إخلاص العمل لله، وإخلاص المتابعة لرسول الله، يوصى بهما المسلم دائماً في كل عبادة، وهما شرطا قبول الأعمال كما قال سبحانه: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا}، هذا دليل شرط متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يشرك بعبادة ربه أحد - هذا دليل شرط إخلاص العمل لله وحده لا شريك له.
الحج له شأن عظيم فعلاوة على هذين الشرطين هناك أمور يوصى المسلم المريد للحج بها، ولابد وأن تكون منه دائماً على بال، وهي من الأهمية بمكان، فمنها وهو أهمها أن يعلم مريد الحج أحكام الحج جيدا من أركان وشرط وواجبات وسنن ومستحبات، وذلك بحضور الدروس والدورات والمحاضرات، وقراءة الكتب الموثوقة، وسؤال أهل العلم والإفادة منهم. ومنها: الحرص على عدم الإسراف والمبالغة في الرفاهية وذلك بالذهاب مع الحملات باهظة الثمن وإن كان الشخص قادراً، فالأولى له أن يحج مع حملة متوسطة الثمن وأن يصرف المال الزائد لتحجيج شخص آخر لم يحج. ومنها: لما كان الحج لابد له من السفر والسفر محفوف بالمخاطر فقد يرجع المسافر وقد لا يرجع فإن الواجب في حقه مراعاة عدة أمور: 1 - التحلل من المظالم، والتخلص من حقوق الخلق سواء كانت ديونا مالية، أو ودائع، أو أمانات، أو أشياء أخرى متعلقة بالذمة، 2 - كتابة الوصية، 3 - تأمين ما يحتاج إليه الأهل ومن تجب عليه نفقتهم من مأكل ومشرب.. وغير ذلك حتى يرجع، 4 - اختيار الرفقة الصالحة، 5 - تأمين متطلبات السفر، 6 - تحري العمل بكل السنن الواردة في السفر، كتنصيب الأمير، وقصر الصلاة الرباعية، والإتيان بأذكار السفر، والتكبير إذا علوا مرتفعاً، والتسبيح إذا هبطوا منحدرا، والإكثار من الدعاء فإن المسافر مستجاب الدعوة، والإسراع بالعودة إلى الأهل بعد قضاء النسك، وأن لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.
ومن الأمور التي يوصى بها الحاج: أن لا يحج إلا بالطرق النظامية التي وضعتها الدولة وفقها الله لمصالح المسلمين عموماً، ومنها أن لا يحج إلا بتصريح صحيح.
ومنها أي من الوصايا: أن يحرص الحاج على الدعوة إلى الله ونشر التوحيد، بالحكمة واللين والرفق، ورحمة الناس، وأن لا يسكت على المنكرات وخصوصا منها ما فيه شركيات وبدع، وما أكثر ما يسمع ويشاهد من هذا القبيل حيث الموسم يجمع من كل الطوائف التي تنتمي للإسلام، ومن هذه المنكرات: الدعاء، والاستغاثة، والحلف بغير الله، ناهيك عن المحرمات الأخرى، كشرب الدخان، وحلق اللحى، والإسبال، وكشف النساء لوجوههن والتجمل والتطيب ومزاحمة الرجال. ومنها: أن لا يتجاوز الحاج الأنظمة في المشاعر المقدسة كافتراش الطرقات، والنوم على الأرصفة، والسير في الاتجاهات المعاكسة. ومنها: أن يحرص الحاج على التعاون التام مع رجال الأمن والمسؤولين هناك. ومنها: أن يشغل الحاج نفسه بالعبادة، وأن لا ينشغل بالنظر إلى وجوه الناس والمواقف التي تحدث لهم دونما فائدة. ومنها: تحقيق المنافع والحكم التي من أجلها شرع الله الحج حيث قال سبحانه: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمَْ} ومن أعظم منافع الحج تعارف المسلمين فيما بينهم، وتشاورهم في أمورهم، والعمل على حل مشكلاتهم وشد بعضهم على يد بعض. ومنها وهو أولها وآخرها وهو: استشعار الأجر المترتب على أداء هذا الركن العظيم وهو علاوة على براءة الذمة من الواجب قوله - صلى الله عليه وسلم - من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
حائل
wwwhailQQ@gmail.com