البكيرية - حمود المطيري:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم بحضور سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى حفل تخريج الدفعة العاشرة من حفظة كتاب الله الكريم مساء أمس الأول الأربعاء والذي نظمته جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة البكيرية في مركز الملك عبد الله الحضاري للاحتفالات.
وهنأ سموه الطلبة الذين حفظوا كتاب الله الكريم وتخرجوا شاكراً رئيس وأعضاء جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالبكيرية على جهودهم المخلصة ومساهمتهم الفعالة في إبراز هذا المشروع الخيّر. جاء ذلك في كلمة سموه بالحفل حيث قال: كلنا في هذا المساء نسعد بأن نكون ضيوفاً للقرآن لنستفيد مما سمعنا من الحفظة الذين أهنئهم على هذا التخرج في هذه المناسبة وأهنئ أساتذتهم في نفس الوقت والقائمين على هذه الجمعية رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس وكل من ساهم ودعم وعمل لصالح هذا المشروع الخيّر الهام الذي نحتاج إليه في كل زمان ومكان فلهم جميعاً الشكر والتقدير على هذه الجهود التي نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجزيهم عليها خير الجزاء، كما أنني أيها الإخوة أفتخر كسعودي يعيش في هذه البلاد وتحت مظلة هذه الدولة بأن نكون جميعاً خداماً للقرآن الكريم وأن نعمل بإذن الله بأحكامه وتنفيذ مقتضاه فهذا هو الشرف للإنسان وهذا هو الأجر كيف لا ونحن نعيش في ظل دولة تقدر القرآن وتعز أهل القرآن وتوجد المكانة الملائمة للقرآن يكفينا من ذلك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي حفظ القرآن وحفظ طباعته وحفظ كل ما فيه فهذا فضل من رب العالمين نسأل الله أن يجزي بالخير من عمل عليه ودعم، كما أن دولتنا أيها الإخوة تقدم لكل حاج مصحفاً في كل عام وهذا الأمر لا شك ليس بالأمر الهين، قد لا ينظر إليه الإنسان نظرة فاحصة، فهو أمر مهم ومعلوم عدد الطبعات التي وزّعت من المصحف الشريف سواء داخل البلاد أو خارجها، هذا هو الفرق وهذا هو الفخر وهذا هو الشيء الذي نفتخر به جميعاً، فلنحمد الله على ذلك فالقرآن الكريم هو منهج هذه البلاد ولا يهمنا من يحاول أن يعبث أو يسيء أو أن يثير على أي أمر يتضمنه القرآن ومن ينفّذ أحكامه في هذه البلاد هذا هو الفخر وهذا هو الذي يجزي الله به سبحانه وتعالى هذه البلاد ويوصلها بإذن الله إلى بر الأمان. كما يسعدني أن أرحب بسماحة شيخنا صالح اللحيدان في هذه الأمسية وبكم جميعاً وأرجو أن تكون أمسيتنا مباركة وأن ننعم دائماً بظل القرآن وكل ما في القرآن.
وبدأ الحفل بكلمة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة البكيرية ألقاها نيابة عن رئيس الجمعية عضو مجلس الإدارة الشيخ الدكتور عبد الله بن حمد اللحيدان قدم خلالها شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على دعمه لجميع أنشطة الجمعية ومنها دعمه وتكفله بجوائز الخريجين والبالغة خمسين ألف ريال، ولكل الداعمين للجمعية, وبين أن الجمعية تحرص على نشر كتاب الله وتعليمه حيث تحتضن حلقات الذكر بالجمعية نماذج من مختلف المراحل السنية بالإضافة إلى معلمين أكفاء يعلمون هؤلاء الحفظة كتاب الله تلاوة وحفظاً وتجويداً وترتيلاً. ثم استمع الجميع إلى نماذج من قراءات الخريجين.
بعدها ألقى الشاعر صالح السلطان قصيدة أدبية جميلة لاقت استحسان الحضور, عقبها ألقيت كلمة الخريجين ألقاها نيابة عنهم سليمان بن صالح السويلمي عبّر خلالها عن شكره لسموه مثنياً على ضرورة القيام بحفظ كتاب الله عز وجل مبيناً الطريقة المثلى لحفظ كتاب الله.
ثم تحدث سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى بكلمة رحب خلالها بالحضور وقال: أهنئ الخريجين على هذا التتويج الكريم ونصيحتي لهم أن يظهر أثر القرآن على سلوكهم ومسيرتهم في الحياة وتعاملهم مع من يتعاملون به وأن يكونوا متصفين بقول الله: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)، كما أني أنصحهم أن يتعاهدوا هذا القرآن الكريم بالمناصرة والمراجعة والعناية بفهمه العليل والعمل بأوامره وينتهي بنواهيه, وينبغي لقارئ القرآن وهو يقرأ أن يتأمل ما يقرأ فإنه إذا كان في محنة يناديه للخير وينهاه عن شر فليحرص على ذلك كما أنني أنصح هؤلاء كل طالبي العلم أن يعرف كيف يلتقي العلم وعن من يتلقى هذا القرآن على أهله، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وأن يحرص على تلقي العلم عن أهله.
كما أهنئ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر على تشريفه هذا المكان في الحفل المبارك لصلة هذا الاجتماع بالقرآن فتشريفه له إنما هو دليل على حب هذا العمل الكريم وتأييده للشريعة ولا غرابة في ذلك منه فإنه وآباءه ومن قبلهم كما يقول شاعر العرب
(وما كان من فضل آتوه فإنما....
توارثه آباء آبائهم قبل..)
فهم يسيرون على سيرة مباركة نسأل الله جل وعلا أن يوفق خلفهم للاقتداء بسلفهم وأن يمدهم بالنصر والتأييد وأن يجعلهم نافعين لبلادنا وبلاد المسلمين وأن يحفظ بهم هذا البلاد من كل شر وفتنة وأن يرفع قدرها بإخلاصهم وإخلاص أهلها لله جل وعلا كما أسأله جل وعلا بأسمائه وصفاته أن يحمي بلادنا من كل شر وبلاء وأن يحفظ علينا أمننا على ديننا ودنيانا وأن يبارك لنا في ولاة أمرنا ويزيدهم ثباتاً على الحق وحسن تمسك به ودعوة لسائر بلاد المسلمين على التمسك به إنه جل وعلا القادر على كل شيء.
وفي الختام كرم سموه الخريجين والذين بلغ عددهم 14 حافظاً و10 حافظات كما كرّم الداعمين للجمعية وللحفل.
وفي الختام شرف سموه الكريم حفل العشاء الذي أعده الشيخ محمد العلي السويلم بهذه المناسبة.