مما يؤسف له أن (إساءة معاملة كبار السن) أصبحت ظاهرة شائعة، لا تقتصر على مؤسسات الرعاية ولكن وجد أن بعض الأزواج والأبناء من ضمن أكثر الفئات التي تسيء وتستغل ذويهم من كبار السن والمصابين بأمراض الشيخوخة خاصة العته. وقد يكون السبب وراء تفشى تلك الظاهرة هو الجهل باحتياجات المسنين وكيفية التعامل معهم ولكن الأسوأ من الجهل هو عدم الاهتمام والنظرة المتدنية للمسنين باعتبارهم عبئاً واستغلال فرصة ما بهم من ضعف! ولكن أكثر أنواع الإساءة شيوعاً وأكثرها خفاء هو(الإهمال) .. والذي من مظاهره: عدم توفير الخدمات والعوامل المساعدة اللازمة للمسنين لتحقيق أعلى قدر ممكن من الاعتماد على النفس والحفاظ على كل ما تبقى لديهم من قدرات مثل توفير النظارات الطبية والسماعات ودعامات المشي، والأهم هو توفير الوقت اللازم ليقوموا بخدمة نفسهم بالسرعة التي تناسب قدراتهم. وفيما يلي بعض السلوكيات الشائعة التي تعد (سوء معاملة):
- الكذب والتحايل كوسيلة سهلة لجعل المسن أكثر تعاوناً.
- أن لا نعطى المسن الفرصة ليقوم بنفسه بارتداء الثياب والاغتسال وتناول الطعام ، توفيراً للوقت أو التزاماً بروتين صارم يتعامل مع المسنين كفئة وليسوا أفراد متفاوتين في القدرات.
- أن نتحدث معه بلغة الأطفال في حين أنه يحتاج للغة الكبار لكن بصوت مسموع وجملها بسيطة وواضحة.
- تجاهل وجوده والتحدث عنه بضمير الغائب في حضوره.
ومما سبق يتبين لنا أن كبار السن يحتاجون لفهم واحترام لخصوصيتهم وفرديتهم وحقهم في ممارسة الأنشطة وعدم عزلهم أو حرمانهم من المؤثرات الحسية والاجتماعية، وعلى القائمين بالرعاية، أن يدركوا أن الحلول السهلة في التعامل مع مشاكل المسنين لا تحل المشكلة بل تفاقمها، وأن علاقة الرعاية الناجحة تقوم على احترام وتعاون متبادل لكن طرفي العلاقة ليسا متساويين فالقائم بالرعاية اصغر سناً، يمتلك معلومات أكثر وعليه مسئوليات أكثر لذا يلزمه مهارات يكتسبها خلال التدريب والخبرة من أهمها احترام حق المسن وتفهم احتياجاته.
ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا).