو زميل مميز انتقل إلى مكان مميز وأنا شخصياً أغبط الزملاء في الرياض عليه.
- محيي الدين كامل: قصة نجاح سعودية أسهمت في تحقيق نقلة مادية للأندية.
- عادل عصام الدين: قلم رزين يندر وجوده في صحافتنا، ومن أوائل من منحوني الفرصة في المجال الإعلامي.
- وليد الفراج: رغم كل الظروف والصعوبات والانتقادات التي واجهها إلا أنه نجح في أن يشق طريقه نحو النجاح والنجومية.
- سعيد العويران: لاعب سعودي له بصمة تاريخية في كأس العالم تكفيه عن أي تعليق.
- سعود عبد العزيز: كاتب مخضرم.
- أحمد العجلان: الله يوفّقه.
* كلمة أخيرة؟
- من السهولة أن تهدم لكن من الصعب أن تبني.